من أرض الملعب إلى عوالم افتراضية: الألعاب والرياضات تندمج معاً في «ألعاب المستقبل 2025»
بداية من يوم 18 ديسمبر 2025، تستضيف مدينة أبوظبي واحدة من أكثر الفعاليات الرياضية-التقنية طموحاً على مستوى العالم، مع انطلاق دورة ألعاب المستقبل 2025 (Games of the Future)، وهي بطولة دولية تجمع بين الرياضة البدنية والتجارب الرقمية ضمن نموذج يُعرف باسم «الرياضات الفيجيتالية» (كدمج بين كونها فيزيائية ورقمية، ديجيتال، معاً). ومن المقرر أن تُقام الدورة خلال الفترة من 18 إلى 23 ديسمبر 2025 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، لتكون بذلك المرة الأولى التي تُنظم فيها هذه البطولة في منطقة الشرق الأوسط.
نموذج رياضي هجين يعكس تحولات العصر الرقمي
تقوم فكرة ألعاب المستقبل على دمج المنافسة الرياضية التقليدية مع بيئات رقمية تفاعلية، بحيث يخوض اللاعبون أولاً مرحلة رقمية عبر ألعاب فيديو تحاكي رياضاتهم، ثم ينتقلون إلى مرحلة بدنية حقيقية في الرياضة نفسها. وتُحتسب النتائج النهائية بناءً على إجمالي الأداء في المرحلتين، وهو ما يخلق نموذجاً تنافسياً جديداً يتطلب من الرياضيين الجمع بين اللياقة البدنية، والمهارات الرقمية، والقدرة على التكيف مع بيئتين مختلفتين في آن واحد.
يعكس هذا النموذج تحولاً أوسع في الرياضة العالمية، حيث لم تعد المنافسة مقتصرة على الأداء البدني وحده، بل أصبحت مرتبطة أيضاً بالمعرفة التقنية، والتفاعل مع الأنظمة الرقمية، والاستجابة السريعة لبيئات افتراضية متغيرة. ومن هنا، تبرز ألعاب المستقبل كمنصة استثنائية من حيث توفيرها لمزيج غير مسبوق من الحماس. حيث لا يكفي المهارة في جزء واحد من المنافسة فقط، بل على المتنافسين إثبات أنفسهم وقدراتهم في حلبات عدة معاً. ويعد هذا استعراضاً حقيقياً لاندماج الرياضات التقليدية والرياضات الرقمية معاً.
11 تخصصاً رياضياً وجوائز بقيمة 5 ملايين دولار
تضم دورة ألعاب المستقبل 2025 بالمجمل 11 تخصصاً رياضياً «فيجيتالياً»، تجمع بين الألعاب الرياضية التقليدية، والألعاب الرقمية، والتقنيات المتقدمة. وتشمل هذه التخصصات:
- رياضة كرة القدم الفيجيتالية برعاية أدنوك
- رياضة القتال الفيجيتالي. فيتال فيوري: مدينة الذئاب
- رياضة الرماية الفيجيتالية CS 2
- باتل رويال بمشاركة Fortnite
- رياضة الرقص الفيجيتالية Just Dance
- ألعاب موبا (كمبيوتر) Dota 2
- ألعاب موبا (الهاتف المحمول) MLBB
- لعبة الواقع الافتراضي HADO
- سباق طائرات الدرون الفيجيتالية مقدمة من InsuranceMarket.ae
- معركة الروبوتات.
يبلغ إجمالي الجوائز المالية خمسة ملايين دولار أمريكي، يتنافس عليها أندية ولاعبون من مختلف دول العالم، ما يعكس الطابع العالمي للبطولة وحجم الاهتمام المتزايد بهذا النمط الرياضي الجديد. ويتطلب النجاح في هذه المنافسات نوعاً جديداً من الرياضيين القادرين على الجمع بين القوة البدنية، والدقة الحركية، والفهم الرقمي، واتخاذ القرار تحت الضغط في بيئات هجينة.
تجربة جماهيرية وتفاعلية متكاملة
إلى جانب المنافسات حامية الوطيس والصراع على النصر بين الفرق الرياضية، تتضمن ألعاب المستقبل 2025 مناطق تفاعلية وتجارب غامرة تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي، إضافة إلى أنشطة ثقافية وعروض تقنية مخصصة للجمهور. كما يجري تنظيم جولة مجتمعية متنقلة في عدد من المواقع في أبوظبي ودبي، تتيح للمقيمين والزوار التعرف على مفهوم الرياضات الفيجيتالية والمشاركة في تجارب تفاعلية قبل انطلاق الحدث.
تعد هذه المقاربة المميزة إضافة ملحوظة تزيد من جاذبية هذه البطولة كتجربة ترفيهية متكاملة للمتابعين على مختلف تفضيلاتهم. فبالإضافة لكونها تجمع النشاط البدني والرقمي معاً، فهي تضيف نواحي أخرى لتجمع بين الترفيه، والتقنية، والرياضة، وتقدم نموذجاً جديداً لكيفية تفاعل الجماهير مع الفعاليات الرياضية المستقبلية.

أبوظبي مركزاً للرياضات الفيجيتالية
يأتي اختيار أبوظبي لاستضافة نسخة 2025 من ألعاب المستقبل في سياق رؤية أوسع تعتمدها دولة الإمارات لتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتقنيات المستقبلية. وتُسهم هذه الاستضافة في ترسيخ موقع الإمارة كوجهة رائدة لقطاع الرياضات الفيجيتالية، خاصة في ظل البنية التحتية المتقدمة، والخبرة التنظيمية في استضافة الفعاليات الدولية الكبرى.
وتتولى منظمة Phygital International (فيجيتال إنترناشونال)، الجهة العالمية المشرفة على البطولة، الإشراف العام وملف الحقوق الدولية، فيما تم تعيين شركة أسباير، الذراع التنفيذي للتحديات الكبرى والابتكار في مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة بأبوظبي، كجهة تنفيذية محلية للحدث. وتعمل أسباير على تنسيق الجهود بين الجهات المعنية، والإشراف على أجندة الابتكار، وتأمين أطر التمويل بالتعاون مع الشركاء الحكوميين والداعمين. فيما تقود شركة «إثارة» التنفيذ التشغيلي للبطولة، بما يشمل العمليات الميدانية، والخدمات اللوجستية، وتجربة الجمهور.

امتداد لرؤية «نحن الإمارات 2031» وعام المجتمع
تحمل دورة ألعاب المستقبل 2025 أبعاداً تتجاوز إطار المنافسة الرياضية، إذ تأتي متسقة مع رؤية «نحن الإمارات 2031»، ومبادرة عام المجتمع 2025، من خلال تركيزها على تمكين الشباب، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، وترسيخ قيم الشمولية والتبادل الثقافي. وتستضيف البطولة رياضيين وأندية من خمس قارات، ما يجعلها منصة عالمية تلتقي فيها ثقافات مختلفة تحت مظلة الرياضة والتقنية.
وفي هذا الإطار، أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة في دولة الإمارات، أن استضافة البطولة تمثل خطوة نوعية لترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي لرياضات المستقبل، مشيراً إلى دورها في إلهام الأجيال الجديدة، ودعم الاقتصاد القائم على المعرفة، وتعزيز مساهمة القطاع الرياضي في التنمية المستدامة.
محطة جديدة في مسار عالمي متنامٍ
سبق للنسخة الافتتاحية من Games of the Future أن شهدت مشاركة أكثر من 2,000 رياضي من 100 دولة، واجتذبت مئات الآلاف من المتابعين حول العالم، سواء حضورياً أو عبر البث العالمي. وتمثل نسخة أبوظبي 2025 محطة جديدة في هذا المسار المتنامي، مع انتقال البطولة لأول مرة إلى الشرق الأوسط، في خطوة تعكس توسع الحركة الفيجيتالية عالمياً.
ومع اقتراب موعد انطلاقها، تبرز Games of the Future 2025 ليس فقط كحدث رياضي، بل كمنصة اختبار حقيقية للتقاطع بين التكنولوجيا والرياضة، وكنموذج يعكس كيف يمكن للتقنيات الرقمية أن تعيد تشكيل أنماط المنافسة، وتجربة الجمهور، وصناعة الرياضة ككل في السنوات القادمة.
لمعرفة المزيد عن ألعاب المستقبل 2025 يمكنك زيارة الموقع:




































