يقف الواقع المختلط كواحد من أبرز المجالات التقنية اليوم، إذ يمزج بين بيئات الواقع الافتراضي والواقع المعزز ويشكل مجالاً ذا إمكانيات نمو هائلة. لكن ومع أن الواقع المختلط هو مجال مستقل بحد ذاته، يعتمد هذا المجال بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي. وبينما واجه المجال تحديات عديدة في معالجة الإشارات، والرؤية الحاسوبية، والتفاعل بين الإنسان والحاسوب فقد بات الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في حل هذه المشاكل وتجاوز العثرات المتعددة.
يعلق السيد ألفين وانج، رئيس الصين ونائب الرئيس العالمي لتطوير الشركات في شركة HTC على علاقة التقنيتين قائلاً: «لقد عملت في المجالين طوال أكثر من 30 عاماً، ومن المثير لي أن نشهد نضج هذين المجالين ولقائهما المتزامن. هاتان التقنيتان متوافقتان بشكل كامب، وستساعد كل منهما على سد الثغرات وحل المشاكل في الأخرى، مما سيقود لنتيجة أفضل للمجتمع.»
الرؤية الحاسوبية لفهم الصورة
في قلب الواقع المختلط تكمن القدرة على الفهم والتفاعل مع البيئة المحيطة بالمستخدم. حيث تعمل خوارزميات الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تمكين المستشعرات من تحليل بيئة العالم الحقيقي ورسم حدود الأغراض والأسطح وتحديد العلاقات المكانية. توفر التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الكائنات، وتجزئة المشهد، وتقدير العمق، الأساس لإنشاء تجارب غامرة بالواقع المختلط من خلال دمج المحتوى الافتراضي مع العالم المادي بسلاسة.
المستشعرات والتمركز
يعد التموضع أو التمركز الدقيق أمراً بالغ الأهمية للواقع المختلط. إذ يمكن لأي خطأ فيه أن يحدث سلسلة من المشاكل المتفاقمة في العرض وأن يخرب تجربة الواقع المختلط. لذا، ولحل هذه المشكلة، تعمل تقنيات دمج أجهزة الاستشعار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على دمج البيانات من أجهزة استشعار مختلفة، بما في ذلك الكاميرات، وحساسات التسارع، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، لتتبع موقع المستخدم واتجاهه بدقة. من خلال الجمع بين بيانات الاستشعار والاستفادة من خوارزميات التعلم الآلي، يمكن للواقع المختلط تقديم تفاعلات سلسة وسريعة الاستجابة، مما يعزز تجربة المستخدم بشكل كبير.
يقول السيد وانج: «لطالما كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي دور كبير في مختلف نواحي تفعيل الحوسبة الغامرة وجعلها متاحة. إذ لم تكن أشياء مثل تتبع الحركة واليدين، والتفاعلات الصوتية، والفحص المحيطي، وبناء العوالم التدريجي لتكون متاحة لولا وجود الذكاء الاصطناعي.»
العرض والرسومات في الوقت الحقيقي
يمثل تقديم محتوى افتراضي واقعي في الوقت الفعلي تحدياً حسابياً للوصول لتجربة واقع مختلط متكاملة. من جانبها، تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على الاستفادة من التعلم العميق لتسريع عمليات العرض وتعزيز الدقة الرسومية. من خلال التنبؤ بالصور أو مقاطع الفيديو عالية الجودة بناءً على تمثيلات منخفضة الأبعاد، تعمل خوارزميات العرض المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحسين الموارد الحسابية مع الحفاظ على الجودة البصرية.
تحسين تجربة المستخدم
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تحسين تجارب المستخدم في تطبيقات الواقع المختلط. ومن خلال تحليل سلوك المستخدم وملاحظاته، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تكييف المحتوى وطرق التفاعل لتناسب التفضيلات والسياقات الفردية. كما تعمل التوصيات المخصصة والواجهات القابلة للتكيف وإنشاء المحتوى المراعي للسياق على تحسين مشاركة المستخدم ورضاه.
الفهم الدلالي وإنشاء المحتوى
يعد فهم السياق الدلالي لبيئة المستخدم أمراً ضرورياً لإنشاء تجارب واقع مختلط ذات معنى. في هذا الجانب، تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات العالم الحقيقي للتعرف على الأشياء والأحداث والإشارات السياقية، مما يتيح إنشاء محتوى ديناميكي وزيادته. ومن خلال توليد محتوى افتراضي ذي صلة بالسياق، تعمل أنظمة الواقع المختلط على تعزيز فهم المستخدم وتفاعله مع البيئة المادية، مما يفتح إمكانيات جديدة للتعليم والتدريب والترفيه.
يعلق السيد وانج على دور الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى أيضاً قائلاً: «سيحل الذكاء الاصطناعي أكبر مشاكل فضاءات الواقع المختلط عبر دمقرطة عملية إنتاج المحتوى وتخفيض تكلفتها إلى قرابة الصفر.»
في يوم 4 مارس، سيلقي السيد ألفين وانج محاضرة بعنوان «كيف ستغير الميتافيرس المدعومة بالذكاء الاصطناعي شكل العالم» ضمن مجريات حدث DeepFest 2024 الذي تنظمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ويستضيفه مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. بالإضافة إلى محاضرة السيد وانج، سيكون هناك عشرات المحاضرات والجلسات الحوارية، بالإضافة لأكثر من 120 جهة عارضة في الحدث الرائد إقليمياً في مجال الذكاء الاصطناعي. ويمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عبر الموقع الرسمي.