مليارديرات يتسابقون نحو الفضاء فمن يفوز في الصراع؟
شَهِد عام 1969 صعود أول رجل على سطح القمر، استمر هوس البشر بالسفر إلى الفضاء واستكشافه منذ ذلك الحين. فبدلاً من تقاتل القوى العالمية وتصارعها لإثبات براعتها التكنولوجية، يتسابق عدد من المليارديرات من رواد الأعمال وأصحاب الشركات المختلفة لإثبات براعتهم أيضًا.
لذلك، سنسلط الضوء في هذه المقالة على أطراف الصراع الدائر بين ثلاثة من رواد الأعمال في سباقهم نحو الفضاء.
1- إيلون ماسك وشركة سبيس إكس
“أريد الموت على المريخ، لا على الأثر” هكذا تحدّث المليادير الجنوب أفريقي البالغ من العمر 46 عامًا عندما سُئل في عام 2002 عن سبب إنشائه شركة سبيس إكس. يمتلك إيلون أيضًا شركة صناعة السيارات الكهربائية “تسلا موتورز”.
يهدف إيلون من خلال شركة سبيس إكس أن يساهم في إنشاء مستعمرة على المريخ واستعمار الكواكب الأحمر، ذلك للحد من خطر الانقراض البشري، ومن المتوقع أن تنطلق الشحنة الأولى في عام 2022 تعقبها رحلة أخرى لطاقم بشري بعد عامين.
يقول إيلون أن الرحلة إلى المريخ ستكون بتكلفة تبلغ 200 ألف دولار أمريكي للشخص الواحد. حيث أن الشركة لا زالت حتى الآن تتلقى الإيرادات عن طريق إرسال شحنات البضائع إلى محطة الفضاء الدولية التي تديرها وكالة ناسا.
استطاعت شركة سبيس إكس أن تثبت تفوقها في هذا المجال، حيث نجحت في 7 فبراير الماضي أن تطلق صاروخ FalconHeavy إلى الفضاء الخارجي، الجدير بالذكر أن حمولة الصاروخ تبلغ حوالي 64 طن وهو ما يساوي ضعف حمولة أقرب الصواريخ المنافسة. كما يتميز صاروخ فالكون بإمكانية فصل التعزيزات التي ساعدته على الإقلاع وعودتها إلى الأرض مما يتيح استخدامها في دفع صواريخ أخرى.
مع ذلك، بالطبع كانت هناك انتكاسات، حيث انفجرت إحدى قواعد الإطلاق في عام 2016 متسببةً في تدمير قمر صناعي بلغت تكلفة صناعته حوالي 200 مليون دولار.
2- جيف بيزوس وشركة بلو أوريجي
“نحن بحاجة إلى إنشاء حضارة فضائية”، هكذا أجاب أغنى رجال العالم جيف بيزوس عندما تم سؤاله عن سبب إنشاءه شركة بلو أوريجين.
تهدُف الشركة إلى تطوير صواريخ ثقيلة قابلة لإعادة الاستخدام، فيرى الكثيرون أن هذه الخطوة تُمثّل أملا كبيرًا لملايين الأشخاص الذين يتطلعون للعيش والعمل في الفضاء. تَعقد الشركة آمالها أن يتسبب الصاروخ البالغ طوله حوالي 99 متر في تسهيل وخفض تكاليف الرحلات الفضائية، ويتوقع أن تكون أول رحلة للصاروخ New Glenn في خلال العامين المقبلين.
ركزت شركة بلو أوريجين في البداية على إطلاق الرحلات دون المدارية، والتي تدفع بالمسافرين لتجربة حالة انعدام الوزن لمدة 11 دقيقة قبل العودة مجددًا إلى الأرض. تتطلع الشركة لإطلاق صاروخ The New Shepard إلى الفضاء في العام المقبل، والذي يتألف من كبسولة للطاقم بإمكانها الانفصال عن الصاروخ والعودة إلى الأرض مرة أخرى.
يستخدم جيف بيزوس الأموال التي يجنيها من التجارة الإلكترونية لتمويل شركته الفضائية. ففي العام الماضي، كشف الملياردير أنه يبيع مليار دولار سنويًا من أسهم شركة أمازون لتمويل طموحاته في السفر إلى الفضاء.
الجدير بالذكر أن الشركة قد قامت بالفعل بالعديد من الرحلات دون المدارية الناجحة من ولاية تكساس باستخدام صاروخ The New Shepard، حيث كانت آخر رحلة للصاروخ في شهر ديسمبر 2017. وأعلنت الشركة أنها فتحت باب الحجز أمام المسافرين الراغبين في خوض تجربة السفر إلى الفضاء بصاروخ The New Shepard ولكنها لم تعلن عن أسعار التذاكر بعد.
3- ريتشارد برانسون وشركة فيرجن جالاكتيك
“الفضاء صعب، ولكنه يستحق كل هذا العناء”، كان هذا رد رائد الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون عندما سُئل عن الدافع وراء إنشاءه شركة فيرجن جالاكتيك. الجدير بالذكر أيضًا أن ريتشارد هو مؤسس مجموعة فيرجن والتي تُدير أكثر من 400 شركة أخرى حول العالم.
تُهدف شركة فيرجن جالاكتيك إلى فتح خط سفر بين الأرض والفضاء، وتسهيل السفر إلى الفضاء والذي سيعود بالنفع على الأرض. ففي العام الماضي، قامت المملكة السعودية باستثمار أكثر من مليار دولار في شركة فيرجن جالاكتيك وفيرجن أوربيت ولكن مجموعة فيرجن ما تزال هي الأكثر مشاركةً في نشاط الشركة.
أجرت الشركة العديد من الاختبارات الناجحة في الفترة الأخيرة حيث تمكنت من الوصول إلى ارتفاع ثمانين كيلو متر وهو الارتفاع اللازم لاختبار تدفق الهواء ودرجات الحرارة الباردة في الغلاف الجوي العلوي.
واجهت الشركة العديد من المصاعب أثناء فترة التأسيس، حيث انفجرت إحدى الرحلات الاختبارية في كاليفورنيا في عام 2014 مما تسبب في مقتل مساعد الطيار. هذا ما تسبب في توقف نشاط الشركة لفترة طويلة حتى أعاد ريتشارد إحياءها مرة أخرى.
كتب برانسون على موقعه على الإنترنت: “نحن الآن على بعد أشهر قليلة فقط من إرسال الناس إلى الفضاء ووضع الأقمار الصناعية حول الأرض”. قام العديد من المشاهير بشراء تذاكر للرحلة التي زعم ريتشارد حدوثها في الأشهر القادمة، وبلغت سعر التذكرة للفرد الواحد حوالي 250 ألف دولار أمريكي، ويُذكر أن أبرز المشترين هم المغني جاستن بيبر، الممثل براد بيت، وليدي غاغا.