لماذا يدمن الأطفال ألعاب الفيديو؟
يشعر الكثر من الآباء بالقلق حيال قضاء أطفالهم وقتاً طويلاً في لعب ألعاب الفيديو وخصوصاً لعبة Fortnite، لكن يمكن للآباء أن يرتاحوا قليلاً حيال هذا الموضوع بعد الأبحاث التي أوضحت أن الألعاب لا تسبب اضطرابات مثل الإدمان، لكن يجب على الأهل معرفة الأسباب الأخرى التي تدفع الأطفال للعب الألعاب بشكل إدماني.
يشعر الأهل بالذعر عندما يصبح لعب ألعاب الفيديو على حساب نشاطات أخرى مثل الدراسة والمساعدة في أعمال المنزل، وفي الواقع فإن اللعب المعتدل لألعاب الفيديو مفيد بالنسبة للأبحاث، حيث بينت دراسة أجريت في جامعة أكسفورد أن اللعب لساعة يومياً يحسن نفسية الأطفال.
لكن السؤال المهم هو ما الذي يجذب ملايين الأطفال للعب ألعاب الفيديو بشكل كبير؟ ماذا يجعل التوقف عن اللعب أمراً صعباً على الأطفال؟ يبدو أن الإجابة متعلقة بالاحتياجات الفيزيولوجية التي تحققها هذه الألعاب.
ماذا يبحث عنه الأطفال ولا يحصلون عليه؟
وفقاً للباحثين فإن الناس يبحثون عن ثلاثة أمور ألا وهي :
– التنافس : الحاجة للإتقان والتطور وتحقيق الإنجازات والنمو.
– التلقائية : الحاجة للحرية في التحكم بقراراتنا.
– الاهتمام : الشعور بأننا مهمين للآخرين وأن الآخرين مهمين لنا.
ولسوء الحظ فإن العديد من الأطفال في الوقت الحالي لا يحصلون على هذه الاحتياجات، ففي المدارس لا يشعر الأطفال بهذه الاحتياجات تتحقق بل إنهم على العكس يملى عليهم ما يجب فعله وما يجب أن يفكروا به، فإذا أرادوا الخروج عن موضوع الدرس والتعمق في أمر جانبي فيطلب منهم الالتزام بالمنهج على سبيل المثال.
أما الألعاب فتقدم للأطفال التنافس عندما يتدربون على تحسين مهاراتهم ويخسرون في بعض المراحل ومن ثم يتدربون ويحاولون وينجحون.
وفي لعبة Fortnite على سبيل المثال يمكن للأطفال الالتقاء في بيئة افتراضية للتحادث نظراً لأن فعل ذلك في العالم الحقيقي أمر صعب أحياناً، أما في الأجيال السابقة فقد كان الأطفال يلعبون معاً بعد المدرسة ويقوون روابط الصداقة.
ويكمن الحل في ذلك من خلال قضاء وقت جيد في اللعب مع أطفالك ولا ضير في لعب ألعاب الفيديو لساعة أو ساعتين في اليوم، لكن يجب أن تكون هناك نشاطات أخرى تعوض هؤلاء الأطفال عن ألعاب الفيديو وتحقق لهم الاحتياجات التي يريدونها.