مخترع الانترنت يأسف من سوء استخدام الشبكة و يعمل على إعادة حريتها
“لقد تدمرت” هذا ما قاله ( تيم بيرنرز لي) الرجل الذي اخترع الشبكة العالمية ببعض من الندم، إذ رأى إختراعه يشوه بالأخبار الكاذبة والتجسس العام والمضايقات والإبتزاز، ولديه الآن خطة لإصلاحه.
لهؤلاء الذين يريدون التأكد من أن الإنترنت يخدم الإنسانية لابد أن نشغل أنفسنا بما يقوم الناس بالبناء عليه، ففي مقابلة له على مجلة Vanity Fair الأمريكية كان تيم يتحدث عن مستقبل الشبكة الإلكترونية بحيوية عالية وإيقاع ملفت مع القليل من الحزن إذ يعود الرجل الذي بنى هذا الإختراع من أكثر من ثلاثة عقود إلى إنقاذه حسب تعبيره.
ينحدر الرجل من عائلة إنجليزية مهتمة بالكمبيوترات منذ طفولته وقد درس الفيزياء في جامعة أكسفورد ومن ثم عمل في مركز الأبحاث CERN وقام باختراع في الاساس كان يهدف إلى شبكة صغيرة يجد عليها كل الباحثين في المعهد من العلماء على كل المعلومات التي يريدونها عن طريق وصل الأجهزة ببعض باستخدام الهاتف. ورغم أنه لو يستفيد بشكل مباشر من إختراعه إلا أنه تم تقديره في الكثير من المحافل الدولية والمجلات والمؤتمرات. أدرك ليي منذ البدايات القدرة الهائلة لهذه الشبكة لتغيير المجتمعات والأعمال. ورأى تيم أيضا كيف أن اختراعه إذا وصل إلى الأيادي الخطأ قد يصبح مدمرا جدا وهداما. يثبت ذلك في التدخلات الإنتخابية التي حصلت مؤخرا في الولايات المتحدة على سبيل المثال، أو كيف اعترفت فايسبوك بأنها باعت بيانات تخص ٨٠ مليون مشترك لشركة بريطانية تدعى “كامبردج آنالاتيكا” اعترفت فايسبوك أيضا بإقامة تحليل سلوكي لما يزيد عن ٧٠٠ ألف مشترك وقد قامت غوغل وأمازون بتحليل التغيرات المزاجية والاستماع للعواطف الإنسانية لتمكين مبيعاتها.
يقوم تيم حاليا بالعمل على اختراع برنامج جديد يدعى “سوليد” Solid ليعيد الشبكة إلى قواعدها الديمقرطية و نزع السيطرة عليها من قبل ال ٢٠ أو ثلاثون المتحكمين بمصادرها في الوقت الحالي إذ كان من المفروض أن يطلق العنان للحريات والمعلومات والديمقراطية الفكرية وليس التجسس والتخويف والتهديد. بالنسبة ل تيم فإن الأمر بغاية الحساسية إذ يقترب عدد مستخدمي الإنترنت من ٤ مليار نسمة يشاركون فيها كل ما لديهم وحتى بصماتهم الوراثية DNA سيزيدون هؤلاء من حجم الشبكة، فائدتها وأيضا أخطارها. لقد فشلنا في تفكيك القيادة الموحدة للشبكة ويجب علينا العمل على تدعيم لامركزيتها للمحافظة على إنسانيتها حسب تعبيره.
وللمزيد من الاخبار المشابهة :