ملخص العام 2025: الروبوتيات
بدأ مجال الروبوتات يتجاوز أخيراً المختبرات المضبوطة والتجارب الصناعية، منتقلاً إلى الأماكن العامة، والمنازل، وأماكن العمل بطريقة باتت أكثر وضوحاً. فما كان يبدو تجارب بعيدة أصبح يحدث الآن في الماراثونات، وغرف المعيشة، ومراكز الخدمات اللوجستية العالمية، جاذباً الاهتمام ليس فقط من المهندسين، بل أيضاً من المستثمرين، وصناع السياسات، والجمهور.
في عام 2025 بدأت الروبوتات الشبيهة بالبشر اختبار حدودها في مجالات غير متوقعة، من المنافسة في فعاليات رياضية إلى المساعدة في المهام المنزلية، وصولاً إلى إعادة تشكيل العمليات داخل المستودعات الضخمة. وعلى الرغم من أن كثيراً من هذه الأنظمة ما يزال غير مكتمل ويتطلب إشرافاً مكثفاً، فإن سرعتها المتنامية تثير أسئلة مهمة حول الجاهزية، والفائدة، والتأثير طويل المدى على الوظائف. وتشير هذه التطورات مجتمعة إلى قطاع روبوتات لم يعد افتراضياً، بل يتحرك بثبات نحو الحياة اليومية.
الروبوتات تدخل عالم الرياضة

في أبريل 2025، فوجئ المشاركون في نصف ماراثون بكين بمشهد غير مألوف: عشرات الروبوتات ذات الهيئة البشرية تركض إلى جانب العدّائين. ورغم أن معظم الروبوتات المشاركة لم تُكمل السباق، فإن عدداً منها نجح في ذلك، مما أثار اهتماماً واسعاً وجذب أنظار المستثمرين إلى الشركات المطوّرة لهذه الروبوتات.
وفي وقت لاحق، أُقيمت العديد من العروض التوضيحية لروبوتات تتنافس في مختلف الرياضات، معظمها في الصين. بعضها كان يتحكم به مشغلون بشريون، بينما اعتمد البعض الآخر على خوارزميات ذكاء اصطناعي بالكامل، إلا أن جميعها كان مثيراً للإعجاب. وعلى الرغم من أن أداءها بدا متثاقلاً في كثير من الأحيان، فإن هذه العروض تُظهر أن الروبوتات البشرية تتطور بسرعة وقد تصبح مفيدة عملياً في المستقبل القريب.
خادمك الروبوتي قد وصل

أصبحت شركة 1X Technologies، التي أسسها أحد موظفي OpenAI السابقين، من أكثر الشركات الناشئة إثارة للاهتمام في عام 2025 بعد أن فتحت باب الطلب المسبق على روبوتها المنزلي «NEO». وتقول الشركة إن هذا هو الروبوت الذي وعدتنا به قصص الخيال العلمي لعقود: روبوت ذكي مصمم ليحاكي شكل الإنسان ويساعد في أعمال المنزل. باختصار يمكن وصف الروبوت بأنه «خادم آلي».
يبلغ طول روبوت NEO نحو 168 سنتيمتراً ويزن 30 كيلوغراماً فقط، لكنه قادر على رفع ما يصل إلى 68 كيلوغراماً أو حمل 25 كيلوغراماً. ويحتوي الروبوت على العديد من المستشعرات ويعتمد على الذكاء الاصطناعي لأداء وظائفه. ومع ذلك، ستتم في المراحل الأولى مراقبته وتشغيله أحياناً بواسطة مشغلين بشريين، فقد أظهرت التجارب أن النظام ما زال بحاجة إلى تدريب إضافي ليصبح مفيداً بشكل حقيقي.
هل تختفي وظائف المستودعات؟

توظف شركة أمازون، أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في العالم، نحو مليون عامل في مستودعاتها حول العالم، ومؤخراً، بات لدى الشركة أيضاً مليون روبوت يعمل في هذه المستودعات، مع توقعات بزيادة العدد خلال السنوات المقبلة. ولا يقتصر النمو على عدد الروبوتات فقط، بل إن القدرات تشهد تطوراً سريعاً جداً كذلك. وتشير تقارير إعلامية نُشرت في أكتوبر واستندت إلى وثائق مسربة إلى أن الشركة قد تتمكن من استبدال أكثر من نصف مليون وظيفة في المستودعات بهذه الروبوتات.
سارعت الشركة إلى التوضيح أن الوثائق المسرّبة لا تعكس الصورة الكاملة، مؤكدة أنها في الواقع تسعى لتوسيع قوتها العاملة في المستودعات. ومع ذلك، أثار التقرير نقاشاً واسعاً حول مستقبل الوظائف في ظل تصاعد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات ذات الهيئة البشرية لأداء قائمة متزايدة من المهام.













