من أصل أكبر 10 شركات هواتف ذكية، 2 فقط نمت مبيعاتها بدلاً من التراجع في 2023
⬤ انخفضت مبيعات الهواتف الذكية بحوالي 4.9% في الربع الثاني من 2023 لتصبح عند أدنى حد منذ عقد.
⬤ عانت 8 من أكبر 10 شركات هواتف في العالم من تراجع المبيعات، فيما كسرت 2 القاعدة وحققت نمواً.
⬤ يرجح أن يشهد السوق المزيد من التراجع، لكن ارتفاعاً مستمراً بمتوسط سعر شراء الهواتف.
لا شكّ أن بروز الهواتف القابلة للطي يظهر ما وصفه المحللون بالكسل في مجال تصميم الهواتف. فطوال السنين الماضية اقتصرت الابتكارات الحديثة في مجال الهواتف الذكية على التغييرات التي تطرأ على حجم الشاشة ووضوحها وسمك الإطار، وكانت النتيجة هي توقف نمو قطاع الهواتف، بل تقلصه حتى.
ولا يشذّ هذا العام عن سابقه، إذ تتوقع مؤسسة البيانات الدولية انخفاض شحنات الهواتف الذكية بنسبة 4.7%، وبذلك تبلغ أدنى مستوى لها منذ عقد من الزمن. وصحيح أنّ مؤسسة البيانات الدولية تلقي باللائمة على تراجع الاقتصاد العالمي، غير أنّ ندرة الأفكار والابتكارات الجديدة لها دور بارز في انخفاض المبيعات.
وفي بلدان العالم المتقدم، تتوقع شركة ديلويت أن يبلغ معدل انتشار الهواتف الذكية بين البالغين ما يربو عن 90%. فالشركات تُعوّل كثيراً على العملاء الذين يجددون هواتفهم القديمة بحكم العادة. وفي الواقع تتوقع مؤسسة البيانات الدولية أن الهواتف القابلة للطي لن تحظى إلا بنحو 3.5% من سوق الهواتف الذكية.
وفق بيانات Omdia، فقد كانت مبيعات 8 من أصل أكبر 10 شركات هواتف ذكية أدنى في الربع الثاني من عام 2023 مقارنة مع الربع الثاني من 2022. وكان الانخفاض واضحاً بالأخص لدى الشركات الأولى في الترتيب: سامسونج، وابل، وشاومي. لكن وبشكل مثير للاهتمام كان هناك شركتان فقط كسرتا القاعدة وحققتا نمواً: هواوي العائدة للنمو في الصين، وشركة Transsion التي تعد شركة مجهولة إلى حد بعيد، لكنها تنتج الهواتف تحت عدة علامات تجارية تتضمن Tecno وInfinix وعدة أسماء أخرى أقل شهرة.
ولا ريب أنّ تراجع مبيعات الهواتف الذكية ينعكس سلباً على صناعات أخرى؛ فعلى سبيل المثال أعلنت شركة Arm التي تختص بتصميم أشباه الموصلات، والتي تُستَخدَم تقنياتها في جميع الهواتف الذكية تقريباً، عن انخفاض نسبته 1% في إيراداتها خلال السنة المالية الفائتة.
وعلى العموم يتجلى طوق النجاة لشركات الهواتف الذكية في قدرة العملاء والمستخدمين على تحمل ارتفاع الأسعار. فعلى سبيل المثال بلغ سعر هاتفGalaxy Z Fold 5 القابل للطي من شركة سامسونج قرابة 1800 دولار أمريكي، في حين حقق هاتف هوواي الجديد- Huawei Mate 60 Pro– الذي أصدر في الصين هذا الأسبوع نجاحاً كبيراً، وإن زاد سعره عن 900 دولار أمريكي.
ويرى المحللون أن شركة آبل عادة ما تضع معايير صناعة الهواتف الذكية في التعامل مع حالات تشبع السوق وتقلب الطلبات عبر زيادة الأسعار. وفي هذا الصدد تشير بيانات شركة Omdia الاستشارية إلى انخفاض شحنات أجهزة الآيفون في الربع الثاني لهذا العام بنسبة تقدر بنحو 12%، وذلك قياساً بالعام السابق. ومع ذلك لم تنخفض إيرادات أجهزة الآيفون في الشركة إلا بنسبة قدرها 2.5% فقط.
ولو رجعنا بالزمن إلى الوراء قليلاً، لرأينا أن سعر أول هاتف آيفون صدر عام 2007 كان 499 دولاراً أمريكياً. ولو ارتفع هذا السعر بما بتلاءم مع حالة التضخم في الاقتصاد العالمي، إذن لبيع أحدث جهاز آيفون بسعر قدره 736 دولاراً أمريكياً. ولكن الحال لا يسير على هذا المنوال. إذ من المقرر أن يباع الطراز الأعلى من جهاز آيفون 15 مقابل سعر قدره 1،299 دولاراً أمريكياً.