كيف أدت لعبة واحدة إلى مضاعفة عدد لاعبي الواقع الافتراضي عبر Steam؟
خلال السنوات الأخيرة عادت تقنية الواقع الافتراضي للظهور مجدداً، وفيما أن التقنية كانت قد ظهرت واختفت عدة مرات في الماضي، يبدو أن الأمور قد تغيرت اليوم مع نضج التقنية بشكل كبير، واتجاه العديد من الشركات إلى تطوير نظارات الواقع الافتراضي. لكن وكما يعرف الجميع فعتاد الواقع الافتراضي وحده غير كافٍ، بل من المهم وجود ألعاب واقع افتراضي جذابة كفاية لجلب المزيد من المستخدمين إلى منصات الواقع الافتراضي.
اليوم هناك العديد من ألعاب الواق الافتراضي الموجودة، لكن معظم هذه الألعاب تتنوع من كونها بسيطة زيادة مثلاً، أو أنها إعادة صنع للعبة منشورة سابقاً لكن هذه المرة مع الواقع الافتراضي كطريقة للعب (كما حصل مع لعبة The Elder Scrolls V: Skyrim). لكن الآن يبدو أن لعبة Half-Life Alyx الجديدة قد غيرت المعادلة إلى حل بعيد.
إضافة مهمة لسلسلة ألعاب Half-Life ولمنصات الواقع الافتراضي كذلك
من المعروف أن سلسلة ألعاب Half-Life هي واحدة من الأنجح والأكثر تفضيلاً للكثيرين، ويمكن إدراك ذلك من أن اللاعبين لا زالوا ينتظرون أن يصدر جزء يكمل القصة المشوقة للعبة، على الرغم من أن آخر الأجزاء صدر منذ عام 2007. لكن وبعد سنوات طويلة من الانتظار قررت شركة Valve إصدار لعبة جديدة في عالم Half-Life، لكن ليس لإتمام القصة، بل كأحداث تقع في وقت سابق لأحداث لعبة Half-Life 2، والأهم ربما هو أن اللعبة مخصصة للواقع الافتراضي، وهو مجال جديد تماماً بالنسبة لسلسلة الألعاب المحبوبة.
عندما أعلن عن لعبة Half-Life Alyx نهاية العام الماضي، كان هناك الكثير من الشكوك حولها، فقد كان من الصعب تخيل نسخة جديدة تحصل على الإعجاب من لاعبين سيقارنونها مع الإصدارات السابقة التي رفعت سقف التوقعات جداً، كما أن تصميم لعبة جيدة في الواقع الافتراضي عملية أعقد من المعتاد في تصميم الألعاب المعتادة.
لكن وعلى عكس التوقعات، أتت ردود الفعل الأولية للعبة ممتازة جداً، إذ أن تقييم اللعبة على متجر Steam هو 10/10، وأتت ردود الفعل الإيجابية من كل الجهات مع اجتماع رأي النقاد واللاعبين على كونها أفضل لعبة واقع افتراضي اليوم، وحتى أنها تبرر دفع المال لشراء نظارات الواقع الافتراضي لأجلها فقط وفق البعض.
مليون نظارة واقع افتراضي للاستمتاع بلعبة Half-Life Alyx
طوال السنوات الأخيرة كان نمو قاعدة مستخدمي نظارات الواقع الافتراضي بطيئاً للغاية، وحتى مطلع العام الحالي بقيت نسبة مستخدمي Steam ممن يستخدمون نظارات الواقع الافتراضي لا تتجاوز 1% فقط. لكن يبدو أن الأمور قد تغيرت بشكل كبير بعدما تم إطلاق لعبة Half-Life Alyx التي يبدو أنها قد رفعت النسبة إلى حوالي 2% تقريباً في شهر أبريل، مما يعني أن هناك نمواً بحوالي مليون نظارة واقع افتراضي مستخدمة خلال الأسابيع الأولى من إطلاق اللعبة.
مع كون اللعبة نفسها لا تكلف سوى السعر المعتاد للألعاب الكبرى: 60 دولاراً أمريكياً، فهي ليست استثماراً كبيراً حقاُ، لكن نجاح اللعبة الأكبر يتمثل بكونها أقنعت الكثيرين بشراء نظارات الواقع الافتراضي أصلاً، حيث أن نظارات الواقع الافتراضي باهظة أصلاً، عدا عن كون الترقيات اللازمة لدعم الواقع الافتراضي على الحواسيب باهظة كذلك، ومن الممكن أن يكلف الأمر حوالي 1000 دولار إضافي لتجربة اللعبة لمن يمتلك حاسوباً بمواصفات متوسطة مثلاً.
هذا النجاح يحسب لشركة Valve دون شك، حيث من النادر أن تكون لعبة واحدة فقط قادرة على إحداث كل هذا التأثير على نوع ألعاب بأكمله. ومع أن حلم Half-Life 3 ربما لا يبصر النور أبداً، وسنبقى دون أن نعرف نهاية قصة Gordon Freeman أو أصل شخصية G-Man الغامضة، فهذه اللعبة كافية لتقديم تجربة ممتعة لملايين محبي السلسلة، بالإضافة لكونها تقدمهم إلى تجربة لعب مختلفة للغاية عن نوع اللعب المعتاد.