قراصنة يستخدمون فايسبوك لسرقة معلومات قيادي في الناتو
استخدم قراصنة يعتقد أنهم من الصين حساباً مزوراً على موقع “فايسبوك” للتواصل الإجتماعي، للحصول على معلومات غاية في السرية من خلال توجيه دعوات من حساب مزيف لقائد الناتو، لطلب الصداقة الالكترونية مع كبار الضباط البريطانيين.
تمكن القراصنة من الحصول على معلومات دقيقة وسرية من خلال حساب شخصي على “فايسبوك” بإسم الأدميرال جيمس ستافريديس، الذي يتولى رئاسة القيادة العسكرية الأوروبية الأميركية في حلف الناتو.
وعقب قبولهم الصداقة من الحساب المزعوم، تسربت كل رسائلهم والتفاصيل المنشورة في حساباتهم وأرقام هواتفهم وصورهم، إلى الحساب المزيف، إلى أن تم تعقب الحساب الذي ينتحل شخصية ستافريديس وحذفه.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ “تليغراف” إلى أن القراصنة نجحوا في سرقة أسرار طائرة المستقبل الاميركية التي تعتبر الأحدث عالمياً والمعروفة باسم “F35″، فيما نجحت مجموعة أخرى في كشف تفاصيل كبار قادة حلف شمال الاطلسي عبر حساب “فايسبوك” مزيف بإسم مسؤول في الناتو.
بعدما طلب “ستافريديس الوهمي” تبادل ملفات ووثائق مع القادة والمسؤولين، تمكن القراصنة من الحصول على معلومات مهمة وسرية، من ضمنها وثائق عن تكنولوجيا الغواصات والطائرات الشبح.
وأشارت الصحيفة الى ان ستافريديس المعروف عنه استخدامه للشبكات الاجتماعية تعرض في السنوات الماضية مراراً وتكراراً للهجمات الالكترونية. لكن حلف الناتو أكد حصول الاختراق من دون تحديد الجهة المسؤولة، إلا أن مصادر من داخل الحلف أكدت تورط الصين.
في أعقاب ذلك، نصح حلف شمال الاطلسي كبار الضباط والمسؤولين، باعتماد صفحات وشبكات اجتماعية خاصة بهم، للحيلولة دون تكرار الخرق الأمني.
لكن هذه الحادثة، فتحت المجال أمام العديد من محاولات انتحال الشخصية عبر الانترنت، بهدف جمع المعلومات. واستخدم موقع “فايسبوك” تقنيات متطورة جداً لتحديد الحسابات الوهمية، لأن المزور أو المنتحل، على حد قول الشركة، يترك بصمات مختلفة جداً لمستخدم الفايسبوك الحقيقي.
وقال متحدث باسم موقع فايسبوك: “بعد أن تم إبلاغنا بالحساب المزور، حذفنا الصفحة على وجه السرعة وفتحنا تحقيقاً لملاحقة القضية”.
وأقر مسؤولون من مقر قيادة الناتو في أوروبا ان عملية القرصنة استهدفت ستافريديس، غير أنهم رفضوا الإنجرار الى الكشف عن مصدر الخرق الأمني، على الرغم من أن مصادر أمنية أخرى رفيعة المستوى أكدت أن القراصنة من الصين.
وقال متحدث باسم قيادة حلف الناتو: “هذا النوع من محاولات وليس له اي علاقة بالقرصنة أو التجسس. وبطبيعة الحال، فإن الدردشات والمنشورات في الفايسبوك ليست مواضيع سرية”.
وأضاف مسؤول في حلف شمال الأطلسي: “لقد كانت هناك عدة صفحات وهمية بإسم مسؤول الناتو، لكن الفايسبوك تعاون وقام بحذف الحساب المزور، ولا توجد معلومات عن أن القراصنة من الصين”.
وأضاف “الشيء الأكثر أهمية هو أن الفايسبوك تخلص من الحساب المزيف، ونحن نريد أن نتأكد من أن الجمهور لا يحصل على معلومات خاطئة”
وأشار إلى أن وسائل الاعلام الاجتماعية لعبت دوراً حاسماً في الثورة الليبية العام الماضي، وقد عكس ذلك موجة من المعارضة الشعبية، مضيفاً: “وكذلك صلتنا كمية ضخمة من المعلومات من وسائل الاعلام الاجتماعية من حيث تحديد مواقع قوات النظام الليبي، ولهذا السبب من المهم أن يثق الجمهور بوسائل الإعلام الاجتماعية”.
وأشارت الـ “تليغراف” إلى أن المخاوف تتركز على أن تكون “حادثة الفايسبوك” عملية تجسس من وكالات الاستخبارات الصينية، والتي تستهدف ليس فقط الأسرار العسكرية، بل كل جانب من جوانب الحياة الغربية.
وتستهدف هذه الهجمات التي ترعاها الدولة سرقة المعلومات لمنحها الامتياز الاقتصادي والسياسي والعسكري.
تخشى بعض الشخصيات المتشددة في الولايات المتحدة من أن تقوم دولة معادية أو جماعة ارهابية بشن “حرب الكترونية” ضد بلادهم في محاولة لمهاجمة وتدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية باستخدام الفيروسات أو الأسلحة الإلكترونية الأخرى. لكن معظم الخبراء يعتقدون ان هذا من المستبعد جداً.
وتتبع الخبراء مصدر حساب الفايسبوك وأظهرت النتائج ان المصدر هو بكين – الصين، ووجد المحققون أن الهجمات الالكترونية وقعت في أيام الأسبوع من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة بالتوقيت المحلي مما يدل على أنهم كانوا يعملون في مكتب أو منشأة حكومية.
وللمزيد من المقالات الاخري :
ثغرة جديدة لـ Microsoft Exchange توقف إرسال البريد الإلكتروني لآلاف المنظمات
Microsoft Azure الخدمة المثالية لمساعدة الحكومات والهيئات
ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمني ديمتري ألبيروفيتش قوله ان الشركات الغربية والحكومة كلها مستهدفة بصورة روتينية. وأضاف: “يهدف القراصنة إلى معرفة استراتيجيتك، قائمة الأسعار الخاصة بك، وكل المعلومات الأخرى لتقويض قوتك، فالصينيون يستخدمون كل الخدع المعروفة للحصول على المعلومات”.
وقال بروس ماكونيل، مدير في أمن الانترنت ان: “الانترنت هو مساحة مدنية وهو سوق مفتوحة مثلما كان سوق بيروت في السبعينات، إذ أنه يتحول في بعض الأحيان إلى ساحة معركة”.