موظف سابق: الهلع والخوف هو ما يحرك Google في عالم الذكاء الاصطناعي اليوم
⬤ قال موظف سابق في Google أن الشركة مدفوعة اليوم بالخوف من أن تتأخر على أقرانها في السباق نحو تطوير الذكاء الاصطناعي.
⬤ في السابق كانت Google تقود مجال الذكاء الاصطناعي، لكن تطورات OpenAI المدعومة من Microsoft قلب الطاولة في المجال.
⬤ وفق الموظف، كانت المشاريع دون حافز حقيقي، بل يكفي وضع اسم الذكاء الاصطناعي فيها لينظر إليها على أنها أمر رائع يجب تطويره.
قد تكون Google واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن وفقاً لأحد موظّفيها السّابقين، فإنّ عمل عملاق التّقنيّة في هذا المجال مدفوع غالباً بهلع شديد أصمّ.
كتب الموظّف المذكور، سكوت جينسن، وهو مصمم تجربة مستخدم أوّل كان قد غادر Google في مارس/آذار المنصرم، على موقع LinkedIn يوم الاثنين الماضي: «كانت مشاريع الذكاء الاصطناعي التي كنت أعمل عليها هزيلة الحافز ومُقادة بشعور من الهلع بأنّه طالما أنّ المشروع يحمل اسم ‘ذكاء اصطناعي’ فسيكون رائعاً».
تابع جينسن قائلاً: «إنّ قصر النظر هذا ليس بالشّيء الموجّه باحتياجات المستخدم، بل هو هلع شديد وأصمّ بأنهم يتخلّفون عن الركب». وفي تحديث لاحق على منشوره، أوضح جينسن أنه لم يكن من كبار القادة في جوجل وأن المشاريع التي عمل عليها كانت «محدودة إلى حد ما»، مصرّحاً بأنّ تعليقه «نابع بدرجة أكبر من إحباط عام تجاه الصناعة بأكملها ومقاربتها للذكاء الاصطناعي».
وفقاً لبيانات حساب جينسن الشّخصيّ على LinkedIn، فهو خريج جامعة ستانفورد، وقد عمل في Google لمدة 16 عاماً تقريباً، على مدار ثلاث فترات منفصلة. في فترته الأولى التي امتدت من عام 2005 إلى عام 2011، أدار جينسن تجربة المستخدم على الأجهزة المحمول في Google، ثم عاد إلى الشّركة لاحقاً في عام 2013، حيث أمضى أكثر من 8 سنوات انصبّ تركيزه فيها على استراتيجية المنتجات. أما الفترة الأخيرة والأقصر لجينسن في Google، فقد امتدت من أبريل 2022 إلى مارس 2024، حيث قام بالبحث حول استخدامات جديدة لتقنيّة اللمس الارتدادي لنظام التشغيل Android.
يذهب جينسن للإقرار أيضاً بأنّ هذه ليست المرة الأولى التي يستسلم فيها العملاق التّقنيّ للخوف والقلق عندما يلاحظ منافساً جديداً على السّاحة، مستحضراً مثال خدمة Google Plus البائدة، إذ قال: «حدث الأمر نفسه تماماً قبل 13 عاماً مع Google+ (كنتُ هناك أيضاً إبّان تلك الفوضى). كان ذاك رد فعل مشابهاً، ولكن تجاه فيسبوك».
يُشار إلى أنّ Google+ كانت شبكة اجتماعية أطلقتها الشركة في يونيو 2011، وفشلت محاولتها لمنافسة فيسبوك، حيث عانت من «قلة الاستخدام والمشاركة»، لتُغلق الخدمة رسميّاً نهاية المطاف في أبريل 2019.
من جانب آخر، يؤكّد جينسن على أنّ Google لم تكن الشركة الوحيدة المذنبة في ارتكاب خطأ كهذا، واضعاً Apple في المنزلة عينها، وهو الّذي عمل هنالك أيضاً كمصمّم لواجهة المستخدم لمدّة ثماني سنوات.
يأتي انتقاد جينسن اللاذع هذا في الوقت الذي تكافح فيه شركات التّقنية العملاقة مثل Google وApple لمجاراة شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة مثل OpenAI، في الوقت الّذي لم تسعفها فيه قدراتها الماليّة المهولة واستثماراتها السابقة في مجال الذكاء الاصطناعي في خطف أيّ ريادة أو سبق في هذا المجال.
في الواقع، أشار تقرير سابق من صحيفة نيويورك تايمز إلى أنّ رؤساء البرمجيات في Apple كانوا قد أمضوا أسابيع في اختبار ChatGPT بأنفسهم قبل أن يدركوا أنهم بحاجة فعلاً إلى ترقية مساعد Siri الرقمي، وفي ذات السّياق، تقترب الشركة من صفقة مع OpenAI لدمج ChatGPT في الإصدار التالي من نظام التشغيل iOS، وذلك وفقاً لوكالة بلومبرج.
الحال ذاته مع Google، التي عانت من علوّ كعب OpenAI عليها بشكل متكرر من قبل مع إعلانات منتجاتها، فعندما كشفت Google عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد Gemini 1.5 في 15 فبراير، طرحت OpenAI نموذج Sora لتحويل المطالبات النّصّيّة إلى فيديو بعد ساعات قليلة فقط.
كذلك الأمر، في الأسبوع الماضي، كشفت شركة OpenAI عن نموذجها الجديد الرّائد للذكاء الاصطناعي GPT-4o، وذلك قبل يوم واحد من إعلان Google عن تحديثات مختلفة لنماذجها. وفي هذا الصّدد، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في تغريدة على منصّة X في 16 مايو: «أحاول ألّا أفكر كثيراً في المنافسين، لكن ليس بمقدوري التّوقّف عن التّفكير في الاختلاف الجمالي الذّاتيّ بين OpenAI وGoogle.»