هل ينجح رواد الأعمال كمدراء تنفيذيين في شركاتهم؟
يبدأ ملايين رواد الأعمال حياتهم بحلم مثالي يتمثل في إطلاق شركتهم وتوجيهها في المسار الصحيح وتعيين الموظفين المناسبين ومن ثم جني الأرباح والتحول إلى شخص ثري، ونظراً لأن معظم مؤسسي الشركات يتمتعون بشغف كبير وحماس لعملهم فإنه يفضلون أن يشرفوا هم بأنفسهم على الإدارة.
لكن الإدارة اليومية لشركة ما هي في الواقع مهمة المدير التنفيذي وليست بالضرورة مهمة رائد الأعمال، فلذا يبقى السؤال المهم هو هل ينجح رواد الأعمال دائماً في أن يكونوا المدراء التنفيذيين لشركاتهم؟
تحديد الفرق
غالباً ما يتم استخدام مصطلحات : رائد الأعمال، المدير التنفيذي، رجل الأعمال والمدير بشكل متداخل فيما بينها نظراً لأن أدوار ومسؤوليات كل منها متقاطعة في كثير من الأحيان، فرائد الأعمال على سبيل المثال مسؤول عن تأسيس الشركة من الصفر بينما يتولى المدير التنفيذي مهمة إدارة الشركة والعمل بعد تأسيسه.
أما رجال الأعمال فهم يستطيعون أن يخدموا أي دور طالما أنهم يملكون ميلاً للبحث عن الفرص والأرباح، بينما يقتصر معنى مصطلح مدير على أي شخص يشرف على الآخرين.
من الناحية الأخرى، يتسم رواد الأعمال غالباً بصفات ومهارات تركز على ابتكار أفكار جديدة وإنشاء البنى التحتية بموارد محدودة، بينما يتميز المدير التنفيذي بالمحافظة على سير العمل وتطويره، وبالطبع فإن عمل كل منهما يتطلب إدارة موظفين آخرين وضمان الأرباح وكلاهما يكونان شخصيات وعلامات فارقة في تاريخ الشركة، لكن فيما عدا ذلك فإن هناك بعض الفروقات الأساسية في التدريب والمهارات التي يمتلكانها.
ولذا فإن السؤال هو هل ينجح رائد الأعمال في إدارته التنفيذية لشركته؟ لنناقش المزايا والسلبيات.
المزايا
يوجد في يومنا هذا العديد من الأمثل لشركات مؤسسوها هم نفسهم المدراء التنفيذيين وقادوها إلى النجاح والتطور، ولنأخذ أمازون على سبيل المثال، حيث بدأت رحلة هذه الشركة من قبل جيف بيزوس ومن داخل مرآبه حتى أصبحت الآن شركة ضخمة تدر عائدات سنوية بقيمة 61,09 مليار دولار وتملك 97000 موظفاً كلهم تحت إدارة جيف بيزوس.
– رائد الأعمال يعلم شركته بشكل أفضل : أوضح ويل شروتر المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Startups.co أن الشركة الناشئة تحتاج لأربع سنوات كي تصبح شركة ذات أثر وبين 7-10 سنوات لتحقق النجاح الحقيقي.
ولذا فإن المدراء التنفيذيين الذين يتولون مهمة إدارة الشركة بعد تأسيسها لم يعيشوا تاريخ الشركة الذي يعلمه المؤسس من الصفر، ولذا يجب عليهم أن يعلموا تاريخ الشركة من البداية مما يجعلهم يفتقدون بعض التفاصيل المهمة والضرورية لتطور الشركة ومستقبلها.
– رائد الأعمال يبحث عن النجاح على المدى الطويل : يكمن الفرق بين المدير التنفيذي وبين رائد الأعمال عند توليهم مهمة الإدارة التنفيذية للشركة في أن رائد الأعمال يخطط على المدى البعيد ويهتم بنجاح شركته في الوقت الحالي وفي المستقبل، أما المدير التنفيذي فإنه يرغب بقيادة وإدارة شركة ناجحة ولذا فإنه قد يترك الشركة إذا حصل على عرض أفضل.
السلبيات
– رواد الأعمال لا يتمتعون بالتدريب الكافي : يحتاج المدراء التنفيذيون إلى شهادة في الأعمال وسنوات من الخبرة في الإدارة، لكن رائد الأعمال يستطيع إنشاء شركة من خلال فكرة مبتكرة ووجود المال الكافي.
ورغم أن هناك بعض الاستثناءات إلا أن رواد الأعمال غالباً ليسوا متدربين ولا يتمتعون بالخبرة الكافية بالمقارنة مع المدراء التنفيذيين المحترفين.
– يواجه رواد الأعمال صعوبات في التأقلم مع التغييرات واتخاذ القرارات الصعبة : لا شك في أن الحماس والشغف الذي يتمتع به رائد الأعمال يعد سمة جيدة لكنها قد ينطوي عليها نتائج سلبية نظراً لأن رائد الأعمال قد يكون غير مرن وأقل قابلية للتغيير.
ختاماً، ليس من الضروري أن يكون رواد الأعمال مدراء تنفيذيين ناجحين، فكونهم يمتلكون فكرة مبتكرة لا يعني أنهم يتمتعون بالتدريب والمهارات الكافية لإدارة العمل.