لقد وصلنا فعلًا لذروة الهواتف الذكية! فما الذي ستفعله سامسونج وأبل؟!
مبدئيًا، على مستوى قطاعات التقنية جميعًا فنحن حقًا لا نريد هواتف ذكية جديدة، فالأمر بات هزليًا، فبعض الشركات تضغط على الشاشة لتكون أنحف وتتحسن الكاميرات بشكل جيد فتارة 3 كاميرات وأخرى 4 كاميرات ومع براءة اختراع إل جي الجديدة التي تنوي توفير 16 كاميرا في هاتف واحدة، وهذا ما ستجده في قطاع الهواتف الذكية والذي عبارة عن دائرة مغلقة من الترقيات لشيء واحد.
لكن في الواقع، قرر العديد من الأمريكيين أنهم لا يحتاجون إلى ترقية هاتفهم كل عام، فلسنا مجبرين على تغيير هواتفنا عامًا وراء عام أو كل عامين حتى، فالهواتف الجديدة لم تعد محيرة فقط للمستخدم العادي ولكن للشخص المحترف أيضًا.
الإمساك على الهواتف قليلًا أمر مفيد جدًا لميزانياتنا ناهيك عن البيئة، ولقد حان الوقت -سواء لنا أو لمطوري الهواتف الذكية- للتفكير فيهم مثل قطاع السيارات.
ربما وصلنا الآن إلى ذروة الهواتف الذكية، فقد تراجعت شحنات الهواتف الذكية إنخفضت بنسبة 1.8% في الربع الثاني من عام 2018 وهو انخفاض حاد نوعًا ما، وذلك وفقًا لشركة الأبحاث IDC، وقد ارتفعت شحنات الهواتف الذكية في الولايات المتحدة بنسبة 1.6% فقط وهي أصغر زيادة على الإطلاق، وانخفاض الطلب على هواتف أيفون الجديدة سبب في خسارة ما يقرب من 40 مليون دولار من قيمتها السوقية
في عام 2015، استبدل الأمريكيون هواتفهم بعد 23.6 شهرًا في المتوسط، وفقًا لشركة أبحاث Kantar Worldpanel وبحلول نهاية عام 2017 زادت النسبة إلى 25.3 شهرًا.
يوم الخميس الماضي، أعلنت شركة أبل عن انخفاض مبيعاتها في الربع الأخير أكثر من أي وقت مضى وذلك في مبيعات هواتف أيفون الذكية، وكان التراجع من 78.3 مليون وحدة إلى 77.3 مليون وحدة، وهذه النتائج تعكس مبيعات الشركة في نفس الفترة وأعلنت أن الدورة الخاصة بترقيات الهاتف لا تسير كما هو متوقع.
وأكد تيم كوك -المدير التنفيذي لشركة أبل – في اتصاله مع محللي الأسهم الخميس الماضي أن شركة أبل ستعاود إنتاج هواتف أيفون اكس وذلك لتعويض الفائد في نسبة الأرباح عن العام الماضي.
ما الذي أدى إلى انخفاض المبيعات عالميًا؟
أحد الأسباب الرئيسية وراء تغير سلوكنا في شراء الهواتف الجديدة، أن معظم هذه الهواتف تبدو متشابهة، ففي تقرير شركة IDC أكد المستهلكون أنهم سيعاودون الشراء عندما يرون شيئًا جديدًا حقًا أو عند الحاجة لهاتف جديد، لقد حان وقت تحسين الواقع المعزز وبرمجيات الهواتف الداخلية.
دورة الحياة الطويلة ستكون مجاملة لشركتي أبل وسامسونج حتى وإن لم يفضل المستثمرون ذلك، فهي علامة على أن منتجاتهم موثوقة ولقد زادت نسبة مبيعات أيفون 7 وجالكسي اس 7 عندما ظهرت ميزة مقاومة الماء.
لا تؤدي دورات الترقية البطيئة بالضرورة إلى هلاك الشركتين، فإنهم يتقاضون المزيد من الأرباح فمثلًا تبيع شركة أبل هاتف أيفون اكس بمبلغ 1000 دولار وهواتف أيفون اكس اس ماكس بسعر يبدأ من 1099، وهذا ما يساعد على نمو أرباح الشركة، ويبيعون كذلك ملحقات مختلفة وضرورية للبعض منا مثل جهاز Gear VR من سامسونج وسماعات هوم بود من أبل بالإضافة إلى خدمات أخرى مثل موسيقى أبل التي تدفع مقابل الاستمتاع بخدماتها.
ومع ذلك، سيواجه أصحاب الهواتف التي تعيش لفترة أطول بعض الاحتياجات الجديدة، ففي نهاية العام الماضي قامت شركة أبل بتخليق الطلب على استبدال بطاريات أيفون وذلك باعترافها تباطؤ الهواتف التي تحتوي على بطاريات بالية، وعرضت شركة أبل أسعار منخفضة للجميع وكانت المتاجر مزحمة لشهور، وهذا يوضح عدد الأشخاص الذين يفضلون إصلاح هواتفهم الذكية الحالية بدلًا من شراء هواتف جديدة، وأكد أحد المحللين أن استبدال البطاريات بأسعار قليلة سيكلف شركة أبل 10 مليارات من المبيعات الضائعة.
يتجه الأمر إلى مجال أشبه بالسيارات، فستحتاج الهواتف إلى أجزاء وبرمجيات إذا احتفظ بها المستخدم لفترة أطول، وعلى ما يبدو أن شركة سامسونج قد دخلت في هذه اللعبة كذلك بتوفيرها لشاحنات الخدمة.
سيتعين على صانعي الهواتف الذكية التفكير في تصميم تحديثات للبرامج وذلك لدعم الهواتف القديمة لفترة أطول، فهل مثلًا يستطيع أصحاب هواتف أيفون 5S الحصول على نظام التشغيل iOS 12 أم سيكون الأمر كالعادة، بطء في النظام وتجميد في التطبيقات التي تضطر المستخدم إلى ترقية هاتفه؟ أو السؤال الأهم هل سيحدث ذلك والشركات تتنافس في تصنيع معالجات أسرع ونماذج أرقى؟
من المحتمل أن يكون هناك حد للمدة التي سنحتفظ فيها بهواتفنا، فلا أرى الأمر ضروريًا استبدال الهاتف قبل ثلاث سنوات، فيُمكن للأشخاص الذين يحتفظون بهواتف طويلة أن يجعلوا الصناعة تُشبه أجهزة الحاسب المحمولة والحواسب المكتبية، لكن لا تستبعد رغبة البشر، فالبشر دائمًا يحبون الاحتفاظ بأحدث إصدارات الهواتف.
عند النظر إلى إحصائيات وتقارير المبيعات ومقارنتها بالأعوام السابقة وبالنظر كذلك إلى تقنيات الهواتف الذكية الموجودة حاليًا، يتضح أن الهواتف الذكية ستتحول إلى قطاع يشبه قطاعات الحواسب المحمولة في أعداد أجهزتها وبالتأكيد سيكون التركيز على تقنيات تستحق فعلًا استبدال الهاتف لأجله.