موظفون يشاركون فيديوهات تيك توك لتسريحهم من وظائفهم، فهل هي خطوة سديدة؟
⬤ تسود بين الموظفين في الآونة الأخيرة ظاهرة مشاركة فيديوهات تيك توك لتسريحهم من وظائفهم.
⬤ تنطوي هذه الظاهرة على تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية، لكنها ربما تقلل الثقة بين الموظف ورب العمل.
⬤ ينبغي للموظفين الانتباه جيداً إلى قانونية هذه الخطوة كيلا يقعوا في فخ التشهير بالشركات.
شهدت الفترة الماضية شيوعاً لحالات تسريح الموظفين من الشركات لأسباب كثيرة، واللافت للاهتمام أنّ قسماً كبيراً من أولئك الموظفين حرصوا على مشاركة فيديوهات تسريحهم من العمل على منصة تيك توك.
نشر بعض الموظفين، مثلاً، فيديوهات يظهرون فيها باكين بعدما تلقوا خبر التسريح، في حين نشر موظفون آخرون مقاطع سرية لاجتماعات في شركاتهم أو فيديوهات لجلسات التسريح. ويمكن القول إنّ أولئك الموظفين ينقلون إلى العلن لحظات أو تفاصيل ظلت خاصة لفترة طويلة، وتكتم عليها الموظفون وأرباب العمل على حد سواء.
يبرز هذا الاتجاه الرائج الطريقة التي تعامل بها الموظفون مع قرارات الشركات؛ فهم ضحوا بخصوصيتهم مقابل نشر تلك الآراء. واللافت أنّ المحتوى المرتبط بالعمل هائل على منصة تيك توك؛ فأولئك الموظفون الشباب يقدرون حقاً التوازن بين العمل والحياة، والشعور بالقيمة، والتأثير الاجتماعي. وتتجلى هذه القيم كلهاً في طريقة نشرهم لفيديوهاتهم؛ فقد نشروا سابقاً فيديوهات اعتيادية لفترات دوامهم، واستخدموا تيك توك لنشر فيديوهات عن عملهم في ظل وباء كورونا، وهم الآن ينشرون فيديوهات تكشف حقيقة فقدان وظائف مربحة في قطاع التكنولوجيا.
علاوة على ما سبق لا يمكن التغاضي عن تأثير بعض تلك الفيديوهات؛ ففي عام 2021 اعتذر الرئيس التنفيذي لشركة Better.com المختصة بمجال الرهن العقاري بعد انتشار فيديو يظهره وهو يسرح مئات الموظفين. كذلك تحظى هذه الفيديوهات بالإشادة أحياناً لأنها تساهم في التخلص من شعور النبذ المترافق مع التسريح من الوظائف؛ فهي تبين أنّ فقدان الوظيفة أمر شائع بين الناس.
من جهة أخرى ثمة تأثير سلبي ناجم عن هذا الأمر وهو قلّة الثقة؛ إذ يقول جوني سي. تايلور جونيور، الرئيس والمدير التنفيذي لرابطة إدارة الموارد البشرية: «لا يثق الطرفان (أرباب العمل والموظفون) ببعضهما كثيراً كما كانت الحال سابقاً».
أدى تحول الشركات إلى العمل عن بعد إلى إجراء عمليات تسريح الموظفين عبر تطبيق Zoom، وهنا يقول دانييل كيوم، أستاذ الإدارة المساعد في كلية كولومبيا للأعمال: «يجابه الموظفون قرارات التسريح ويقولون إنهم سينشرون الأمر علناً». ويرى كيوم أنّ هذا التصرف لان ينم عن قصر النظر، وإنما يقول: «إنهم موظفون تقنيون يتمتعون بالتدريب الجيد، فهم يتصرفون بطريقة استراتيجية ومحسوبة إلى حدّ كبير. وهو يرون أنّ موظفين كثر خسروا وظائفهم في الآونة الأخيرة، لذلك أصبح من المأمون أن يشاركوا خبر خسارتهم لوظائفهم».
لا تكون الفيديوهات التي تعلن عن تسريح الموظفين هي الخطوة المثالية على الدوام؛ إذ ثمة بعض المخاوف القانونية المرتبطة بهذه العملية. ويقول تايلور إنّ السلطات ربما تتعامل مع الفيديوهات على أنها حالات تشهير محتملة إذا خضعت للتعديل بطريقة تصور موقف الشركة بطريقة خاطئة.
في الختام يشير تايلور إلى وجود أنواع أخرى من الفيديوهات ربما تكون أكثر نفعاً للموظفين الذين يتعرضون للتسريح؛ فإذا تركوا العنان لأنفسهم وأخذوا ينشرون تلك الفيديوهات على سبيل إزعاج شركاتهم السابقة، فقد يواجهون صعوبات بالغة في بناء علاقات وثيقة مع أرباب العمل الجدد، فهم بذلك يكسبون المعركة ويخسرون الحرب، بحسب كلام تايلور.