كيف تقود الآخرين دون أن تكون مديراً
مع ازدياد انتشار بيئة العمل التعاونية والاعتماد على الفرق والموظفين القادرين على تنفيذ عدة مهام متنوعة تغيرت طبيعة عمل القائد أو المدير، وقد أصبح العديد من الأشخاص يتولون مهمات قيادية دون أن يملكون توصيفاً وظيفياً رسمياً بذل
ويكمن دور هذا الشخص الذي يلعب دور القائد دون صلاحيات رسمية في دفع الآخرين للعمل والتفاعل بكامل رغبتهم بدلاً من اتباع الأوامر لأنها فقط قادمة من المدير، وخلافاً للطريقة التقليدية في الإدارة من خلال إعطاء الأوامر وحسب أصبح هناك طريقة جديدة تعتمد على استخدام المهارات الشخصية والتفاعلية للتأثير على الآخرين بشكل إيجابي ودفعهم للعمل، وسنستعرض لك في هذا المقال أهم هذه المهارات :
1- الاستماع الجيد
أجرت شركة Development Dimensions International دراسة على أهم المهارات التي تملك أثراً إيجابياً على القيادة وأداء الفريق ووجدت أن التعاطف والقدرة على الاستماع بشكل جيد كانت في المرتبة الأولى.
وقد أوضح المختص في علم النفس كارل روجرز أن التواصل الحقيقي يتم عندما نستمع مع تركيز واهتمام كبيرين كي نرى الفكرة وندرك السلوك من وجهة نظر الشخص المقابل، كما أوضحت بعض الدراسات أن 4 من 10 القياديين الناجحين كانوا يمتلكون مهارات قوية في الاستماع والاهتمام بالآخرين.
2- لغة جسد دافئة
هناك نوعان من الإشارات التي يتطلع لرؤيتها الناس في القائد من خلال لغة جسده، الأول يعكس الاهتمام والآخر يعطي انطباعاً بالقوة والنفوذ، ويجب على القائد الناجح أن يتمتع بكلا هاتين السمتين لكن في حال كنت تلعب أدواراً قيادية دون مسمى وظيفي رسمي فإنه يجب عليك أن تميل إلى النوع الأول.
وتتضمن لغة الجسد التي تعطي اهتماماً بالآخرين وجود اتصال عيني وتبادل الابتسامات واعتماد الوضعيات التي توحي بالأريحية مثل إبعاد الذراعين عن الجسد والتباعد بين الرجلين مع إسناد راحتي الكف ووضعهما بشكل سلس على الطاولة أو المكتب.
3- المشاعر الإيجابية
تنتشر المشاعر بشكل سريع سواءً كانت إيجابية أم سلبية، ففي دراسة أجرتها إحدى الجامعات الألمانية تم عرض صور وجوه حزينة وسعيدة أمام بعض الأشخاص ومن ثم توجيه أسئلة وقد كانت إجاباتهم متناسبة من حيث الحزن أو السعادة مع الصور التي كانوا يرونها.
لكن في مجال الأعمال فإن العديد من الناس يهملون أهمية هذه المشاعر ويميلون إلى التعامل بشكل عقلاني بحت وتحويل كل المعطيات إلى أرقام كي يتمكنوا من اتخاذ قرارات منطقية، لكن وفقاً لأحد علماء النفس فإن مركز الإدراك في الدماغ مرتبط بشكل وثيق بالمنطقة المولدة للمشاعر وهذا يعني أنه لا يوجد أي شخص يتخذ قرارات بشكل منطقي تماماً دون أي دور للمشاعر.