هل سيشكل الذكاء الاصطناعي خطراً على القوة العاملة؟
لا شك في أن التغير والنقلات النوعية أمر حتمي لكنها تثير المخاوف بعض الأحيان، وقد رأينا ذلك مع كل تطور تقني من السيارات إلى الحواسيب والطابعات ثلاثية الأبعاد وغيرها، لكن مع دخولنا في المرحلة الجديدة مع الذكاء الاصطناعي فمن المؤكد أننا سنملك تأثيراً عميقاً وكبيراً على العمل والمجتمع.
وقد بدأ الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات مثل المساعد الافتراضي وكشف عمليات الاحتيال والنصب والسيارات ذاتية القيادة، وتتواجد العديد من الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الأسواق مثل الأتمتة وتحويل الكلام إلى نص وتقنيات التعلم الآلي إلى جانب عمليات المعالجة اللغوية.
لكن ماذا يعني هذا بالنسبة للعمل؟ بالنسبة لمطوري البرامج وعلماء البيانات والمهندسين وغيرهم من العاملين في مجال تقنية المعلومات فإنه ينظر إلى الذكاء الاصطناعي كخطر يهدد عملهم أو يدفعهم للتأقلم وتغيير مسؤولياتهم لتتناسب مع هذا التقدم السريع، ورغم أنه من الصعب التنبؤ بمدى التأقلم مع الذكاء الاصطناعي إلا أن العديد من الخبراء يوضحون أن هذه التقنية تنتشر بشكل أسرع من المتوقع، ومع هذا التطور الهائل يتبادر إلى أذهان الموظفين سؤال مهم ألا وهو : هل مازالت خبراتي ومهاراتي مهمة؟
الاستثمار في الموظفين
من أحد الآثار الإيجابية للاعتماد المبكر على الذكاء الاصطناعي هو أنه يتطلب من الشركات الموظفين، فإلى جانب الاستثمارات المطلوبة في التقنيات والبرمجيات الملازمة للذكاء الاصطناعي هنالك أيضاً حاجة لتدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم بشكل متناسب، حيث لا يمكن للشركات الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي دون الموازنة بين التقنيات والقوة العاملة.
لماذا لا يزال حل المشاكل عملية لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي
لا شك في أن النقلة النوعية في التعلم ضرورية ومطلوبة ليس فقط للقوة العاملة في أيامنا وحسب بل أيضاً للأجيال القادمة، ومن المتوقع أن يتم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لدرجة ستصبح معها جزءاً من حياتنا اليومية، وسيحتاج الطلاب والأكاديميون إلى المهارات والخبرات للعمل بشكل متناسق مع الذكاء الاصطناعي وهذا يتطلب عقلية فضولية وشغفاً للتعلم والمعرفة.
وبعد عقود من الآن من الممكن أن يستبدل الذكاء الاصطناعي المهام الإدراكية كالتعرف على المشاكل وحلها، فهذه التقنية قادرة اليوم على تحديد بعض الشذوذات في البيئة والإنتاج وتنبيه البشر إلى هذه المعلومات والتي لم يكن سيتم الانتباه إليها لولا ذلك، لكن مع ذلك فإن الإبداع البشري سيبقى دائماً مطلوباً لإيجاد المشاكل التي سيحلها الذكاء الاصطناعي.
ولا يقوم البشر بالاعتياد على التقنيات الجديدة وحسب بل إنهم يجعلونها جزءاً من مستقبلهم، فعلى سبيل المثال لم يساعد اختراع السيارات على السفر لمسافات أبعد وخلال مدة أقصر وحسب بل إنه أدى إلى بناء طرق وجسور وصناعات جديدة تماماً.
على أي حال، يعد الذكاء الاصطناعي قوة مهمة جداً تساعد وتزيد من أداء البشر وتطور جودة الحياة وتفتح العديد من المجالات، وبعبارة أخرى فإن المسألة ليست حرباً بين البشر والآلة بل إنها التعاون بين البشر والآلة معاً.