لماذا لا تزال نينتندو ناجحة جداً مع أن أجهزة ألعابها أضعف بكثير من المنافسين
في عالم أجهزة الألعاب اليوم هناك 3 أسماء أساسية فقط، حيث هناك سوني وأجهزة بلايستيشن الخاصة بها، كما هناك مايكروسوفت وأجهزة أكس بوكس الخاصة بها، وبالطبع لا يمكن تجاهل شركة نينتندو التي تعمل في المجال منذ عقود عديدة وتعد واحدة من أقدم شركات الألعاب كما أنها من الأنجح حتى الآن دون شك.
لكن وعند النظر إلى أجهزة الألعاب الحالية من الشركات الثلاثة يمكن ملاحظة اختلاف هائل بينها في الواقع، حيث أن أجهزة ألعاب بلايستيشن وإكس بوكس تتسابق دائماً للحصول على معالجات أقوى ورسوميات أفضل وألعاب أكثر وأكثر تعقيداً، وبالمقابل تغرد نينتندو وحدها خارج السرب مع مشغل ألعاب يمتلك أداء أضعف من الكثير من الهواتف الذكية حتى لكن مستمر بالنجاح الهائل مع مبيع عشرات ملايين النسخ منه.
هذا الاختلاف الكبير في الأداء بين أجهزة الألعاب لم يكن هو الحال دائماً، بل أنه بدأ مع مطلع الألفية تقريباً، حيث استمرت أجهزة ألعاب مايكروسوفت وسوني بالتطور التقني، بينما كانت أجهزة ألعاب نينتندو أضعف بمراحل لكنها بقيت منافسة بقوة باتباعها لأساليب أخرى لجذب اللاعبين، وهنا سنتناول هذه الأساليب الأساسية.
الألعاب الحصرية المميزة
منذ البداية كانت شركة نينتندو حريصة للغاية على كون الألعاب المتاحة على منصاتها حصرية لها ومتاحة للعب عبر أجهزة الألعاب الخاصة بها فقط. هذا الأمر كان يتضمن كون أية لعبة مخصصة لجهاز نينتندو حصرية بالضرورة وأي مطور يخالف القاعدة يحرم من تطوير الألعاب لأجهزة الشركة التي كانت مسيطرة على المجال وحدها تقريباً في الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
مع الوقت تخلت الشركة عن منع المطورين من العمل مع أجهزة الألعاب الأخرى، لكنها احتفظت لنفسها ببعض من أنجح سلاسل الألعاب على الإطلاق، وبفضل هذه الألعاب تمكنت الشركة من الحفاظ على قاعدة لاعبين أوفياء يستخدمون أجهزة ألعاب نينتندو حصراً للاستمتاع بهذه الألعاب.
حالياً تتضمن سلاسل الألعاب الأنجح للشركة (على سبيل المثال لا الحصر) كلاً من:
- Super Mario
- Super Smash Bros.
- Pokemon
- The Legend of Zelda
حالياً هناك بعض الألعاب الخفيفة المتاحة من هذه السلاسل على أجهزة أخرى وبالأخص على الهواتف الذكية، لكن تلك الإصدارات مخففة للغاية عادة كما أنها موجودة لغاية أساسية هي جذب اللاعبين إلى هذه السلاسل وتقديمهم إلى بيئة نينتندو المغلقة.
التركيز على تجربة اللعب بدل الميزات الاسمية
بالنظر إلى الجيل القادم من أجهزة الألعاب، سيكون من المضحك في الواقع مقارنة مستوى أداء بلايستيشن 5 أو Xbox Series X مع نينتندو سويتش، حيث لا مجال للمقارنة أبداً. والسبب هنا ليس أن نينتندو غير قادرة على تطوير أجهزة ألعاب تقدم مستويات أداء قوية كفاية لتقارن مع المنافسين، بل أنها باختصار لا تريد القيام بذلك.
عبر الأجيال الأخيرة كان من الواضح أن نينتندو مهتمة أكثر بتقديم طرق لعب جديدة وغير معتادة لكنها مميزة دون شك، حيث أن Nintendo Wii مثلاً أتى مع قابلية التحكم بالحركة وكان ذلك مميزاً للغاية في حينها لدرجة أن كلاً من مايكروسوفت وسوني حاولا استنساخ نجاح فكرة نينتندو في أجهزة الألعاب الأخرى لكن دون جدوى حقيقية.
الجيل الحالي هو جهاز نينتندو سويتش المحبوب والذي يشكل قفزة هامة بالجمع بين أجهزة الألعاب المحمولة والمنزلية معاً، حيث يمكن استخدامه لأي من الغايتين في الواقع كما أنه فعال في دوره بالطريقتين على الرغم من كون أداءه الإسمي بعيداً جداً عن المقارنة.
بالطبع فهذا لا يعني أن جميع محاولات نينتندو ناجحة بالضرورة، فقد كان جهاز ألعاب GameCube فشلاً تجارياً واضحاً، وتكرر الأمر مع WiiU الذي يعد أفشل أجهزة الشركة مع أنه الجيل السابق تماماً لأجهزة سويتش في الواقع.
اقرأ أيضاً: أفضل ملحقات نينتندو سويتش في 2020
ألعاب مسلية أكثر من كونها مثيرة للإعجاب من حيث الرسوميات
من حيث المظهر، تبدو شخصيات ألعاب نينتندو وكأنها قادمة من سنوات عديدة مضت، فيما أن الشركات المنافسة تستعرض قدراتها بفيديوهات لألعاب واقعية للغاية بحيث يكون من الصعب تمييز شخصيات الألعاب عن الأشخاص الحقيقيين. ومع أن الرسوميات الممتازة هي نقطة إيجابية لأي لعبة دون شك، فهي بعيدة عن أن تكون المعيار الأساسي لجاذبية الألعاب، فاللاعبون سيفضلون اللعبة المسلية والمصممة بالشكل الصحيح عن تلك ذات الرسومات الأفضل لكن مع قصة أقل إثارة للإعجاب أو ميكانيكية لعب غير عملية.
حتى في المجالات التي عادة ما تسيطر عليها الرسوميات قبل أي شيء مثل ألعاب إطلاق النار، تمكنت نينتندو من إظهار تميز ألعابها بتقديم ألعاب Splatoon التي تستخدم رسوميات كرتونية وإطلاق كرات الطلاء بدلاً من الرصاص الحي، ومع أن مظهر اللعبة قد يجعلها تبدو طفولية للكثيرين فهي في الواقع واحدة من أفضل الألعاب التي يمكن تجربتها ضمن المجال.
بتوسيع الأمر ليشمل “ألعاب الحفلات” يظهر تفوق نينتندو الكبير، حيث أن الشركة تصدر العديد من الألعاب ذات الرسوميات الكرتونية والمبدأ البسيط حتى بحيث يكون تعلمها سهلاً للغاية، لكن بالمقابل تكون هذه الألعاب تنافسية للغاية ومسلية للعب الجماعي للأصدقاء وأفراد العائلة مثل ألعاب Mario Kart أو سواها.
في الواقع تمتلك تصميمات نينتندو الميالة للكرتونية نقطة إضافية، فهي مناسبة لجميع الفئات العمرية من المسنين وحتى الأطفال، لذا تعد أجهزة ألعاب نينتندو مثالية للكثير من الأهل الذين يريدون شراء منصة ألعاب لأطفالهم، فالأمور مطمئنة أكثر بكثير من المنصات الأخرى مع غياب العنف التقليدي أو التلميحات والمشاهد المناسبة للبالغين حصراً.
اقرأ أيضاً: شركة Nintendo تعلن نهاية إنتاج جهاز ألعاب 3DS للتركيز على Switch فقط
ضبط الجودة بشكل أفضل
بالطبع فشركة نينتندو ليست الوحيدة التي تفرض العديد من الشروط والمعايير الصعبة على المطورين لقبول ألعابهم، لكن وببساطة فمعايير الشركة أعلى من سواها وعادة ما يكون قبول لعبة ما لجهاز ألعاب مثل سويتش أمراً أصعب من قبولها على المنصات الأخرى.
بالطبع فهذه الفلترة الشديدة تعني غياب الكثير من الألعاب وحتى تقلص مكتبة الألعاب المتاحة، لكن يمكنك المراهنة على أن اختيار لعبة عشوائية من مكتبة ألعاب سيعطي لعبة جيدة وممتعة عادة، فيما أن الرهان على ذلك للمنصات الأخرى ليس رابحاً عادة.