لماذا لا نقدر على ترك شبكة فيسبوك الاجتماعية؟
عزيزي، تعلم جيدا أن مواقع التواصل الاجتماعي مثلشبكة فيسبوك و تويتر وغيرها من المواقع تعتبر في كثير من الأحيان مضيعة للوقت، لكن رغم هذا من الصعب التوقف عن تصفحها، بحيث أصبحنا مدمنين عليها بشكل خطير جدا، و إليك دراسة جديدة في هذا الموضوع تفسر بشكل أوضح المسألة.
عزيزي، اعلم أن تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر على مزاجك بطريقة أكثر مما تتوقعها، و إن كان يراودك بعض الشك في تأثير شبكة فيسبوك على مزاجك، فهناك الكثير من الدراسات التي توضح ذلك.
فقد تم نشر تجارب عينة من مستخدمي الفيسبوك مؤخرا على مجلة أمريكية، إذ توصلوا إلى نتيجة مذهلة و هي أن أغلب مستخدمي الفيسبوك يعانون من فقدان في الثقة و الرضا عن أنفسهم و حياتهم، كما يشعرون بالوحدة و بعض المتاعب في علاقاتهم الاجتماعية.
و نظرا لكل هذه المشاكل، لماذا يجد الكثير منا صعوبة في التوقف عن تصفح الفيسبوك، صعوبة قد تضاهي صعوبة الإقلاع عن التدخين؟
في هذا الصدد فقد قاما باحثان من جامعة استرالية بدراسة هذه الظاهرة، توصلوا لنتيجة بسيطة لكنها مقنعة تتمثل في احساسنا السيئ على توقع الشئ الذي يعطينا المتعة.
تمثلت التجربة في عملية مسح بسيطة بحيث جندت ثلاث مجموعات، الأولى مهمتها اللعب على الفيسبوك، و الثانية مجرد تصفح مواقع على الانترنت، أما الثالثة فمهمتها كانت مجرد ملاحظة ما ينشره الآخرون، و كانت الملاحظة مركزة خاصة على مزاج المشاركين و من حيث المغزى الذي يخرجون به من تصفحهم لهذه المواقع.
نتيجة العملية في الحقيقة لم تبين التأثير السلبي للفيسبوك على مزاج المشاركين فقط، بل أيضا في الشعور بضياع الوقت في أمور تافهة و من دون معنى حسب الأشخاص الخاضعين للدراسة الذين أكدوا ذلك بعد انتهاء مهلة تصفحهم و لعبهم في هذه المواقع، و من هنا تم استنتاج أن مثل هذا الشعور هو من يغير من المزاج باعتبار أن الشعور بعمل شئ لا معنى له يؤثر كثيرا في شخصية الفرد.
إن الأفراد يجهلون تماما الشئ الذي يشعرهم بالسعادة في مختلف مجالات حياتهم، و عليه احتمال القيام بأخطاء من هذا القبيل فيما يتعلق بموقع الفيسبوك وارد جدا، فمن جهة يلعب الموقع على أساسياتنا باعتبار أنها مواقع اتصالية و أن الاتصال ميزة تميز الإنسان، لكن هذا التواصل هو أصل المشكل في الحقيقة، بجيث أن الاكتفاء بمشاهدة صور و تعليقات الأصدقاء و قراءة مختلف أعمالهم و قصصهم هو من يؤثر على مزاجنا و بالتالي يجرنا إلى الاكتئاب.
و باختصار فإن الاستهلاك السلبي في قراءة معلومات الآخرين الذي يشعرنا بضياع الوقت و بالتالي يلقي بضلاله على مزاجنا و تصرفاتنا.
عزيزي، ننصحك بتذكر هذه التجربة المرة القادمة عندما تتصفح شبكة فيسبوك بغرض الترفيه، تذكرها لتجرب مدى تأثير الفيسبوك على نفسيتك و ذاتك و في شعورك و أحاسيسك و مزاجك.
و اعلم أنه توجد الكثير من وسائل الترفيه على الانترنت و يمكن أن تخفف من أعبائك، فهل تعد هذه التجربة كافية لك من أجل التقليل من حضورك على الفيسبوك؟