ما الذي يميّز رائد الأعمال؟

سؤال طالما راود الكثيرين، و جعل من ريادة الأعمال قلعة يصعب على غالبية الناس الخوض فيها، ربما يكون الفضول في محاولة التعرف على هذا الرجل العصامي الذي يبني نفسه بنفسه، و كيف استطاع التغلب على كل العقبات ليصعد سلم النجاح بخطى واثقة و متأنية، ربما يكون هو الحافز لمعرفة هذا السر.

شاهدت قبل فترة على شاشة إحدى قنوات الأفلام الوثائقية فيلم يتحدث عن أهم ما يتصف به الأشخاص الناجحون و الذين حققوا أهدافهم الكبيرة في الحياة، و ما زالوا يخوضون غمار المحاولات الفاشلة حتى تقودهم للنجاح الكبير، و السر في حصولهم على أيّ شيء يُريدونه، فكان هناك لقطة لفأر يُحاول أن يأخذ قطعة بسكوت صغيرة و يصعد بها هرباً إلى جحره، لقد قام بمحاولة حملها أكثر من عشرين مرة، و في كل مرة يسقط على الأرض فيحملها ثانية و يُحاول الصعود حتى نجح، و عندها شعرت بنشوة النصر، و بأنّ كلٌ منا قادر على إنجاز أهدافه في الحياة لو تحلّى بقليل من الصبر وتكرار المحاولة.

و هذا بالضبط ما يميّز رائد الأعمال، الإصرار و المحاولة المرة تلو الأخرى للحصول على ما يُريد، قد يفشل لكنه لا يستسلم، و سرعان ما يُعاود المحاولة لأنه مؤمن بما يقوم به، لذلك هو لا يتخلى عن هدفه.

لكن ما الذي يُعطيهم هذه القوة لتكرار المحاولة مرات عدة، و ما الذي يضعهم في هذه المكانة؟

يثقون بأنفسهم

يُظهرون ثقتهم العالية بأنفسهم و في قدرتهم على إنجاز الأشياء، لذلك هم يَلْفِتُون انتباه الآخرين بحماسهم الشديد و تفانيهم في العمل.

التعلم المستمر

يحرصون على التزود بالمعرفة الضرورية لبناء ثقافة عالية، و يُمارسون القراءة اليومية المستمرة و التي ستُكسبهم مع مرور الوقت التميّز عن أقرانهم.

متميّزون

هم يختلفون تماماً، يُظهرون السمات و المهارات الفريدة التي يتسمون بها، كما يُظهرون مقدرتهم في إقناع الآخرين و التأثير على مجريات الأحداث.

شبكة علاقات واسعة

بالطبع ليس إنعزالياً، و يحمل قائمة واسعة من المستثمرين المهتمين بما يعرضه من مشاريع رائدة، و يُحاول جاهداً توظيفها في صالحه.

مرن

قد يتعجب البعض، ما أهمية أن يكون مرناً؟ رائد الأعمال يُدرك جيداً بأنه إذا لم يكن مرناً في لغة الأعمال فسرعان ما سيخرج من حلبة الأعمال.

يترك الإنطباع الجيد

فالنقاشات تزيده حصافة و ذكاءً، و ممارسة فعلية للتواصل مع رجال أعمال ماهرين أو مستثمرين يبحثون عمن لديه الجاذبية في جذب الإستثمارات.

أحمد يوسف