محكمة ألمانية تأمر فيسبوك بالتوقف عن جمع بيانات واتساب وإنستغرام معاً دون موافقة المستخدم
طلبت هيئة تنظيم المنافسة الوطنية في ألمانيا من فيسبوك التوقف عن جمع بيانات واتساب وإنستغرام معاً من المستخدمين دون موافقتهم، وينطبق الأمر على البيانات التي تجمعها المنصات المملوكة لفيسبوك، بالإضافة إلى مصادر الجهات الخارجية التي يستخدمها فيسبوك لتوضيح ملفاته الإعلانية، بما في ذلك ملفات غير المستخدمين.
ومنحت المحكمة الألمانية فيسبوك فرصة لمدة شهر واحد فقط لاستئناف هذا الحكم التاريخي، الذي يأتي بعد ثلاث سنوات من التحقيقات.
وإذا فشلت فيسبوك في الاستئناف، سوف يتعين على الشركة التقنية العملاقة ضمان عدم جمع مصادر البيانات هذه بدون موافقة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، وعلى الرغم من أن الحكم ينطبق داخل ألمانيا فقط، إلا أن القرار قد يؤثر على الهيئات التنظيمية في دول أخرى خاصةً داخل الاتحاد الأوروبي.
جمع بيانات واتساب وإنستغرام معاً
من جانبها، زعمت فيسبوك في تدوينة رسمية أن عناصر التحكم في خصوصية البيانات هذه لا تندرج تحت اختصاص مكتب الكارتل الاتحادي، الذي يفرض قوانين مكافحة الاحتكار والمنافسة في ألمانيا.
لكن المكتب يقول أن سيطرة فيسبوك على الشبكات الاجتماعية المتعددة، بالإضافة إلى حصتها الكبيرة في السوق هي مؤشر على عملية احتكار، وتعني ضرورة التدخل.
وصرّح أندرياس موندت – رئيس مكتب الكارتل – في بيان صحفي “بصفتها شركة مهيمنة، فيسبوك تخضع لالتزامات خاصة بموجب قانون المنافسة” وأضاف “في تشغيل نموذج أعمالها، يجب على الشركة أن تأخذ بعين الاعتبار أن مستخدمي فيسبوك لا يستطيعون عملياً التحوّل إلى الشبكات الاجتماعية الأخرى… الخيار الوحيد الذي يملكه المستخدم هو إما قبول مجموعة شاملة من البيانات أو الامتناع عن استخدام الشبكة الاجتماعية. وفي مثل هذه الحالة الصعبة، لا يمكن الإشارة إلى اختيار المستخدم على أنّه موافقة اختيارية”.
وتُعد عملية جمع بيانات المستخدمين خارج مواقع فيسبوك جانب مُهمل من نموذج العمل الخاص بالشركة، وهي أحد الأشياء التي لا ترغب الشركة نفسها في لفت الانتباه إليها.
حيث تستخدم الشركة أدوات مثل زر الإعجاب – الموجود في ملايين المواقع الإلكترونية – في تتبع أنشطة المستخدمين حول الإنترنت، وزيادة معرفتها بتفضيلات الأفراد بعيداً عن البيانات التي ينشرونها طواعيةً داخل الشبكة الاجتماعية.
وعند جمع بيانات واتساب وإنستغرام ثم دمجها مع هذه البيانات من الأطراف الخارجية، تكون النتيجة تتبع شامل ومفصّل لنشاط المستخدم على الإنترنت.
تأتي هذه التقارير في وقت تتعرض فيه فيسبوك للكثير من الانتقادات فيما يتعلق بخصوصية المستخدمين، خاصةً بعد الكشف عن خططها بدمج تطبيقات واتساب وإنستغرام وماسنجر في منصة تراسل واحدة، ثم ظهور فيسبوك ريسيرش الذي يجمع بيانات المستخدمين بمقابل مادي رمزي.
وكانت لجنة حماية البيانات الأوروبية قد حذرت فيسبوك في وقت سابق من مخاطر دمج منصات التراسل الخاصة بها على خصوصية البيانات.