هل تختفي المنافذ؟ الاتحاد الأوروبي يمنح الضوء الأخضر لإصدار هواتف iPhone دون منفذ شحن

⬤ أكدت المفوضية الأوروبية أن اعتماد هواتف iPhone على الشحن اللاسلكي حصرياً لا يخالف اللوائح.

⬤ كانت بعض التسريبات قد اقترحت هواتف فائقة النحافة ومجردة من المنافذ كفئة جديدة من هواتف iPhone.

⬤ يدعم الاتحاد الأوروبي تقنيات الشحن اللاسلكي، وسبق أن تبرعت Apple بمعيارها الخاص MagSafe.

مع اقتراب موعد الكشف عن الهاتف الرائد الجديد لشركة Apple، تتزايد التكهنات حول ما إذا كان الوافد الجديد سيحمل مفاجأة ثورية، حيث تشير الشائعات المتداولة منذ إطلاق iPhone 16 إلى احتمال تبني تصميم فائق النحافة قد يؤدي إلى الاستغناء التام عن المنافذ.

كان العائق الأساسي أمام هذه الخطوة يتمثل في توجيه الشاحن الموحد الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، والذي ألزم Apple بالتحول من منفذ Lightning إلى USB-C لضمان تقليل النفايات الإلكترونية وتوحيد معايير الشحن للمستهلكين. وبما أن هذا التوجيه ينص على استخدام معيار USB-C لجميع الأجهزة الإلكترونية الصغيرة التي تعتمد على الشحن السلكي، فقد اعتقد كثيرون أن تصميم iPhone بلا منافذ قد يتعارض مع هذه اللوائح.

إلا أن هذه المخاوف باتت غير مبررة، إذ أكدت تقارير كل من 9to5Mac وCNET، نقلاً عن المفوضية الأوروبية، أن الهاتف الذي يعتمد كلياً على الشحن اللاسلكي سيكون متوافقاً تماماً مع القوانين الأوروبية. وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الصناعية، فدريكا ميكولي، أن الأجهزة التي لا تدعم الشحن السلكي ليست ملزمة باعتماد منفذ USB-C.

يُعد هذا التصريح بمثابة حلقة مهمة في خطط Apple، حيث أفادت تقارير سابقة بأن الشركة كانت تدرس إطلاق iPhone 17 Air كأول جهاز بلا منافذ، لكنها ترددت بسبب هذه الاعتبارات التنظيمية. والآن يبدو أن الخطط تجددت بعد تسريبات لتصاميم متوقعة للجيل القادم من هواتف الشركة وإمكانية استبدال فئة Plus من هواتف الشركة بفئة أنحف بكثير تتخلى تماماً عن المنافذ وتعتمد الاتصال والشحن اللاسلكي حصراً.

يستند جزء كبير من خطط الشركة للتخلي عن المنفذ على كونه يشكل صعوبة حقيقية من حيث تصميم هواتف فائقة النحافة. إذ تبلغ سماكة المنفذ حوالي 2.6 ميليمتراً، يجب أن تحاط بسماكة إضافية من المعدن كي لا تتحول لنقطة ضعف كبرى. وبالنظر لاتجاه الشركة الواضح نحو الأجهزة فائقة النحافة (مثل الجيل الأخير من أجهزة iPad Pro اللوحية بسماكة 5.1 مم فقط)، سيكون وجود منفذ USB-C حاجزاً حقيقياً أمام تقديم هاتف فائق النحافة كما هو مشاع.

لم تكن فكرة هاتف iPhone بلا منافذ جديدة تماماً، فقد استلهمت من فلسفة التصميم البسيط التي تبناها المصمم السابق في Apple، جوني آيف، دون المنافذ وحتى الأزرار. وقد اتخذت الشركة بالفعل خطوات في هذا الاتجاه، مثل إزالة زر الشاشة الرئيسية، وإلغاء منفذ شريحة SIM الفعلية في السوق الأمريكية لصالح تقنية eSIM، بالإضافة للتخلي السابق عن منفذ السماعة، وحتى جعل مفتاح الكاميرا المضاف للجيل الأخير من هواتف iPhone مفتاح لمس لا يتضمن أي جزء متحرك فعلياً.

تعزز فكرة الهاتف بلا منافذ مقاومة الجهاز للماء والغبار، إلا أن الاعتبارات العملية لا تزال قائمة. فمنفذ USB-C لا يُستخدم فقط في الشحن، بل يؤدي دوراً أساسياً في نقل البيانات وتحديثات النظام، وكما أشار أحد الخبراء، فإن إزالة هذا المنفذ قد تترك المستخدمين مع جهاز أنيق لكن غير عملي في بعض الحالات. لكن وبينما يمكن أن تكون إزالة المنفذ حاجزاً أمام كونه عملياً في حالات محدودة، فسيبقى قادراً على أداء مختلف وظائفه المعتادة دون انقطاع، وفي السابق لطالما عرف عن Apple اتخاذها خطوات جريئة من هذا النوع مثل كونها أول شركة تتخلى عن سواقات الأقراص الضوئية في حواسيبها المحمولة، ومن ثم تخليها عن منفذ السماعات في هواتف iPhone، وحتى التخلي عن منافذ USB-A ذات الحجم الكامل في حواسيبها الأخيرة.

في المقابل، يدعم الاتحاد الأوروبي تطوير تقنيات الشحن اللاسلكي وتوحيد معاييرها لتجنب تباين الحلول التقنية بين الشركات. وفي خطوة لافتة، قامت Apple بالفعل بتقديم تقنية MagSafe إلى اتحاد الطاقة اللاسلكية (WPC)، حيث أصبحت الأساس لمعيار الشحن اللاسلكي الموحد Qi2. وبذلك، فإن أي iPhone مستقبلي بلا منافذ يعتمد على MagSafe لن يكون ممكناً فقط من الناحية التقنية، بل سيكون متوافقاً بالكامل مع اللوائح الأوروبية.