نظارات خاصة تخفي وجهك عن كاميرات المراقبة وتمنع التعرف على
في مدينة تاي-يوان الصينية يقطن أقل من 4 ملايين نسمة، لكن المدينة الكبيرة تتضمن حوالي 465 ألف كاميرا مراقبة ضمنها، أي أن هناك أكثر من كاميرا واحدة لكل 10 أشخاص ضمنها. وهذه الحالة ليست فريدة أبداً في الواقع حيث أن مدناً كبرى مثل نيو دلهي في الهند ولندن في المملكة المتحدة تمتلك حالة مشابهة. وبشكل متزايد تضيف العديد من المدن اليوم أدوات أخرى للمراقبة بالإضافة للاعتماد المتزايد على تقنيات التعرف على الوجوه.
هذا الواقع مقلق للكثيرين الذين لا يرتاحون لفكرة أن كل حركة أو تصرف يقومون به قابلة للتبع والملاحقة من السلطات أو ربما من أفراد خبيثين في بعض الحالات. وفي حالة مهندس البرمجيات الأمريكي Nick Bild فقد قام بطرح مشروع للتعامل مع الأمر. أسمى Bild مشروعه Freedom Shield أي درع الحرية، وذلك كإشارة إلى كونه مخصصاً للاستخدام ضد كاميرات المراقبة في حال كانت تستخدم لقمع الحريات.
مشروع هذه النظارات مثير للاهتمام للغاية لأنها قادرة على منع كاميرات المراقبة من تصوير الوجه بوضوح. وعلى الأرجح سيعني ذلك فشل أو على الأقل إنقاص دقة برمجيات التعرف على الوجوه.
كيف يمكن أن تفسد نظارات صور كاميرات المراقبة؟
الفكرة هنا بسيطة للغاية وتركز على الفرق بين العين البشرية وبين الكاميرات من حيث تمييز أمواج الضوء. بالنسبة للعين البشرية، فنحن نميز الأمواج التي تمتلك طول موجة 380 حتى 700 نانومتر. حيث أن الأمواج التي تمتلك طولاً أكبر من 700 نانومتر تصنف على أنها “ضوء تحت الأحمر” فيما تصنف تلك ذات الطول أدنى من 380 متر على أنها “ضوء فوق البنفسجي”.
بالنسبة للعين البشرية تعد كل من الأمواج فوق البنفسجية وتحت الحمراء غير مرئية أبداً، لكن هذا الأمر لا ينطبق على الكاميرات دائماً. حيث أن معظم الكاميرات وبالأخص كاميرات المراقبة تمتلك حساسية عالية للأمواج تحت الحمراء في المدى القريب (بين 780 نانومتر و1.4 ميكرومتر). ويمكن ملاحظة الأمر عبر توجيه جهاز تحكم يعمل بالأشعة تحت الحمراء إلى كاميرا هاتفك الذكي. حيث سيظهر الهاتف ضوءاً متقطعاً عند الضغط على أي زر، لكن هذا الضوء ليس مرئياً للعين لأنه ضمن المجال تحت الأحمر.
بالاعتماد على هذه الفكرة صمم Bild النظارة بحيث تتضمن العديد من أضواء LED الصغيرة والتي تصدر ضوءاً بطول موجي هو 940 نانومتر تقريباً مما يضعه ضمن مجل الضوء تحت الأحمر. بالإضافة للنظارة تم تضمين هذه الأضواء في مقدمة قبعة أيضاً لنفس الغاية: إمطار كاميرات المراقبة بكم كبير من الضوء تحت الأحمر بحيث تقوم الكاميرا بتغيير حساسيتها التلقائية مما يقود إلى تعتيم كل باقي الصورة، كما أن الضوء الصادر من النظارات والقبعة يرهق حساس الكاميرا ويجعل الجزء المحيط بها يبدو باللون الأبيض دون تفاصيل.
إلى أي حد تعمل هذه النظارات والقبعة؟
يعتمد تقييم هذا النوع من الابتكارات على عاملين معاً: إلى أي حد تستطيع هذه النظارة والقبعة إخفاء وجه وهوية مرتديها، وهل يمكن تمييزها بسهولة من الأشخاص العاديين أم أنها أداة أمنية خفية وقابلة للتنكر.
من حيث قدرة هذا الابتكار على إخفاء هوية مرتديه، فهو شديد الفعالية في الواقع حيث استعرض المبتكر ذلك في فيديو قصير يقارن فيه بين ما تراه العين وما تراه كاميرات المراقبة عند استخدام النظارات والقبعة. ويبدو وجهه في كاميرات المراقبة مخفياً بفعالية ممتازة، مما يؤكد أن هذا الابتكار ناجح في أداء المهمة المطلوبة منه.
بالنسبة لكونه قابلاً للرصد فالجواب ليس بسيطاً بالضرورة. حيث أن النموذج الذي صممه Bild كان بسيطاً للغاية وتم تعديله باليد دون تصنيع أو تصميم معقد مما جعل أضواء LED واضحة على القبعة مثلاً. لكن ومن حيث المبدأ يمكن أن تصمم نظارة وقبعة بحيث تتضمن أضواء LED هذه تحت طبقة من البلاستيك، حيث أن عدة أنواع من البلاستيك تكون شفافة للأشعة تحت الحمراء لكنها تبدو سوداء للعين البشرية مما سيسمح بعمل الابتكار بشكل ممتاز ومخفي معاً.
كيف يمكن أن تتعامل كاميرات المراقبة مع هذا النوع من الابتكارات؟
في الواقع تعد حساسات الكاميرات حساسة للضوء فوق البنفسجي تماماً كما هي حساسة للضوء تحت الأحمر عادة. لكن الضوء تحت البنفسجي لا يظهر في الكاميرات عادة لأنه منتشر في الطبيعة بحيث يقوم مصممو الكاميرات بإضافة فلاتر مخصصة لحجب الضوء فوق البنفسجي تماماً، فيما لا تقوم معظم شركات كاميرات المراقبة بإضافة الفلاتر للضوء تحت الأحمر لأنه غير منتشر حقاً، كما أن حساسيته مفيدة في الظلمة كون الأجسام الساخنة تطلق الضوء تحت الأحمر ولو بشدة منخفضة.
في حال بات هذا النوع من الابتكارات منتشراً في الواقع، وهذا أمر مستبعد، فمن الممكن أن يتم تفاديه بشكل بسيط نسبياً: إضافة طبقة من فلتر كتيم للضوء تحت الأحمر. طبقة من هذا النوع ستكون شفافة تماماً بالنسبة للضوء العادي، لكنها ستمنع الأشعة تحت الحمراء من المرور جاعلة من الابتكار دون فائدة عملية حينها.
وللمزيد من الاخبار المشابهة :