باحثون يطورون تقنية يُمكنها تغيير شكل جناح الطائرة أثناء الطيران
قد تكون عبارة “تغيير شكل جناح الطائرة” غريبة كثيراً، بل وربما يعتبرها البعض مجنونة بعض الشيء، لكن الأمر قد يُصبح حقيقة قريبًا بفضل مجموعة من الباحثين.
إذا سافرت سابقًا على طائرة وكان رقم مقعدك بجوار النافذة ويطل على جناح الطائرة، فربما لفتت نظرك حركة اللوحات الموجودة على الجناح وهي تتحرك أثناء إقلاع وهبوط الطائرة.
يحدث هذا لأنّه في كل مرحلة من مراحل الرحلة – الإقلاع والهبوط والمناورة – تختلف معايير الجناح المثالية. ولهذا استطاع المهندسون تعديل شكل الأجنحة الثابتة عبر اللوحات التي تتحرك كمفاصل لتُعدّل من حركة الهواء على الجناح.
لكن تخيل ما إذا كان الجناح بالكامل يمكنه تغيير شكله! هذا بالضبط ما يعمل عليه الباحثون بقيادة وكالة ناسا الفضائية، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
تغيير شكل جناح الطائرة
في ورقة بحثية تم نشرها بمجلة Smart Materials and Structures، يشرح فريق البحث كيف أعاد تصميم جناح الطائرة بشكل جذري.
بحيث أصبح الهيكل الجديد عبارة عن إطار شبكي خفيف الوزن، مصنوع من آلاف المثلثات الصغيرة والمتكررة من الدعامات التي تشبه عود الثقاب، والمغطاه بطبقة رقيقة من البوليمر.
نظراً لأنّ هذه “المادة الفوقية” تتكون في الغالب من مساحة فارغة، فهي خفيفة الوزن للغاية، أقل من ألف من كثافة المطاط.
كما تسمح الدعامات الموضوعة بدقة للجناح بتغيير الشكل تلقائياً استجابةً للتغيرات في ظروف التحميل الديناميكية الهوائية، وبالتالي تُصبح الطائرة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
جدير بالذكر أنّ هذا المفهوم ليس جديداً تماماً، حيث قُدّم قبل بضع سنوات، لكن البحث الجديد يساعد على إنتاج الأجزاء الخاصة بتصميم الجناح في وقت قياسي، ويهدف الباحثون إلى أن يتم تجميع الأجنحة مستقبلاً بواسطة الروبوتات ذاتية التحكّم.
بالطبع تقنية مثل هذه لن تظهر في أي وقت قريب، فشركات الطيران الحالية تعتمد بشكل كبير في أساطيلها على الطائرات التقليدية، ولن تُكلّف نفسها مليارات الدولارات للتحوّل إلى هذا النموذج الجديد الذي لم يثبت فاعليته بعد.
لكن شخصياً أتوقع أن يبدأ تطبيق هذه التقنية الجديدة عسكرياً قبل تقديمها تجارياً، وخاصةً مع الصراع الدائر بين الولايات المتحدة والصين.