“فيسبوك يقتل المنافسة” حسب بعض الشركات الناشئة
هناك أربع شركات ناشئة صغيرة قامت برفع دعوى قضائية على فيسبوك لأسباب تتعلق بمكافحة الاحتكار، مُدعيةً في دعواها أن استراتيجية الاستحواذ لدى الشبكة الاجتماعية العملاقة تجعل فيسبوك يقتل المنافسة المستقلة، لتنضم بذلك إلى قائمة طويلة من الشركات والهيئات التي قاضت فيسبوك – أو تشتكي من ممارساته على الأقل – في السابق.
أصحاب الشكوى التي تزعم بأنّ فيسبوك يقتل المنافسة هم Circl، وهي سوق عبر الإنترنت وشبكة اجتماعية، وBeehive Biometric، وهي شركة للتحقق من الهوية، وReveal Chat، وهي عبارة عن تطبيق للدردشة، وLenddo، وهي مزود خدمات مالية.
فيسبوك يقتل المنافسة
في الدعوى التي رفعتها الشركات الأربعة في سان فرانسيسكو الأميركية، طالبت المجموعة بتجريد مارك زوكربيرج – الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك – من سيطرته على أغلبية الشركة، حيث أنّه القوة الدافعة وراء استراتيجية فيسبوك المناهضة للمنافسة.
ويتمثل جوهر حجتهم في أنّ الاستحواذ على ودمج تطبيقات المراسلة الرئيسية مثل واتساب وإنستجرام، يُحفّز المستخدمين بشكل كبير على اختيار تلك التطبيقات مقارنةً بالمنافسين المستقلين، وكان مارك صرّح في وقت سابق بأنّه يريد أن يتمكن المستخدمون عبر تطبيقات فيسبوك المختلفة من التواصل مع بعضهم البعض، مما يعني أنّ مستخدم واتساب يمكنه إرسال رسالة إلى مستخدم إنستجرام دون تبديل التطبيقات.
وحسب ما يقول، فإنّ القيام بذلك سيؤدي إلى إضافة بعض الراحة وضمان تشفير جميع المحادثات بين المستخدمين. لكنّه في الوقت نفسه سيجعل من الصعب الخروج من دوامة خدمات فيسبوك.
وقالت الدعوى:
“إنّ التكامل – إن تم – لن يقلل المنافسة بشكل كبير فحسب، بل قد يسمح لفيسبوك بتدميرها لفترة طويلة جدًا”.
تجدر الإشارة إلى أنّ خدمات واتساب وإنستجرام وفيسبوك ماسنجر تملك كل منها أكثر من مليار مستخدم نشط شهريًا (على الرغم من وجود بعض التداخل بدون شك، أي مستخدمين يستخدمون التطبيقات الثلاثة في نفس الوقت)، وهذا يعني أنّ الدمج إن تم، سيتيح الفرصة أمام المستهلك الذي يستخدم مُنتج واحد فقط من الثلاثة للوصول إلى أصدقائه الموجودين على المنتجين الآخرين.
في نفس الإطار، تدرس لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية رفع أمر قضائي ضد فيسبوك لمنع هذا الاندماج بسبب هذه التخوفات من قتل المنافسة، وفي هذه الحالة سيتعين على الشبكة الاجتماعية الدفاع عن وجهة نظرها أمام المحكمة.
وكانت فيسبوك صرّحت في وقت سابق أن تطبيقات مثل واتساب وإنستجرام لم تكن لتصل إلى ما هي عليه اليوم دون مواردها، وأن المستخدمين يحصلون على تجربة أفضل بسبب فيسبوك.
وإن كنّا نشك بعض الشيء في هذه المزاعم، خاصةً وأنّ تطبيق مثل واتساب كانت الرسائل اليومية عليه تتجاوز ضعف الرسائل اليومية على فيسبوك ماسنجر، وبالتالي لم يكن ليسوء حاله اليوم إن لم تشتريه فيسبوك.