فيروس كورونا قد يتسبب في ركود الاقتصاد الأمريكي
حذرت جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابقة يوم أمس الأربعاء من أنّ فيروس كورونا قد يسبب ركود الاقتصاد الأمريكي وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وقالت السيدة جانيت يلين في حدث خاص بمعهد بروكينجز في ولاية ميشيجان الأمريكية نقله موقع بلومبيرج: “من المتصور أنّه يمكن أن يرمي الولايات المتحدة في حالة ركود”. وتحدث حالة الركود عندما ينخفض إجمالي الناتج المحلي للدولة في ربعين ماليين متتالين.
وتسبب فيروس كورونا – الذي بات يُعرف باسم كوفيد-19 – في إصابة أكثر من 82,000 شخص حتى وقت كتابة هذا الخبر، لقى منهم أكثر من 2,800 شخص مصرعهم جراء المرض، كما تفشّى فيروس كورونا في أكثر من 40 دولة حول العالم مما خلق حالة من الذعر العالمي. حيث أغلقت بعض المدن على نفسها، وأُجبرت المصانع والمتاجر على الإغلاق في الصين، كما صدرت أوامر بمنع السفر والتسوّق والأنشطة الاقتصادية الأخرى، وآخرها إعلان الخارجية السعودية إيقاف تأشيرات العمرة بسبب مخاوف تفشّي فيروس كورونا بين المعتمرين، وفقًا للبي بي سي.
ودفع هذا الوباء بعض الشركات الأمريكية الكُبرى – خاصة التقنية – مثل ابل وديزني وستاربكس إلى إغلاق مكاتبها ومتاجرها في الصين أو الحد من ساعات العمل هناك، وفي الوقت نفسه حذّرت عشرات الشركات من تعطل سلاسل التوريد وتراجع طلبات المستخدمين.
من جانبها، قالت جانيت يلين – التي شغلت منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بين عامي 2014 و 2018 – إن خطر حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة يعتمد على شدة أو تفشّي المرض، وأكّدت في الوقت نفسه على قوة الاقتصاد الأمريكي.
وقالت جانيت حسب ما نقل موقع بلومبيرج: “إذا لم تصل إلى حد كبير في الولايات المتحدة، تخفض الاحتمالات. كانت لدينا رؤية قوية قبل حدوث ذلك، وهناك بعض المخاطر، لكنني أعتقد أن الرؤية الأمريكية تبدو جيدة”.
لكنّها أشارت أيضًا إلى أنّ ضعف النمو في الأجزاء الأخرى من العالم يمكن أن تؤثر سلبيًا على الاقتصاد الأمريكي، حيث قالت: “يمكننا أن نرى تأثيرًا كبيرًا على أوروبا، التي كانت ضعيفة بدايةً” لكن في حالة الولايات المتحدة، يمكن للحكومة أن تتدخل إن رأت الحاجة لذلك: “الاحتياطي الفيدرالي […] سيوفر القليل من الدعم لإنفاق المستهلكين وللاقتصاد الأمريكي وللأسواق المالية”.
وهذه الأخيرة تحديدًا هي أكثر من تأثّر من تفشّي فيروس كورونا، حيث عزف المستثمرون عن الأسهم عالية المخاطر ولجأوا إلى استثمارات الملاذ الآمن، وهو ما أدّى إلى خسارة ما يُقارب 2 تريليون دولار من قيمة الأسهم الأمريكية في يومين فقط.