أوروبا تستخدم الطاقات المتجددة أكثر من الوقود الأحفوري عام 2020
عبر العقود الأخيرة ازداد الاهتمام العالمي بظاهرة الاحتباس الحراري التي تعد أحد أكبر المشاكل البيئية التي يواجهها العالم اليوم، وبالنتيجة بدأت العديد من الحكومات بالانتقال التدريجي إلى الطاقات المتجددة مثل الألواح الشمسية وطاقة الرياح كبديل مستدام وقليل الضرر البيئي. ومع أن الانتقال كان بطيئاً إلى حد بعيد عبر السنوات، فقد حققت القارة الأوروبية إنجازاً هاماً عام 2020 عندما اعتمدت على الطاقة المتجددة بشكل أكبر من اعتمادها على الوقود الأحفوري (الفحم الحجري والمشتقات النفطية) للمرة الأولى في التاريخ.
وفق تقرير جديد من منظمة Ember and Agora Energiewende (والذي يتابع استهلاك الطاقة الأوروبي منذ عام 2015) فقد اعتمدت القارة العجوز على الطاقات المتجددة لإنتاج 38% من إجمالي استهلاكها للكهرباء خلال عام 2020، فيما شكل الوقود الأحفوري حوالي 37% فقط، مما يجعل الأمر إنجازاً كبيراً للقارة التي تعهدت بتخفيض انبعاثاتها الكربونية بشكل كبير عبر السنوات، وحتى أن بعض بلدانها قد وضعت أهدافاً للانتقال الكامل إلى السيارات الكهربائية خلال جدول زمني قصير نسبياً.
اقرأ أيضاً: مزرعة بطاريات إيلون ماسك توفّر على أستراليا عشرات الملايين من الدولارات
تأتي التغيرات الجديدة في استهلاك الطاقة الأوروبي نتيجة تراجع مستمر للفحم الحجري كمصدر للطاقة مؤخراً، بالإضافة إلى النمو الكبير في مجالات الطاقة المتجددة وبالأخص طاقة الرياح التي باتت مستخدمة بشكل هائل وبالأخص في “مزارع الرياح” البحرية قبالة السواحل للحصول على أفضل توليد للطاقة الكهربائية.
اقرأ أيضاً: جنرال إلكتريك تركب أقوى عنفة ريحية حتى اليوم لاختبارها على الشواطئ الهولندية
يذكر أن عام 2020 كان قد شهد انخفاضاً في الاستهلاك الأوروبي للطاقة للمرة الأولى منذ عقود، حيث تسببت إجراءات الحظر والبقاء في المنزل بانخفاض الاستهلاك بحوالي 4% مقارنة مع عام 2019، وبينما تسبب هذا التناقص بضعف الطلب على الوقود الأحفوري فقد بقي نمو الطاقات المتجددة مستمراً دون أن يتأثر بالتغيرات الكبرى في الاقتصاد العالمي.