ما الذي تمتلكه عند شراء السلع الرقمية؟
تتعدد أنواع السلع والخدمات التي يرغب المُستهلك في شرائها، وتشمل احتياجاته الأساسية وايضًا الترفيهية، ويحصل المُستخدم على السلع المادية عبر ذهابه إلى مكان الشراء مباشرة أو من خلال التسوق عبر الإنترنت، ولكن يوجد نوع أخر من السلع وهو السلع الافتراضية التي يعتقد المستخدم أنها سلع رقمية حقيقية. فهل يملك المُستهلك سلعة مادية بالفعل عند شرائه للسلع الرقمية؟
يُعتبر زر “اشتري الآن” من الأزرار الأكثر شهرة على الإنترنت والأكثرة إثارة في نفس المُستهلك، ويجده المُستخدم بكثر في المواقع الخاصة بالمدونات مثل موقع Quora الذي يستخدم الكثيرون في الحصول على المعلومات، أو مواقع الشركات الكبرى التي تحفز المستهلك على شراء كتاب أو أغنية، فماذا سيستفيد المستهلك أو القارئ عند النقر على هذا الزر؟
تستفيد الشركات الكبرى مثل أمازون وآبل وجوجل من امتلاك المحتوى الرقمي، وتعرف الشركات عبر الإنترنت أن الاشخاص يستمتعون بشعور الملكية، ولذلك تعتمد الشركات على استجابة التشغيل / الإيقاف هذه لأنها تثير مشاعرنا حول الملكية.
كما تريدنا أسواق مواقع الويب أن يرى المُستهلك أيقونة “عربة التسوق” الصغيرة وأن يتخيلها تمامًا مثل تلك الموجودة في السوبر ماركت، لذلك يعتقد الأشخاص أن امتلاكهم لسلعة افتراضية مثل امتلاكهم لسلعة حقيقية.
مثالاً أخر وهو الحصول على كتاب افتراضي، قد تعتقد أن امتلاك كتاب افتراضي يشبه تمامًا امتلاك نسخة ورقية ولكن هذا غير صحيح بشكل كامل، فإذا قمت بشراء كتاب افتراضي من “أمازون” تستطيع الشركة حذفه مباشرة من أجهزة المستهلكين.
وجدت دراسة حديثة أن 83٪ من المستهلكين للسلع الافتراضية يعتقدون أنهم يمتلكون محتوى رقميًا تمامًا كما يمتلكون سلعة مادية، ولكنهم لا يفعلون بها ما يريدون.
توجد قيود شديدة على قدرتك على إعادة استخدام منتج رقمي أو بيعه أو التبرع به أو تعديله، فلا يمكن التشغيل / الإيقاف لهذه الملكية في العالم الرقمي، وتستفيد الشركات من نقر المستخدمين على عبارة “اشتري الآن” ويبدو الأمر وكأنك اشتريت كتابًا أو أغنية كسلعة مادية، والحقيقة أن الرابح الوحيد هو الشركة التي قمت بالشراء منها.
توجد فجوة متزايدة بين ما يحصل عليه المُستخدم من سلع رقمية وما اشتراه بالفعل على أرض الواقع. والعامل النفسي هو المؤثر على شعور الفرد بامتلاكه سلع افتراضية.
