مقابلة مع مدير التسويق والاستراتيجية في قسم الذكاء الاصطناعي للشركات في مايكروسوفت
تمكن فريق مينا تك من التواصل مع السيد هيمي بيرينيا (Jaime Pereña) مدير التسويق والاستراتيجية في قسم الذكاء الاصطناعي للشركات من عملاق التقنية مايكروسوفت. حيث دار حديث مطول بين أعضاء الفريق والسيد بيرينيا حول مواضيع الذكاء الاصطناعي وأهميته في عالم اليوم والدور الكبير لتبنّيه في نجاح الشركات ونموها، كما كان هناك تركيز على مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال التي أطلقتها مايكروسوفت (Microsoft AI Business School).
ضمن المقابلة وضح السيد بيرينيا العديد من الأمور الهامة عن الذكاء الاصطناعي، كما دار حديث عن التحديات والصعوبات التي تواجه الشركات التي تحاول استخدامه، بالإضافة إلى الحلول الممكنة للأمر وكيف يمكن أن تساعد مدرسة الذكاء الاصطناعي على إعداد القادة وصناع القرار في الشركات على تضمين الذكاء الاصطناعي بالطريقة الأكثر فعالية وفائدة لشركاتهم.
وهنا بعض من أهم الأسئلة والأجوبة من المقابلة مع السيد بيرينيا:
لماذا طورت مايكروسوفت مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال؟ ولمن هي موجهة؟
لقد لاحظنا أن معظم مشاريع الذكاء الاصطناعي لا تفشل بسبب التكنولوجيا المستخدمة، بل لأن الشركات لا تمتلك الاستراتيجية الصحيحة أو الفهم الصحيح، أو لأسباب ثقافية أو لأن الشركات لا تمتلك الإدارة الصحيحة للأمور. لذا وبفهم هذا تمكنا من جمع العديد من نقاط البيانات، وقررنا أن نحرص على جعل مستخدمينا يفهمون ما هو الذي يحتاجونه للنجاح.
وجهنا مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال تجاه غير المختصين، لذا فهي موجهة لصناع القرار في الأعمال والأشخاص الذين يحتاجون لفهم كيف يغيرون منظماتهم. حيث من غير المنطقي أن تتحدث عن ثقافة المنظمة والمسؤولية أو الاستراتيجية الأولية للمطورين الذين لا يستطيعون تغيير هذه الأشياء.
ما هي مجالات الأعمال والصناعات التي تستهدفها مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال من مايكروسوفت؟
نحن محصورون بأربعة أعمدة أساسية: التكنولوجيا، ثقافة الشركة، المسؤولية، والاستراتيجية. وضمن الاستراتيجية هناك مسارات تعليم لـ 6 صناعات: الخدمات المالية، التصنيع، بيع التجزئة، الرعاية الصحية، وكذلك التعليم والقطاع العام. هناك بالطبع المزيد، حيث دائماً ما أتعرض لأسئلة من الشرق الأوسط عن مجال النفط والغاز، وهذا بالطبع ضمن قائمة المهام التي أريد تنفيذها.
عموماً هناك الكثير من الأمور ضمن مسار التصنيع، حيث نتناول العديد من الأمور مثل التعدين والحفر، وهذه الأمور قريبة كفاية. لكن بالطبع لا يمكننا الخوض بتفاصيل كل مجال محدد، بل نتناول أموراً قريبة لعدة مجالات أعمال معاً.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن يسهل الذكاء الاصطناعي عمل المدراء وصناع القرار في الشركات
هل تحتاج مستوى مهارات معين أو فهماً ما للذكاء الاصطناعي لتبدأ التعلم من مدرسة الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت؟
لا، في الواقع لقد صممنا مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال لتكون بسيطة جداً، فهي تقنية للأشخاص الذين لا يمتلكون معرفة سابقة وتقنية بمجال الذكاء الاصطناعي، لذا فنحن نبدأ بخطوات بسيطة وصغيرة، فنحن لا نتحدث عن التكنولوجيا نفسها ومحتواها، بل عن الناحية المتعلقة بالأعمال.
نحن بشكل أساسي نستعرض طريقة عمل التقنية، ونستعرض بعض الأمثلة، لكن من منظور الأعمال دائماً، ونحاول الحفاظ على هذا المستوى بحيث يستطيع الأشخاص غير التقنيين وغير المختصين فهم فوائد الذكاء الاصطناعي.
هل مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال من مايكروسوفت مجانية أم أن هناك تكلفة للتعلم؟
مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال مجانية تماماً، ولا توجد أية تكاليف لمشاهدة الفيديوهات أو اتباع مسارات التعليم والاطلاع على الوثائق المساعدة المتاحة. نحن نرى الأمر كفوز للطرفين، ففي حال كانت الشركات ناضجة ومؤهلة كفاية لاستخدام التقنية ستستفيد من خدماتنا المتاحة، وفي حال لم تكن مؤهلة ستستفيد مما نقدمه في مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال لتطبيق التغييرات اللازمة والهامة للانتقال إلى تطبيق التقنية.
هل من الضروري إنهاء المسار التعليمي دفعة واحدة ضمن مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال؟
لا حاجة لأي التزام في الواقع، فالمسارات التعليمية موجودة لتوفير طريق واضح ومرتب للتعلم عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الأعمال، لكن من الممكن التوقف في أي وقت كما من الممكن مشاهدة الفيديوهات بشكل مستقل عن بعضها حسب حاجة كل مستخدم.
اقرأ أيضاً: ليس حصرياً للمجال التقني: أهم استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الأعمال
كيف من الممكن لمدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال من مايكروسوفت أن تساعد قادة الشركات أثناء التحول لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟
هدفنا هو جعل أي شخص يتعلم من مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال قادراً على سؤال الأسئلة الصحيحة على الأقل. هل يمكننا معرفة الاستخدامات الصحيحة؟ كيف سنتمكن من قياس هذا الأمر؟ لماذا سيكون هذا مهماً لنا ومع من يجب أن نتواصل وكيف؟ هل نمتلك التسلسل الصحيح والتواصل المطلوب؟ وغيرها من الأسئلة المهمة.
عندما تكون إجابات هذه الأسئلة هي نعم، سيكون لدينا استراتيجية قوية، لكن في حال كان الجواب هو لا، يجب أن نعمل على تضمين الأمور التي تنقصنا لجعل استخدام الذكاء الاصطناعي ممكناً وفعالاً.
اقرأ أيضاً: ماذا من الممكن أن تتعلم في مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال من مايكروسوفت؟
ما هي التحديثات التي تواجهها الشركات عند تضمين الذكاء الاصطناعي وبالأخص في الشرق الأوسط؟
العديد من الشركات لا تدرك أهمية ثقافة الشركة عند محاولة تضمين الذكاء الاصطناعي، وبالتالي عادة ما يخاف الموظفون من الأمر ويصبح تضمين الذكاء الاصطناعي غير ممكن بسبب الكم الكبير من ردود الفعل السلبية.
لذا فواحدة من أهم الأمور التي نتحدث عنها في مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال هي التحدث للموظفين، ومحاولة إيصال الفكرة وشرح فوائد الخطوة لهم، والتأكد من أنهم لا يشعرون بأنهم قد يتعرضون للاستبدال بسبب تضمين الذكاء الاصطناعي في الشركة.
إن كان لديك التواصل الصحيح، سينجح الأمر. لكنني شاهدت العديد من الأفكار العظيمة والمشاريع المميزة التي فشلت لأن الناس رفضوا العمل معها للعديد من الحجج والأسباب.
بناء على خبراتكم ما هي أكثر العوامل تأثيراً على تبنّي الشركات للذكاء الاصطناعي؟
يعتمد الأمر على نضج الشركات بالدرجة الأولى، حيث أن هناك مناطق جغرافية وصناعات معينة ناضجة أكثر من غيرها في المجال. على سبيل المثال، الشرق الأوسط مثير للاهتمام جداً، هناك الكثير من الأمور التي تحدث هناك مقابل باقي المناطق. ذلك صحيح أيضاً لأستراليا وكندا وفرنسا وكذلك الصين.
الأمر مشابه بالنسبة لمجالات العمل، فقطاع الخدمات المالية مثلاً متفوق على العديد من الصناعات والمجالات الأخرى لعدة أسباب. على سبيل المثال، نحن نسمع دائماً عن الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، لكن لا شيء تم تقديمه حقاً بسبب التشريعات والتعقيدات العديدة المتعلقة بالأمر.
بالنسبة لحجم الشركات، فالحجم الكبير مفيد بالطبع، حيث أن الشركات الكبيرة تمتلك موارد أكثر لتخصيصها باتجاه الذكاء الاصطناعي. لكن الحجم ليس ضرورياً حقاً، حيث هناك العديد من الشركات الصغيرة التي تقوم بأمور مثيرة للاهتمام بما يخص الذكاء الاصطناعي.
كيف ترى مايكروسوفت مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأعمال، وما هي مدى أهميته في عالم اليوم؟
إنه من المجالات التي تنمو بشكل أسرع دون شك، ونحن نلحظ تطوره. هناك 3 عوامل أساسية تغيرت في الفترة الأخيرة: كمية الحوسبة، حجم البيانات المتاحة، وتزايد قوة الخوارزميات الذي شهدناه في السنوات الثلاثة الأخيرة. نحن نعمل على مشاريع ضخمة في المجال، وهذه هي البداية فقط.
بالنسبة لأهمية الذكاء الاصطناعي، أعتقد أنه سيكون ضرورة. هذا مشابه لكل من موجات استخدام الحواسيب والهواتف والإنترنت، لذا فتبنّي الذكاء الاصطناعي هام جداً، وفي حال لم تكن ضمن هذه الموجة ستجد نفسك متأخراً عن البقية.
الخبر الجيد هو وجود عدة طرق لتبنّي الذكاء الاصطناعي، ليس من الضروري أن يعمل الجميع على صنع الذكاء الاصطناعي، بل أن الأمر متروك لعلماء البيانات. حيث تستطيع العديد من الشركات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشراء منتجاته أو الحصول على خوارزميات ذكاء اصطناعي مدربة مسبقاً.
ماذا يجب على الشركات أن تفعل لتقييم حلول الذكاء الاصطناعي، وماذا يجب أن تكون خطوتهم الأولى؟
توصيتي هي أن تضع هدفاً معيناً، وتحاول أن تكون سريعاً في اكتشاف النجاح أو الفشل. في العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنك الإحساس بكون الأمور ستسير بالاتجاه المطلوب أو لا. لذا هذا هو اقتراحي. حدد طريقاً واضحاً، وحدد مؤشر أداء أعمال تريد قياسه.
على سبيل المثال قد تريد نموذجاً يتوقع مسار سوق الأسهم. وهنا ستقيس اتجاه سوق الأسهم وتوفاق التوقعات المعطاة معه. مع الوقت إما أن تكتشف كون توقع مسار سوق الأسهم غير ممكن وسيفشل نموذجك. لكن في حال تمكنت من توقع مسار سوق الأسهم بشكل جيد ستكسب الكثير من المال.
اقرأ أيضاً: كل ما تحتاج لمعرفته عن مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال من مايكروسوفت
ما هي المفاهيم المهمة التي يجب أن يلم بها قادة الشركات قبل تضمين الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرار بشأنه
أعتقد أن الأمر الأهم هو إدراك أن تضمين الذكاء الاصطناعي ليس مشروع IT (مثل صنع برنامج جديد) أو مشروعاً علمياً في مرحلة أولية. ففي مشاريع IT المعتادة يمكن السؤال عن متطلبات إنشاء الخوارزمية أو التطبيق، ومن ثم مقارنة النتائج المحققة مع المطلوبة. لكن الأمر لا يعمل كذلك للذكاء الاصطناعي، حيث يجب أن تقوم بتعليم الذكاء الاصطناعي، ومن ثم إعادة تدريبه مجدداً ومراقبة كيف يعمل وكيف يتقدم.
من هم الأشخاص الذين يجب أن يكونوا مسؤولين عن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الشركة؟
نحن نعتقد أن الأمر يجب أن يكون مسؤولية متوزعة، حيث يجب أن يتولاه المسؤولون التقنيون لكن مع أدوار هامة لأقسام العمل الأخرى وحتى القسم القانوني في الشركة. من حيث التطبيق قد يكون الأمر مشابهاً لانتشار الحواسيب في العمل خلال الثمانينات، حيث بدأ بالدخول في عالم الشركات من الأقسام التقنية، ومن ثم انتقل إلى بقية أقسام العمل المختلفة.
ما هي الأشياء التي يجب أن يهتم بها قادة الشركات من ناحية أخلاقية عند تطبيق الذكاء الاصطناعي؟
مع اختلاف معنى الأخلاقيات والمسؤولية من شركة لأخرى ومن منطقة أو بلد لآخر، سيكون الأمر مختلفاً لكل شركة. نحن نشجع الشركات على أن تعرف مبادئ أساسية خاصة بها، ومن ثم تطبق هذه المبادئ الأخلاقية ضمن التوجيه والإدارة وتوفير الأدوات التي تساعد هذه المبادئ.
من وجهة نظر مايكروسوفت، الأمر متعلق بتمكين الموظفين وليس باستبدالهم، لكن في حال كان هناك أطراف تريد استخدام الذكاء الاصطناعي لاستبدال الموظفين كون ذلك أفضل لهم، فنحن لسنا بصدد الحكم على ذلك.
الأمر مرتبط بالمبادئ التي تضعها، واهتماماتك الأساسية، هل الأهم لك هو التخلي عن الموظفين بطريقة عادلة حصراً؟ أم أن الهم الأساسي هو الربح المالي؟
كوننا نعمل من الشرق الأوسط، ونرى تبنّياً كبيراً للذكاء الاصطناعي في المنطقة، هل تعتقد أن الشرق الأوسط سيصبح مركزاً للذكاء الاصطناعي؟
أراهن على ذلك، فمنطقة الشرق الأوسط هي واحدة من عدد قليل من المناطق التي تقوم بالأمور بشكل مختلف، بالإضافة للتسهيلات الحكومية كما في الإمارات العربية المتحدة حيث توجد وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي وتعاون كبير بين الحكومة وجامعة خليفة والمؤسسات التي تريد تطبيق الذكاء الاصطناعي ضمنها.
مقارنة بمنطقة مثل الصين، لا أرى الشرق الأوسط كمكان قوي من حيث الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، لكنه من الأفضل من حيث الشركات الناشئة ومجال الأعمال.
في معظم المناطق، يكون تطوير الذكاء الاصطناعي أمراً متعلقاً بالشركات دون استثمار أو اهتمام حكومي، لكن الأمر مختلف في الشرق الأوسط وهذا أمر واعد جداً لمستقبل التقنية في المنطقة.
هل يجب على الشركات تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها، أم شراء تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة في السوق؟
في حال كانت غايتك هي النمو التقليدي في مجالاتك المعتادة، فالأفضل أن تشتري خدمات الذكاء الاصطناعي سواء كنت شركة كبيرة أم صغيرة. لكن وفي حال كنت تريد أشياء تميزك عن المنافسين في مجالك، فالأفضل أن تعمل علىتطوير وتدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بك لتحقيق غايتك.
على سبيل المثال ولأمر مثل خدمة العملاء، يمكنك الحصول على تقنيات ذكاء اصطناعي متاحة مسبقاً مثل الخيارات الخاصة بمايكروسوفت أو الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Salesforce. لكن وفي حال كانت شركة ولو أنها ناشئة تريد تمييز نفسها عن المنافسين، فالأفضل أن تستثمر المال الذي بديها على تقنيات ذكاء اصطناعي خاص بها.
بالمحصلة كانت مقابلة فريق مينا تك مع السيد بيرينيا منتجة للغاية، وبفضل خبرته الكبيرة في المجال فقد امتدت المقابلة لتتسع للكم الكبير من المعلومات وشرح ماهية مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال وفائدتها الكبيرة،
ضمن المقابلة كان هناك الكثير من المعلومات الهامة التي يحتاجها الإداريون عند التفكير بالذكاء الاصطناعي، والمكان الأفضل للحصول على هذه المعلومات هو مدرسة الذكاء الاصطناعي للأعمال من مايكروسوفت.