مركز دبي المالي العالمي يتبنى قواعد مشاركة البيانات العالمية للذكاء الاصطناعي في تشريعاته
يعمل مركز دبي المالي العالمي (DIFC) على ترسيخ نظام حماية البيانات لديه بوصفه «جسراً» عملياً للشركات التي توسّع خدمات الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية عبر الحدود، من خلال ربط اللائحة رقم 10 الخاصة بالبيانات الشخصية التي تتم معالجتها عبر أنظمة آلية وشبه آلية، مع المنتدى العالمي لقواعد الخصوصية العابرة للحدود (Global CBPR Forum).
بالنسبة للمؤسسين والمديرين التنفيذيين الذين يطوّرون منتجات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والحلول السحابية الأصلية، فإن القيمة التجارية واضحة ومباشرة: نقل البيانات عبر الحدود غالباً ما يكون النقطة التي يتباطأ عندها التوسع. وتُصمَّم الأساليب القائمة على الشهادات، مثل CBPR، لمساعدة المؤسسات على إثبات الامتثال لمتطلبات البرنامج الخاصة بنقل البيانات الشخصية بين الولايات القضائية، ما يقلّل من الاحتكاك عند العمل في أسواق متعددة.
نشأ إطار القواعد العالمية لحماية الخصوصية عبر الحدود في الأصل تحت مظلة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC). وفي عام 2022، تم إنشاء منتدى Global CBPR عبر إعلان يهدف إلى تعزيز قابلية التشغيل البيني وتوسيع النموذج خارج نطاق APEC، بما يسهّل اعتماده على نطاق أوسع من قبل ولايات قضائية حول العالم. وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة لمنطقة الشرق الأوسط، إذ تبيع الشركات القائمة في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل متزايد إلى عملاء وبنوك ومؤسسات في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية، في الوقت الذي تدير فيه بنى سحابية متعددة المناطق ومسارات ذكاء اصطناعي تنقل البيانات بشكل روتيني بين مواقع مختلفة.
وعلى صعيد مركز دبي المالي العالمي، تم إدخال اللائحة رقم 10 كجزء من تعديلات على لوائح حماية البيانات، وقد تم تقديمها من قبل المركز كمنصة لقابلية التشغيل البيني ضمن المشهد المتسارع لقوانين وسياسات الذكاء الاصطناعي.
قال سعادة عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، إن حصول مركز دبي المالي العالمي على عضوية «المنتدى العالمي لقواعد الخصوصية العابرة للحدود» كأول سلطة قضائية في المنطقة يأتي تقديراً لجهوده المتواصلة ومبادراته الرامية إلى تعزيز حماية البيانات والخصوصية.
وعلى أرض الواقع، يوفّر القرار للمؤسسات الإقليمية مسار امتثال أكثر بساطة عند نشر أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة التي تعالج بيانات شخصية، مع التوافق في الوقت نفسه مع الطرح الأوسع لمركز دبي المالي العالمي بوصفه بيئة آمنة قائمة على النتائج لدعم الابتكار.
وتتمثل الفرصة المتاحة الآن أمام صناع القرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التعامل مع حوكمة الخصوصية بوصفها محرّك نمو، لا مجرد إجراء شكلي. فوجود ضوابط قوية يمكن أن يختصر دورات المبيعات المؤسسية، ويعزّز ثقة الشركاء، ويدعم الطموحات الإقليمية في قطاعات منظّمة مثل الخدمات المصرفية الرقمية، والتقنيات الصحية، وخدمات المدن الذكية. ومع توسّع المنتدى العالمي لقواعد الخصوصية العابرة للحدود واستمرار مركز دبي المالي العالمي في صقل قواعد البيانات لعصر الذكاء الاصطناعي، قد تتمثل الميزة التنافسية التالية للمنطقة في بناء منتجات «جاهزة للتصدير» منذ اليوم الأول، قابلة للتوسع تقنياً وقابلة للتوسع من حيث الامتثال.
