ماذا تشتري الـ 100 دولار اليوم؟ ترتيب أكثر العملات تضرراً من التضخم في 2025
أكثر العملات تضرراً من التضخم 2025، وحش التضخم لم يعد مجرد رقم نراه في التقارير الاقتصادية، بل أصبح واقع يعيشه الناس يوميًا. مثلا الـ 100 دولار التي كانت تتيح شراء سلع وخدمات عديدة قبل سنوات، أصبحت اليوم تشتري أقل بكثير في العديد من دول العالم. ومع تآكل القوة الشرائية بهذا الشكل، نفهم كيف يمكن للتضخم أن يلتهم مدخرات الأفراد ويغير شكل الحياة الاقتصادية بالكامل. ولهذا يشبه الخبراء التضخم بـ”وحش شرِه” لا يهدأ، يحاول فقط التهام القوة الشرائية شيئا فشيئا حتى يجد الشخص أن المبلغ الذي يملكه لا يزال كما هو لكن قيمته أصبحت أقل بكثير.
وبحسب تقرير نشره Visual Capitalist وأعادت الجزيرة تسليط الضوء عليه، سوف نأخذكم في جولة حول العالم، حيث نستعرض في هذا المقال، ماذا تشتري الـ 100 دولار اليوم؟ ترتيب أكثر العملات تضرراً من التضخم في 2025.
الأسوأ عالمياً: الانهيار التام في فنزويلا
تتصدر فنزويلا القائمة بلا منافس. فالاقتصاد الذي يعيش سنوات من الانهيار جعل البوليفار الفنزويلي العملة الأضعف عالميًا بفارق ضخم.
وبالأرقام، تساوي القوة الشرائية لـ 100 دولار هناك ما يعادل 15 دولارًا فقط. يمكن أن تدرك على الفور مدى الانهيار وحجم التآكل الهائل في قيمة العملة. هذا الأمر يعكس واقعا اقتصاديًا غير مسبوق حتى بمعايير الدول ذات الأزمات العميقة.
العملات العربية الأكثر تضرراً: السودان واليمن في المقدمة
بالانتقال للعملات العربية، يظهر التقرير تراجعا حادًا في قيمة عملتين عربيتين بسبب أزمات اقتصادية وسياسية ممتدة:
1-الجنيه السوداني
القوة الشرائية لـ 100 دولار انخفضت إلى 67 دولارًا فقط، بفعل حالة عدم الاستقرار وارتفاع الأسعار وتراجع الإنتاج، ما جعل التضخم يضغط بقوة على السكان.
2-الريال اليمني
أما الريال اليمني المثقل بسنوات من النزاع، فقد حافظ على قدر أكبر من القوة الشرائية، لكنه لا يزال متضررًا. إذ تراجعت قيمة الـ 100 دولار إلى 76 دولارًا.
تجدر الإشارة إلى أن الأزمات السياسية وضعف منظومات التمويل وارتفاع أسعار السلع المستوردة جعلت العملتين تعيشان واحدًا من أسوأ أعوامهما.
قوى إقليمية تعاني: تركيا وإيران والأرجنتين
رغم أن دول مثل إيران وتركيا والأرجنتين لديهم اقتصاد أكبر وقدرات إنتاجية أضخم، إلا أن التضخم لم يرحمهم.
الليرة التركية
التقلبات الحادة وتغير السياسات المالية وتراجع الثقة الاستثمارية جعلت قيمة الـ 100 دولار تهبط إلى ما يعادل 76 دولارًا فقط من قدرتها الشرائية الأساسية.
الريال الإيراني
العقوبات الاقتصادية والتدهور المستمر في قيمة العملة دفعا القوة الشرائية للريال الإيراني إلى الانخفاض لتسجل الـ 100 دولار ما يعادل 69 دولارًا فقط.
البيزو الأرجنتيني
على الرغم من أن الأرجنتين بلد غني بالموارد إلا أنه غارق في أزمات ديون وتضخم مزمن. ورغم وجود تحسن طفيف مقارنة بغيره، إلا أن الـ 100 دولار تساوي 78 دولارًا فقط من قيمة عملته الفعلية. ولهذا يعتبر من أكثر العملات تضرراً من التضخم 2025.
اقرأ أيضا: تقرير: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر الاقتصادات الرقمية ديناميكيةً وتطوراً في العالم
عملات أخرى في دائرة الخطر
إلى جانب الدول الكبرى والعربية، تظهر مجموعة من العملات التي فقدت قدرا كبيرًا من قيمتها، حيث وصلت القوة الشرائية لـ 100 دولار إلى الأرقام التالية:
- الدولار الزيمبابوي: 77 دولارًا
- الكيات الميانماري: 77 دولارًا
- الجوردة الهايتية: 77 دولارًا
- الفرنك البوروندي: 77 دولارًا
ورغم اختلاف الظروف بين هذه الدول، إلا أن النتيجة واحدة. التضخم يضغط على المواطنين ويدفع الاقتصادات إلى مزيد من الضعف.
وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن تعرفنا على ماذا تشتري الـ 100 دولار اليوم؟ ترتيب أكثر العملات تضرراً من التضخم في 2025. ويمكن القول بأن التضخم ليس مجرد رقم، بل هو تآكل فعلي وملموس للثروة. حيث يعمل بشكل يومي على تقليص قيمة الأموال، مهما كان حجم المدخرات أو الدولة التي تعيش فيها.
لذلك، يبقى السؤال الأهم، كيف تنجو من هذا الوحش الذي يلتهم الأخضر واليابس؟ الإجابة باختصار، راقب أسعار الصرف باستمرار ووازن مدخراتك وفكر جديا في الاستثمار في أصول تحافظ على القيمة مثل الذهب أو العقار أو حتى العملات المستقرة. لأن 100 دولار اليوم، قد لا تساوي 100 دولار غدا.
