مؤسس شركة ناشئة يعطي كل ماله ليديره الذكاء الاصطناعي ويتخذ القرارات المالية بدلاً منه
⬤ قال رئيس شركة DoNotPay الناشئة إنه سلم إدارة أمواله بالكامل إلى نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4 ليديرها.
⬤ يدعي الرئيس أن الذكاء الاصطناعي وفّر عليه 217.85 دولاراً من خلال قيامه بمهام مالية متنوعة.
⬤ يعرف “جوشوا براودر” بكونه شخصية مثيرة للجدل، وشركته تحت دعاوى حالية بسبب استخدامها المثير للجدل للذكاء الاصطناعي.
يبدو أن الشركة الناشئة DoNotPay تنتقل من تطوير “محامي روبوتي” إلى “محاسب روبوتي”. حيث قال رئيس الشركة التنفيذي، جوشوا براودر، إنه سلم إدارة أمواله بالكامل إلى نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4 التابع إلى شركة OpenAI بهدف توفير أمواله.
حيث كتب براودر في تغريدة على منصة تويتر: “قررت تسليم أموالي الشخصية بالكامل إلى GPT-4 (عبر نظام المحادثة الذي تطوره شركة DoNotPay). ولقد منحت AutoGPT إمكانية الوصول إلى حسابي البنكي وبياناتي المالية وسجلّي الائتماني وبريدي الإلكتروني.” وقال الرئيس التنفيذي أن الذكاء الاصطناعي وفّر عليه 217.85 دولارًا من خلال أتمتة المهام التي كانت ستكلفه وقتًا ثمينًا.
لكن بالنظر إلى كون براودر رئيساً لشركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنه قد تكون له مصالح شخصية من مدح هذه الميزة التي ستقدمها شركته، قد لا يكون الأمر بالبساطة التي يدعيها الرئيس التنفيذي.
فيجب ذكر أن شركة DoNotPay تواجه بعض العقبات الكبيرة مع “المحامي الروبوتي” التي تعمل عليه. فعلى الرغم من ترويج الشركة للروبوت على أنه قادر على القيام بأمور قانونية مثل تجنب غرامات المخالفات المرورية باستخدام الذكاء الاصطناعي، فقد وجد محامي متدرب أخطاءً فادحةً في قدرة الروبوت على صياغة المستندات القانونية.
وفي موقف آخر، أحبط مدّعون عامون محاولة براودر لإدخال المحامي الروبوتي خلسة إلى المحكمة عن طريق سماعة مخفية في أذن المدعى عليه توصل له تعليمات من الروبوت. وأنذروه بأن خطوة كهذه قد تؤدي به إلى السجن. هذا إضافة إلى تعرض الشركة لدعوى قضائية بسبب عدم حصول الروبوت على شهادة جامعية في الحقوق.
بعيداً عن مصالح براودر الشخصية، قد لا يكون إعطاء أي ذكاء اصطناعي البيانات اللازمة للدخول إلى حسابك المصرفي خطوة حكيمة. فهي خطوة محفوفة بالمخاطر الأمنية الكبيرة قد تؤدي إلى وصول هذه البيانات إلى أماكن غير محمية، وبالأخص مع الجدل المستمر حول الخصوصية في عالم الذكاء الاصطناعي اليوم.
أما بالنسبة للمهام التي قام بها الذكاء الاصطناعي لتوفير أموال براودر، بدا أنه قام بإلغاء “الاشتراكات غير اللازمة” بما في ذلك اشتراك براودر في نادٍ رياضي، والذي كان يكلفه 80.86 دولاراً شهرياً. ثم بدأ الروبوت بالإبداع قليلاً عند كتابته “لرسالةً قانونية مقنعة” لاسترداد سعر خدمة إنترنت لم تكن بالمستوى المطلوب على رحلة طيران ركبها براودر في السابق. ووفقاً لبراودر، تمكن الذكاء الاصطناعي من التفاوض بالنيابة عنه لتوفير أكثر من 100 دولار من فاتورته الشهرية لخدمة البث Comcast.
وقال براودر: “نعمل على تطوير DoNotPay Chat كملحق لأداة ChatGPT، وعلى موقعنا الإلكتروني، وحتى على iMessage. حفظ حقوق المستهلك هي الوظيفة المثالية للذكاء الاصطناعي!”
لاقى تصريح براودر ردوداً مليئة بالشكوك. فأولاً، سيضطر مستخدمو هذه الأداة إلى تسليم بيانات شخصية ومالية حساسة إلى كل من شركة DoNotPay وذكاء OpenAI الاصطناعي ووضع ثقة كبيرة فيهما. وثانياً، يشك البعض أن هذه الأداة ليست سوى طريقة ملتوية لجمع البيانات الشخصية والمتاجرة بها.
وعبّر آخرون عن قلقهم ناحية إعطاء بياناتهم الشخصية إلى ذكاء GPT المتصل بالإنترنت، فإنهم يفضلون استخدام بيئة منفصلة تحافظ على سرية بياناتهم المالية عن الإنترنت. ولا يجب تجاهل أن GPT-4 يقدم معلومات غير صحيحة في الكثير من الأحيان، وأنه لا يزال غير قادر على التمييز بين الحقيقة والخيال، ناهيك عن فهمه الغريب للأرقام.
باختصار، يجب على براودر وشركة DoNotPay إثبات فاعلية أداتهم على توفير المصاريف وكسب ثقة المستخدمين قبل أن يتوقعوا موافقة العملاء على تسليم بياناتهم الشخصية الحساسة لذكاء اصطناعي.