مع احتدام حرب أشباه الموصلات، بدء تشييد أول مصانع TSMC في أوربا بدعم حكومي سخي
⬤ بدأت شركة TSMC التايوانية تشييد أول مصنع لها في أوروبا، بتكلفة بلغت 11 مليار دولار.
⬤ يقام المصنع في ألمانيا وسيبدأ الإنتاج في عام 2027، ليقدم الشرائح لقطاع السيارات والصناعة.
⬤ تتوجه TSMC نحو توسيع أعمالها خارج تايوان في ظل تنامي التوترات مع الصين.
شرعت شركة TSMC التايوانية، أكبر شركة مصنعة للشرائحخ الإلكترونية المتقدمة في العالم، في تشييد أول مصنع لها في أوروبا شرق ألمانيا، في وقت تسعى فيه القارة العجوز إلى تأمين إمداداتها من الشرائح وسط التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين.
انطلقت أعمال البناء يوم الثلاثاء الماضي، في حفل شهد حضور عدد من المسؤولين والممثلين الرسميين. ومن المقدر أن تبلغ تكلفة المشروع نحو 10 مليارات يورو، أي ما يعادل 11 مليار دولار أمريكي، سيغطي الدعم الحكومي نصفها. وقد وقع الاختيار على مدينة درسدن كموقع للمشروع. ومن المقرر أن يصل المصنع لمرحلة الإنتاج بحلول نهاية العام 2027.
بقيادة ألمانيا، يسعى الاتحاد الأوروبي لإنتاج ما يصل إلى 20% من الشرائح عالمياً بحلول العام 2030، مع تدهور العلاقة بين واشنطن وبكين، وتوجه الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان نحو دعم توطين صناعة الشرائح، باعتبارها مكونات تتحكم في كل شيء تقريباً، بدءاً بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وليس انتهاء بأدوات المنزل اليومية.
تُعتبر TSMC أكبر شركة تصنيع شرائح في العالم، وتعتمد عليها شركات كبرى مثل Apple وNvidia في وحداتها الأكثر أهمية. وستكون الشركة العمود الفقري لمشروع درسدن الجديد، بحصة تبلغ 70% في المصنع، والذي سينتج الشرائح لقطاع السيارات والقطاعات الصناعية الأخرى.
من جانبها، تخطط الحكومة الألمانية لإنفاق ما يصل إلى 20 مليار يورو لدعم إنتاج الشرائح المحلية، ويشمل ذلك مصنع TSMC الجديد الذي وافق الاتحاد الأوربي على رفده بدعم حكومي ألماني بلغ 5 مليارات يورو، بالإضافة إلى 10 مليارات يورو من المساعدات التي ستقدمها ألمانيا لمصنع شركة Intel المزمع تشييده في ماجديبورغ. وتأتي هذه الخطوة أيضاً بعد أن أعربت شركات صناعة السيارات الألمانية، بما في ذلك فولكس واجن وPorsche، عن اهتمامها بتعزيز إنتاج الشرائح المحلي.
تعاظمت أهمية قطاع صناعة أشباه الموصلات عالمياً بعد تكشف مدى هشاشة الاقتصادات الكبرى تجاه اضطرابات سلاسل التوريد التي عصفت بالكوكب إبان فترة الجائحة. وزاد في حساسية الوضع تضييق الولايات المتحدة على الصين لكبح تقدمها التقني، وهي فعلياً أكبر سوق لأشباه الموصلات، وقد ركزت مساعيها مؤخراً لدعم التطوير والإنتاج المحلي.
من جانب آخر، ساهم التوتر بشأن تايوان، حيث يتمركز معظم إنتاج TSMC، في دفع عملاق صناعة الشرائح نحو التوسع خارج البلاد. وقد افتتحت الشركة في فبراير هذا العام أول مصنع لها في اليابان، وتعهدت ببناء ثلاثة مصانع متقدمة في ولاية أريزونا الأمريكية باستثمارات إجمالية تزيد عن 65 مليار دولار.