نهاية حقبة Windows 10: تحديات أمان، وتكديس للنفايات الإلكترونية، والخيار الصعب بالتحول إلى Linux

⬤ مع توقف تحديثات Windows 10 الأمنية في أكتوبر، سيواجه 240 مليون حاسوب حول العالم خطر الثغرات.
⬤ تتسبب هذه الأزمة في تفاقم النفايات الإلكترونية وتضع الجمعيات الخيرية أمام تحديات قانونية ومالية معقدة.
⬤ رغم أن Linux يوفر بديلاً آمناً، إلا أن صعوبات التكيف والبرمجيات المحدودة تعرقل تبنيه على نطاق واسع.
يتسارع العد التنازلي لملايين المستخدمين مع اقتراب توقف Microsoft عن تقديم التحديثات الأمنية المجانية لنظام Windows 10 في أكتوبر المقبل. ورغم أن بعض الأجهزة ستنتقل بسلاسة إلى Windows 11، فإن نحو 240 مليون حاسوب حول العالم لن يكون مؤهلاً لهذا التحديث بسبب متطلبات العتاد الصارمة التي تفرضها الشركة.
تضع هذه الإشكالية الجمعيات الخيرية المتخصصة في إعادة تأهيل وتوزيع الحواسيب في مأزق حقيقي، إذ تجد نفسها أمام خيارات صعبة؛ تزويد المستفيدين بأجهزة تعمل بنظام Windows 10 غير المدعوم، أو المساهمة في تفاقم أزمة النفايات الإلكترونية، أو اتخاذ خطوة جريئة باعتماد أنظمة تشغيل بديلة مثل Linux.
المفارقة أن العديد من الأجهزة غير المتوافقة مع Windows 11 ليست قديمة بالمعايير التقليدية. إذ تستثني قائمة توافق النظام الجديد الحواسيب المزودة بمعالجات Intel الأقدم من الجيل الثامن (2017) ومعالجات AMD التي تسبق سلسلة Ryzen 2000 (2018)، مما يعني إقصاء أجهزة حديثة نسبياً بذاكرة وصول عشوائي ومساحة تخزين كافية، وفق معايير Microsoft.
من جانبهم، يحذر خبراء الأمن السيبراني من تداعيات الاستمرار في استخدام نظام تشغيل غير مدعوم. كما قد تواجه الجمعيات الخيرية التي تعتمد على Windows 10 في عملياتها اليومية تحديات قانونية، خاصة عند تشغيل أنظمة نقاط البيع، حيث قد يؤدي انتهاء الدعم إلى انتهاك لوائح مثل GDPR، ما قد يترتب عليه غرامات مالية وأضرار في السمعة.
أما من الناحية البيئية، تتجاوز تداعيات إيقاف الدعم الأمن السيبراني، إذ تشير التقديرات إلى أن نسبة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في الولايات المتحدة تتراوح بين 14% و40% فقط، مما يعني أن التخلص من ملايين الحواسيب «غير المدعومة» قد يؤدي إلى توليد مئات ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية، التي يمكن أن تسهم في تلوث التربة والمياه بمواد سامة. وتقدّر الأمم المتحدة الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن النفايات الإلكترونية بنحو 37 مليار دولار سنوياً، وهو رقم مرشح للارتفاع.
رغم هذه التحديات، لا يزال Windows 10 مسيطراً على سوق أنظمة التشغيل، حيث تكشف بيانات Statcounter أنه يشغّل 58.7% من الحواسيب العاملة بنظام Windows، مقارنة بنسبة 38.1% فقط لصالح Windows 11. ونظراً لأن العديد من المستخدمين يعتمدون على الأجهزة المتبرع بها، فإن احتمالية إجراء تحديث شامل قبل أكتوبر تبدو ضئيلة، لا سيما أن خيار الاشتراك في برنامج الدعم الأمني الموسع من Microsoft، والذي يكلف 61 دولاراً سنوياً حتى أكتوبر 2025، ليس متاحاً لمعظم الجمعيات الخيرية والمستفيدين منها.
في ظل هذه التطورات، تتخذ بعض المؤسسات الخيرية خطوات استباقية لتفادي الأزمة. على سبيل المثال، قررت منظمة PCs for People، وهي واحدة من أكبر مؤسسات إعادة تأهيل الحواسيب في الولايات المتحدة، التوقف عن توزيع أجهزة بنظام Windows 10 قبل عام من انتهاء الدعم.
في حين يوفر Linux بديلاً آمناً ومجانياً، إلا أنه لا يخلو من العقبات. إذ قد يواجه بعض المستخدمين صعوبة في التكيف مع واجهته المختلفة، ناهيك عن صعوبة الوصول لعدد من البرمجيات والأدوات الشائعة مثل Microsoft Office وSlack، ما يفرض على المستخدمين البحث عن بدائل. وبينما قد يكون هذا التحدي بسيطاً للمتمرسين تقنياً، فإنه قد يكون أكثر تعقيداً لكبار السن أو لأولئك المعتادين على بيئة Windows، مما قد يزيد من حاجة الجمعيات إلى توفير دعم تقني إضافي.