مئات السيارات الفاخرة توقفت عن العمل فجأة في روسيا، ومشكلة اتصال هي الملام
في مثال مقلق على كيفية تحول التكنولوجيا إلى عامل تعقيد بدلاً من أن تكون وسيلة مساعدة، توقفت مئات سيارات بورشه في مختلف أنحاء روسيا عن العمل مؤخراً بعد خلل غامض في نظام أمني يعتمد على الأقمار الصناعية. ولا يزال المحققون يحاولون معرفة سبب هذا الانقطاع. ورغم عدم وجود تأكيد على وجود عمل تخريبي، يرى بعض المراقبين أن هذا الاحتمال لا يمكن استبعاده.
في أواخر نوفمبر، اكتشف مالكو سيارات بورشه في عدة مدن روسية أن سياراتهم إما ترفض التشغيل أصلاً، أو أنها تتوقف بعد وقت قصير من تشغيل المحرك. وأكدت أكبر وكالات البيع في البلاد لاحقاً أن المشكلة تعود إلى فقدان الاتصال بالأقمار الصناعية لنظام Vehicle Tracking System المعروف بـ VTS المثبت داخل المركبة، وهو نظام مخصص لتتبع المركبات وحماية ملكيتها. وعندما ينقطع الاتصال، يفسّر النظام ذلك على أنه محاولة سرقة محتملة ويبدأ تلقائياً إجراءات الحماية، بما في ذلك تعطيل المحرك وقطع الوقود.
في الوقت الحالي، يبدو أن الخلل يشمل أي سيارة بورشه صُنعت بعد عام 2013 وتحتوي على وحدة VTS المثبتة من المصنع.
تمكن بعض المالكين من استعادة التشغيل الطبيعي عن طريق إيقاف وحدة VTS يدوياً أو إعادة تشغيلها. وذكر آخرون أنهم نجحوا باستعادة سياراتهم بعد فصل بطارية السيارة لمدة تصل إلى عشر ساعات. وتفيد تقارير بأن عدة وكالات بدأت بتنفيذ إجراء تصحيحي يتطلب تفكيكاً جزئياً للمركبات المتضررة للوصول إلى مكونات نظام الإنذار.
يذكر أن شركة بورشه كانت قد أوقفت مبيعاتها في روسيا منذ فبراير 2022، لكنها ما زالت تحتفظ بثلاث شركات فرعية محلية لم تتمكن من التخارج منها.
ما يزيد الغموض هو أن المركبات الموجودة داخل روسيا فقط هي التي تعرضت للعطل. وقد دفع ذلك كثيرين إلى الاعتقاد بإمكانية أن يكون الأمر متعمداً، وربما ناتجاً عن تخريب.
تسلط هذه الحادثة الضوء على تزايد الثغرات المرتبطة بإدخال مزيد من التكنولوجيا إلى السيارات الحديثة. ففي هذه الحالة تعطل نظام الأمان المتصل، إلا أن الأبحاث السابقة أظهرت أن سيارات اليوم كثيراً ما تشكل مخاطر كبيرة تتعلق بالخصوصية. ففي عام 2024، كشفت تقارير أن السيارات المتصلة المزوّدة بأنظمة المتابعة البعيدة للمعلومات تنقل سلوك السائق وغيره من البيانات إلى شركات التأمين بشكل روتيني، وغالباً دون علم السائقين الكامل بذلك.
قبل ذلك بأسابيع قليلة، تحدث يوجين كاسبرسكي مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كاسبرسكي للأمن السيبراني عن مخاطر إضافة الكثير من الميزات الذكية إلى السيارات. وتبدو كلماته الآن أشبه بتحذير، حيث قال: «عندما تكون في وسط سيبيريا وتحصل سيارتك على تحديث خاطئ من الإنترنت، فقد انتهى أمرك. أنا لا أمزح، لقد حدث هذا مرةً.»














