ما الذي يجعل حدث LEAP التقني هاماً جداً، ولماذا السعودية هي المكان المثالي له؟
مع مطلع شهر فبراير من عام 2022 القادم، سيقام حدث LEAP كواحد من أهم الأحداث التقنية على الإطلاق، حيث سيجتمع آلاف قادة المجال التقني والمستثمرين وأصحاب المشاريع الناشئة ضمن حدث متكامل مع مؤتمرات ومعارض وجلسات جانبية تهدف لتحقيق القفزة العملاقة التالية للبشرية ككل والوصول إلى عالم أفضل مع تجاوز التحديات الكبرى التي تواجهها البشرية.
بالطبع فحدث LEAP التقني ليس الخطوة الوحيدة التي تسير فيها المملكة العربية السعودية نحو عالم أفضل مدفوع بالابتكارات التقنية الحديثة، بل أنه جزء من رؤية السعودية 2030 المتكاملة والتي تتضمن مشاريع عملاقة بمقياس غير مسبوق، بالإضافة للتركيز على ريادة الأعمال ودعم المشاريع الناشئة والأفكار الثورية القادرة على إحداث الفرق في حياتنا اليومية.
مع الحجم الكبير والوعود المثيرة لحدث LEAP، يتكرر سؤالان أساسيان في الواقع:
لماذا LEAP؟
لن يكون LEAP مجرد حدث خاص بنقطة زمنية واحدة فقط، بل سيكون منصة عالمية لربط كبار المستثمرين التقنيين العالميين مع أكثر المبتكرين ثورية في مختلف المجالات التقنية الجديدة.
لن يكتفي حدث LEAP بأن يكون معرضاً عملاقاً وذا أثر عالمي مع العديد من المؤتمرات كمنصة لتبادل المعرفة على مستوىً عالمي، بل سيمثل مهمة طموحة لاستكمال القيادة الفكرية للمملكة العربية السعودية خلال سنة رئاستها لمجموعة العشرين (G20). وهذا يعني أن السعودية –عبر حدث LEAP- ستساعد على وضع مخططات لحل أهم التحديات الإنسانية بالاستثمار في حلول تقنية ثورية لسنوات عديدة تالية.
سواء كانت هذه التحديات هي الفقر أو الأمراض أو الكوارث البيئية أو عدم المساواة أو الوصول إلى التعليم أو تحسين الإنتاجية أو التنقل أو الحياة السعيدة أو ببساطة إطعام البشرية، سيقوم حدث LEAP بالاستفادة من ثروة المستثمرين العالميين لإيقاد شعلة الابتكار للشركات التقنية الناشئة والمخترعين والمبتكرين حول العالم.
ستتضمن هذه الابتكارات أحدث الاكتشافات في الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الخامسة والروبوتيات والمدن الذكية وإنترنت الأشياء والعديد من المجالات الأخرى التي ستساعد على تغيير طريقة الحياة للأجيال التالية.
حدث LEAP هو حدث عالمي لعدة أسباب أبرزها:
- سيجذب جمهوراً عالمياً مع متحدثين على مستوى عالمي.
- سيهدف لحل التحديات الإنسانية التي تواجهنا في مختلف أنحاء الكوكب، وبالتالي سيمتد تأثيره بشكل عالمي.
- ستحضر الشركات التقنية الناشئة والمستثمرون من جميع القارات، ومنذ الآن هناك تأكيدات حضور من اليابان وماليزيا وسنغافورة وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا والشرق الأوسط وسواها.
لماذا المملكة العربية السعودية
تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الأسواق التي تنمو بسرعة في المجال التقني، ويمكن تلخيص أهميتها عبر عاملين أساسيين في الواقع:
السعودية كموقع عالمي
بداية، تمتلك السعودية موقعاً جغرافياً ممتازاً لاستضافة حدث تقني عملاق. فهي تقع على تقاطع أفريقيا وأوروبا وآسيا، كما أنها ومنذ أكثر من ألف عام، كانت ولا زالت مكان يقصده ملايين الحجاج من حول العالم. لذا ومن الناحية اللوجستية فالرياض مدينة مضمونة ومجربة ومعروفة مسبقاً.
من الناحية الثانية تتمتع الرياض بمناخ وبنية تحتية سياحية وإمكانية وصول ممتازة، كما أن المملكة العربية السعودية تتيح الفيزا عند الوصول للكثير من البلدان حول العالم. حيث توجد العديد من الفنادق الممتازة والنشاطات السياحية في العاصمة، وفي موعد حدث LEAP في فبراير يكون جو الرياض مثالياً ومشابهاً لجو يوم مشمس لطيف في إسبانيا أو إيطاليا.
السعودية تصيغ السياق العالمي حول التقنية بشكل مميز عن أي بلد آخر
من المهم ملاحظة أن السعودية قد بدأت بالفعل بوضع مخطط عالمي مؤثر على التقنية عبر رؤية السعودية 2030، بالإضافة إلى رئاستها لمجموعة العشرين (G20) هذا العام.
بداية، رؤية السعودية 2030 هي إطار استراتيجي سيغير بشكل جذري الاقتصاد والمهارات الخاصة بالبلاد محولاً السعودية إلى واحدة من أكبر 20 بلداً من حيث تطبيق التقنية بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إعادة توجيه المنطقة للنظر إلى البلاد كمكان للابتكار وتبني التقنية والاستثمارات القوية.
مع رئاسة مجموعة العشرين، وضعت السعودية مخططاً لتقوية الجميع وبالأخص النساء والشباب وتصنع جبهات جديدة عبر تبني استراتيجيات طويلة المدى لمشاركة فوائد الابتكار والتقدم التقني.
العاملان السابقان مؤشران واضحان على كون قيادة البلاد تتخذ تحسينات مؤثرة على المنطقة والكوكب ككل عبر التغيير التقني.
بشكل أساسي، من العوامل المهمة لكون السعودية مكاناً مثالياً لحدث LEAP هو المشاريع العملاقة المذهلة التي تستثمر بها السعودية. هناك الكثير من هذه المشاريع، لكن أكثرها أيقونية وطموحاً هو مدينة نيوم.
بشكل غير مسبوق أبداً، بدأت السعودية ببناء مشاريع عملاقة ومؤثرة مثل نيوم، حيث يتم تطوير منطقة كاملة من السعودية لتكون سلسلة من مدن مستقبلية ذات تطبيق للتقنية وطاقة نظيفة. حيث تم تمويل المشروع بنطاق حتى 500 مليار دولار، ويمتلك هذا المشروع حجماً كبيراً كفاية ليجعله أكثر المشاريع التقنية طموحاً منذ برنامج أبولو، بالإضافة إلى كونه من أكبر مشاريع البناء التي سبق أن شهدها العالم.
بالطبع وطوال عقود، وضعت السعودية المخططات العالمية للاستثمار في الطاقة وتبني التقنية وبالأخص الطاقة الهيدروكربونية عبر شبكتها العملاقة من البنية التحتية للغاز والنفط وبعض من أكبر الشركات في العالم، مثل أرامكو-السعودية وتمتلك البلاد تاريخاً فخوراً ومثبتاً من الاستثمار في التقنيات المستقبلية.
الاستثمار التقني واسع النطاق في السعودية
أخيراً، تحدد السعودية مخططات المنطقة عندما يتعلق الأمر بالتقنية، فهي أكبر مستثمر في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والتقنيات الناشئة في المنطقة وبفارق كبير:
- بنمو طبيعي، تقدر قيمة سوق تقنية المعلومات والاتصالات السعودي بحوالي 12 مليار دولار ومن المتوقع أن يستمر بالنمو عاماً بعد عام.
- هناك موارد مخصصة للاستثمار التقني ورعاية مواهب الشركات الناشئة التي تتجاوز 50 مليار دولار كما تلك التي خصصها صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
- كما أن السعودية تستثمر بشكل فعال في الشركات الناشئة حول العالم وتعد مالكة أسهم هامة في علامات تجارية محبوبة مثل أوبر وLyft وكريم وSlack والعديد سواها.
بالإضافة إلى الاستثمار في الشركات الناشئة العالمية، هناك تشكيلة مزدهرة من الشركات الناشئة الوطنية، والتي يتم رعايتها من قبل جهات خاصة وعامة مثل وزارة تقنية الاتصالات والمعلومات وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وأرامكو السعودية وSTC ومؤسسة مسك وعشرات سواها.