هل يمكنك العيش في منزل مطبوع؟ هذان الزوجان فعلاها
” إنه أشبه بالقبو، لكنه يعطيني شعورًا بالأمان”
هذا ما قاله السّيّد هاري، الّذي يعيش في هولندا مع زوجته إليزا في منزل مطبوع باستخدام تقنية 3d، والّذي تبلغ مساحته 94 متر مربّع، ويشبه شكل الصّخرة. وقد استلما مفاتيح منزلهما والّذي بالحقيقة هو عبارة عن تطبيق على الهاتف يُستخدم لفتح المنزل. قد يبدو شكل المنزل غريبًا بعض الشّيء، حيث تظهر طبقات الاسمنت المطبوعة بوضوح في عدة أماكن من المنزل، لكن هذا لا يلغي حقيقة أنّ المنزل يمتاز بعدّة خصائص مختلفة، فعلى سبيل المثال لقد تمّ بناء المنزل خلال 5 أيام فقط، حسب الشّركة المسؤولة عن إنشاء المنزل. و برأي إليزا الّتي ترى المنزل جميلًا, وهي متحمّسة للعيش فيه واستئجاره مع زوجها هاري بمبلغ 700 دولار في الشّهر ولمدة ستّة شهور, وتقول إليزا: ” بالطّبع شكله ليس مألوفًا, لكنه يعطيك شعورًا جميلًا بأنك متّصل مع الطّبيعة, يشبه شيئًا تعرفه منذ الصّغر”.
تطمح هولندا لتوسيع هذا المجال، وهذا الأسلوب من البناء كأحد حلول مشكلة نقص المساكن التي تعاني منها الدّولة، إذ يجب عليها بناء مئات الآلاف من المنازل لاستيعاب الازدياد السّكّاني الحالي. و يصرح ثيو سالت، بروفيسور في جامعة ايندهوفن التّقنيّة، أن هذا النّوع من البناء يسمح باستخدام المواد المستخدمة في البناء في المكان الذي تحتاجه فقط، ممّا من شأنه أن يقلّل من كمّيّة النّفايات والمخلّفات في البناء ويحافظ على البيئة بشكل أكبر. ” قد تسألونني: لماذا هذه القفزة النّوعيّة في مجال البناء؟ حسنًا، الاستدامة بالطّبع، والطّريقة الأولى لتحقيق هذا هي من خلال تقليل كمّيّة الاسمنت المستخدمة. وقد لا نبني مليون منزلًا مشابهًا،فقد يبدو هذا الأمر مجنونًا بعض الشيء، لكننا وبكل تأكيد سنستغل هذا التّقنية للدمج بين المنازل التقليديّة والمنازل المطبوعة”.
اقرأ أيضاً:
– طرق جديدة لصناعة السيارات باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
– دجاج كنتاكي تحاول إنتاج دجاج باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد
يتكوّن المنزل من 24 عنصر مصنوع من الاسمنت تم طباعتهم باستخدام آلة تقوم بوضع طبقة فوق الأخرى قبل إضافة اللّمسات الأخيرة، بما في ذلك السّقف، وتضيف هذه الطّبقات نسيجًا مضلّعًا لجدران المنزل، من الداخل والخارج، وتكون هذه العناصر فارغة بالأصل لكن تم ملؤها بمادّة عازلة. وبحسب أقوال باس هيوسمانس، الرّئيس التنفيذي لشركة البناء Weber Benelux: ” إنّه المنزل الأوّل من نوعه والّذي تمّ الموافقة عليه بشكل كامل من قبل السّلطات المعنيّة، والّذي حقًا يسكنه أشخاصٌ محليّيون، ويدفعون مبالغ شهريّة لاستئجاره. وأنّه لنجاحٌ باهر، إذ استغرقنا بنائه 120 ساعة فقط، أي بمعنى آخر، لو بدأنا بناء منزل جديد غدًا، سننتهي بحلول 5 أيّام فحسب، لأنّنا نستخدم طابعات بدلًا من الأيادي العاملة البشريّة، والطّابعات لا تحتاج للرّاحة، لا تحتاج للنّوم، فهي دائمة العمل”. وتسعى الشّركة لبناء 5 منازل أخرى مستثمرين جميع جهودهم فيها بما يضمن أفضل نتيجة ممكنة.
وربّما ما أسعد المستأجر هاري بالأكثر هو الهدوء الّذي ينعم به المنزل والذي يشعره باتّصال قوي مع الطّبيعة، ” لاشك أنّه يعطي شعورًا جميلاً، فأثناء وجودك داخل المنزل، لا يمكنك سماع شيءٍ آخر من خارجه”. وعلى الرّغم من أنّ هذه التّجربة تعد فريدة من نوعها، إلا أنّ هذا كان حلمًا في بال العديد من شركات الإنشاء منذ سنين عديدة، فمثلًا في الولايات المتحدة الأمريكيّة تطمح الشّركات ببناء حي كامل باستخدام تقنية الطّباعة ثلاثيّة الأبعاد 3d.