نظام بيوس الصيني: نظام أساسي جديد للأجهزة الحاسوبية بديلا لنظام BIOS
في خطوة تعكس الطموح التكنولوجي الصيني نحو الاستقلال الرقمي، كشفت بكين عن نظام أساسي في مجال الحوسبة يُعرف باسم نظام بيوس الصيني (UBIOS)، ليكون بديلًا محليًا عن نظام BIOS الأمريكي الشهير الذي يعتبر حجر الأساس لتشغيل معظم أجهزة الحاسوب حول العالم. يأتي هذا النظام ضمن جهود الصين لتعزيز الأمن السيبراني والسيادة التقنية، وتقليل اعتمادها على البرمجيات الغربية في مكونات الحواسيب الحساسة. وفي هذا المقال، سوف نأخذكم في جولة سريعة حيث نتعرف على نظام بيوس الصيني: نظام أساسي جديد للأجهزة الحاسوبية بديلًا لنظام BIOS.
نظام بيوس الصيني

في خطوة تُعتبر من أكثر التحركات جرأة في سباق التكنولوجيا العالمي، أعلنت الصين عن تطوير نظام أساسي جديد يُعرف باسم UBIOS، ليكون البديل المحلي لأنظمة BIOS وUEFI التي تهيمن عليها الشركات الأمريكية منذ عقود. هذا التطور لا يمثل مجرد تحديث تقني، بل يعد تحولًا استراتيجيًا في ظل الحرب التكنولوجية المتصاعدة مع الولايات المتحدة.
ولادة معيار UBIOS
جاء الإعلان عن نظام UBIOS عبر اتحاد الحوسبة العالمي (GGC)، بمشاركة 13 شركة صينية كبرى من بينها العملاق هواوي وشركة البرمجيات Byosoft وشركة التكنولوجيا Kunlun Tech. ليكون أول برنامج صيني ثابت وموحد لتشغيل الحواسيب. ويهدف هذا النظام إلى إعادة بناء واجهة التشغيل الأساسية للأجهزة، حيث يتولى نفس مهام BIOS مثل تعريف نظام التشغيل على المكونات المادية للحاسوب ولكن برؤية أكثر مرونة وحداثة.
نظامي BIOS و UEFI

يمكن القول بأن BIOS هو البرنامج الثابت للوحة الأم الذي يعمل بين وحدات المعالجة المركزية وأنظمة التشغيل مثل ويندوز أو لينكس. حيث يُعلم BIOS نظام التشغيل بحجم ذاكرة الوصول العشوائي وعدد وحدات التخزين المُثبتة وسرعة وحدة المعالجة المركزية (CPU)، وغيرها من الخصائص الأساسية والضرورية. وقد حلت واجهة البرامج الثابتة القابلة للتوسيع الموحدة (UEFI) محل نظام بيوس القديم في جميع أجهزة الكمبيوتر الحديثة على مدار السنوات القليلة الماضية.
من التبعية إلى الاستقلال
لطالما اعتمدت معظم الحواسيب في العالم على معايير أميركية مثل UEFI التي طورتها شركات Intel وAMD. ما جعل الصين في موقف التابع تقنيًا ضمن مجال البنية الأساسية للحواسيب. إلا أن نظام UBIOS الجديد يمثل خطوة حاسمة نحو التحرر من هذه التبعية، خصوصًا أنه تم تطويره بالكامل من الصفر، دون أي ارتباط بمشاريع أميركية مفتوحة المصدر مثل TianoCore.
دعم للمعماريات الحديثة

يتميّز UBIOS بقدرته على دعم معالجات متعددة غير متجانسة، بما في ذلك ARM وRISC-V وLoongArch، وهي معمارية المعالجات الصينية التي تمثل نواة خطط البلاد للاستقلال التام عن معمارية x86 الأميركية. كما يتيح النظام إدارة أكثر كفاءة للرقائق (Chiplets)، وهي تقنية تمثل مستقبل تصميم المعالجات الحديثة.
الوثيقة 79
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة وطنية أوسع وضعتها الصين تحت ما يُعرف بـ“الوثيقة 79”، والتي تدعو إلى التخلص التدريجي من التكنولوجيا الغربية بحلول عام 2027. ويمثل UBIOS أحد أعمدة هذا التحول، إذ يمكّن الصين من بناء أجهزة حواسيب محلية 100% من العتاد إلى البرمجيات الأساسية، دون الاعتماد على أي كود أو براءة اختراع أجنبية.
أخيرًا، من المقرر أن تكشف الصين عن التفاصيل الكاملة لنظام UBIOS في مؤتمر الحوسبة العالمي خلال الشهر القادم بمدينة شنجن، وسط توقعات بأن يشكل هذا النظام بداية مرحلة جديدة في سوق أنظمة التشغيل الثابتة حول العالم. والسؤال هنا، هل سيكون UBIOS هو بداية فصل جديد يغير موازين القوة في عالم التقنية؟ أم أن الطريق نحو الاستقلال الكامل عن الغرب لا يزال طويلًا؟ الإجابة ليست واضحة حتى الآن. ولكن على ما يبدو فإن الصين قد أطلقت رسميًا شرارة الثورة القادمة في عالم الحوسبة الأساسية.