هل زيادة عدد المتابعين في الاعلام الاجتماعي نعمة ام نقمه؟
عندما نتحدث عن الاعلام التقليدي نجد ان واحد من اهم مقايس النجاح العائدة له هو وجود عدد كبير من المتابعين, بل كلما ازداد هذا العدد ازدادت درجة النجاح المتحققة، لكن السؤال المطروح هنا هل ان الاعلام الاجتماعي او ما يسمى بالاعلام الجديد ينطبق عليه نفس المفهوم؟
حقيقة ان الاجابة على هذا السؤال هي نعم ولا بنفس الوقت! حيث ان الاجابة تعتمد على الاهداف التي ترغب ان تحققها الجهة التي تستخدم الاعلام الاجتماعي سواء كانت وزارة او شركة او حتى فرد، لذلك فأن اختيار الجواب سأتركه لكم لانه يعتمد على اهدافكم وغاياتكم من استخدام الاعلام الاجتماعي ولكني سأضع مجموعة من النقاط التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار:
- ان الاعلام الاجتماعي يعتمد على بناء علاقات اجتماعية بالدرجة الاولى وليس مجرد وسيلة اتصال تقلدية الهدف منها فقط ايصال المعلومة والتسويق والاعلان، وان اهمال هذا الجانب سيجعل الاعلام الاجتماعي حاله حال اي وسيلة اتصال تقليدية.
- ان العدد الكبير من المتابعين لا يعتبر مقياس للنجاح بحد ذاته، وانما النجاح يقاس بواسطة العدد الفعلي من المتابعين الذين يكون بينك وبينهم علاقات اجتماعية حقيقية، حيث نجد مع الاسف ان الكثير من الشركات وحتى الافراد يحاول شراء المتابعين لكي يزداد عددهم وفي هذه الحالة سيكون العدد مجرد رقم وهمي وكذبة وذلك لغياب الرابط الاجتماعي في هذا العدد.
-
في الاعلام التقليدي يتم ارسال المعلومات من طرف واحد فقط، وان الرد من قبل المتابعين يحتاج الى وقت ولايتم بصورة مباشرة، حيث ان ذلك يعطي الفرصة للطرف الذي ارسل المعلومات الى تصحيح اخطائه في حالة نشر موضوع لايرضي المتابعين، بينما في الاعلام الاجتماعي فان عملية التواصل تكون باتجاهين وبصورة مباشرة، لذلك يجب ان يتم الحذر عند نشر اي موضوع حتى لايتسبب في عدم ارضاء المتابعين واستيائهم، لان ردود الافعال والاراء سوف تصل بالوقت الحقيقي.
-
بالنسبة الى الشركات كلما ازداد عدد المتابعين لهم في الاعلام الاجتماعي يجب ان تزداد احترافية تعاملهم مع المتابعين لكي لاتتشوه صورة هذه الشركات من قبل زبائنهم الغير راضين عن سياسة الشركة او الخدمة المقدمة، ومن الطبيعي ان احتواء اي ازمة يكون اسهل اذا كان عدد المتابعين اقل، حيث كلما ازداد عدد المتابعين ازدادت صعوبة ارضائهم لان لايمكن ارضاء الجميع.
-
ان الشركات قد تحاول ان تستفيد من عدد المتابعين للشركات المنافسة لهم وذلك لتنفيذ حملات قد تكون تسويقية او حتى غير اخلاقية لتحقيق الارباح وتشويه سمعة وصورة المنافسين، لذلك فأن الشركات التي ترتبط مع متابعيها بعلاقات اجتماعية صحية سوف لن تتأثر بتلك الحملات.
-
ان الحساب الذي يمتلك عدد كبير من المتابعين في الاعلام الاجتماعي يجعله عرضه للهجمات الامنية وذلك لكونه اكثر اغراء للمهاجمين والمخترقين الذين يرغبون بأن يعرف اكبر عدد من الناس عن افعالهم وهجوماتهم، كذلك فأن من الاسباب التي تجعل هذه الحسابات هدف للهجومات هو وفرة المعلومات الموجودة فيها ووفرة جهات الاتصال المشتركة معها.
بعد هذه النقاط التي تم طرحها نجد ان العدد الكبير من المتابعين في الاعلام الاجتماعي يعتبر مهم، لكن الاهم هو توفر الرابط الاجتماعي معهم لكي لايتحول هذا العدد من نعمة الى نقمه.
الدكتور محمد علاء حسين الحمامي
خبير في تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب