لمكافحة التنمر الإلكتروني، Instagram تطلق برنامجاً للتعاون مع المدارس الأمريكية

⬤ أطلقت Instagram برنامج Schools Partnership بالتعاون مع مؤسسات تعليمية للمساعدة في مكافحة التنمر الإلكتروني.
⬤ يتيح البرنامج للمدارس الإبلاغ المباشر عن المحتوى الضار، مع منح تقاريرها أولوية المعالجة والتحديثات السريعة.
⬤ يأتي البرنامج ضمن جهود أوسع لحماية الأطفال رقمياً، وسط مناقشات تشريعية أمريكية لتنظيم استخدام التواصل الاجتماعي.
لطالما أثارت منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما Instagram، قلق المعلمين وأولياء الأمور بسبب انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني وتأثيرها على البيئة المدرسية الواقعية. وفي لفتة بارزة لمعالجة هذه الإشكالية، أطلقت المنصة المملوكة لشركة Meta برنامجاً جديداً تحت اسم Schools Partnership بهدف تمكين المدارس من الإبلاغ المباشر عن المخاطر والمساهمة في توفير بيئة رقمية أكثر أماناً للطلاب.
يدخل هذا البرنامج مرحلته التجريبية حالياً، إذ سيكون متاحاً لجميع المدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة. وقد تم تطويره بالتعاون مع الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE)، وجمعية الإشراف وتطوير المناهج (ASCD).
ما يميز هذا البرنامج هو إعطاء الأولوية لمراجعة التقارير التي تقدمها المدارس المشاركة. فعند الإبلاغ عن محتوى ضار، تلتزم Instagram بمعالجة البلاغات سريعاً وتقديم تحديثات للمدرسة حول الإجراءات التي جرى اتخاذها. ومن شأن هذا التواصل المباشر تقليص المدة الزمنية اللازمة لمعالجة قضايا السلامة الرقمية، وهو أمر كان يمثل تحدياً كبيراً للمعلمين في السابق.
للانضمام إلى البرنامج، يتعين على المدارس امتلاك حساب رسمي على Instagram، والذي سيحمل شارة مميزة تدل على مشاركتها. وتشدد Meta على وجوب أن يتولى مسؤولو المدرسة إدارة هذه الحسابات الرسمية، مثل نواب المدراء، لضمان الإبلاغ الفعال عن القضايا المتعلقة بسلامة الطلاب.
بالحديث عن الانطباعات حيال الفكرة، أبدى نيكولاس بيروني، مدير Edgewood Magnet School في مدينة نيو هيفن بولاية كونيتيكت، والذي شارك في اختبار البرنامج قبل إطلاقه رسمياً، ثناءه على المبادرة، مشيراً إلى أن Instagram أظهرت جدية في التعامل مع التقارير المقدمة من المدارس. وأوضح أن مدرسته استخدمت البرنامج للإبلاغ عن حالات تنمر ومضايقات وعنف رقمي، بل وحتى حسابات وهمية تنتحل هوية الطلاب. وأضاف أن هذه الخطوة ساهمت في تقليل المحتوى السلبي الذي شكل خطراً على سلامة الطلاب.
يندرج توجه المنصة الاجتماعية هذا في إطار استجابتها لمطالب متزايدة من قبل التربويين وجماعات الدفاع عن حقوق الطلاب. ففي أكتوبر 2022، أطلق اتحاد American Federation of Teachers (AFT) بالتعاون مع منظمة ParentsTogether عريضة دعت Instagram إلى التعامل بجدية مع الحسابات التي تروج لمحتوى التنمر، كما طالبت بمنح الأولوية للتقارير المقدمة من الحسابات المدرسية الموثوقة، وهو الأمر الذي يستجيب له البرنامج الجديد بشكل مباشر.
إلى جانب تسهيل الإبلاغ عن المحتوى الضار، ستوفر Instagram موارد تعليمية موجهة للمعلمين وأولياء الأمور والطلاب، لمساعدتهم على استخدام المنصة بأمان. وتعكس هذه المقاربة الشاملة التزام Instagram بالتعامل مع المحتوى الضار، وبتوعية المجتمع المدرسي وتعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول لمنصات التواصل الاجتماعي.
يأتي هذا البرنامج وسط جهود تشريعية أوسع لحماية الأطفال على الإنترنت، حيث يشهد الكونغرس الأمريكي مناقشات حول قوانين جديدة، من بينها Kids Off Social Media Act (KOSMA)، الذي يسعى لحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 13 عاماً. كما تم تمرير قوانين أخرى مثل Kids Online Safety Act (KOSA)، وChildren and Teens’ Online Privacy Protection Act (COPPA) في مجلس الشيوخ.
إلى جانب هذا البرنامج، نفذت Instagram مجموعة من الإجراءات لحماية المراهقين، مثل ضبط إعدادات الخصوصية للحسابات الجديدة لمن هم دون 16 عاماً على الوضع الافتراضي «كخاص،» وتقييد الرسائل بين المراهقين والبالغين، بالإضافة إلى توفير أدوات الرقابة الأبوية.
يمكن للمدارس المتوسطة والثانوية في الولايات المتحدة الراغبة في الانضمام إلى المبادرة التسجيل في قائمة الانتظار عبر إعدادات حساب Instagram، ضمن خيار «account type and tools»، أو «business tools and controls،» أو عبر الموقع الرسمي للمنصة.