لماذا قد تفشل منصة Stadia لبث الألعاب من جوجل؟
إذا كنت تملك الكثير من مراكز البيانات الضخمة حول العالم، فسوف يبدو لك كل شيء وكأنّه يجب أن يُبث من هذه المراكز، ولهذا أعلنت جوجل عن منصة Stadia لبث الألعاب في وقت سابق.
منصة Stadia لبث الألعاب هي منصة تفتح نافذة جديدة لشركة جوجل، التي أعلنت عنها في وقت سابق وقدّمتها كطريقة لتوفير الألعاب عالية الجودة إلى جمهور أكبر من خلال تقليل التكلفة.
فبدلاً من شراء منتجات مثل منصات الألعاب المنزلية، أو أجزاء الحواسيب مرتفعة التكاليف، سوف تقوم منصة Stadia لبث الألعاب بتشغيلها في مراكز بيانات جوجل وبثها على أي جهاز يمكنه تشغيل متصفح جوجل كروم.
منصة Stadia لبث الألعاب
جدير بالذكر أنّ هذه المنصة ليست أول خدمة بث للألعاب، فهناك كلاً من Sony PlayStation Now، وGeForce Now من إنفيديا. ومع دخول Stadia إلى هذا السباق – وربما لاحقاً تنضم خدمات أخرى من شركات أمازون ومايكروسوفت وآبل – يبدأ التنافس على الخدمات الألعاب تحت الطلب، أو نتفليكس للألعاب.
ولا يوجد شك في أن صناعة ألعاب الفيديو تتجه نحو نموذج الاشتراكات، لكنني أشك في أن بث الألعاب من السحابة سيكون جزءاً مهماً من هذا المستقبل.
حل يبحث عن مشكلة
إذا كنت ترغب في لعب لعبة الفيديو X، فأنت بحاجة إلى جهاز لتشغيلها، وقد يكون هذا الجهاز عبارة عن منصة ألعاب منزلية (بلاي ستيشن، أو إكس بوكس) أو حاسوب مزود ببطاقة رسوميات قوية.
وكلا الخيارين يُكلّفان الكثير من المال، ثم بعد ذلك سوف تحتاج إلى شراء اللعبة نفسها.
أجهزة كمبيوتر الألعاب ليست رخيصة أبداً، خاصةً إذا قمت باختيار مكونات داخلية حديثة عالية الأداء، وعلى سبيل المثال تبلغ قيمة بطاقة رسوميات RTX 2080 من إنفيديا حوالي 699 دولار أمريكي، وهي ليست الخيار الأعلى سعراً حتى.
أمّا بطاقات الرسوميات المتوسطة فيُمكن الحصول عليها مقابل حوالي 200 دولار أمريكي، لكنّك ستحتاج إلى المزيد من المكونات مثل المُعالج والذاكرة العشوائية والذاكرة الداخلية، وكل هذا يجعل أقل حاسوب ألعاب يصل سعره إلى 500 دولار تقريباً.
ونظراً لتكلفة دخول عالم كمبيوتر الألعاب، فإن خدمة بث ألعاب سحابية تبدو منطقية، لكن منصات الألعاب توفّر بالفعل خيار أكثر ملائمة للميزانية.
حيث تصل أسعار الإصدارات الأولى من أجهزة بلاي ستيشن 4، وإكس بوكس ون إلى حوالي 300 دولار أمريكي فقط، وتوفّر مايكروسوفت حالياً اشتراك باسم Xbox Game Pass يسمح للاعبين بتحميل الألعاب مقابل 9.99 دولار شهرياً.
من جانب آخر، لم تُعلن جوجل عن تسعيرة Stadia ولكننا نعتقد بأنها لن تكون منخفضة التكلفة، فالأجهزة التي ستقوم بتشغيل الألعاب في السحابة لن تكون رخيصة، كما أن ناشروا الألعاب يجب تعويضهم.
كما أن خدمة PlayStation Now متوفرة حالياً بسعر 20 دولار أمريكي شهرياً، ولكن الخدمة مدعومة بالكثير من مكونات منصات الألعاب التي وُضعت في مراكز بيانات سوني، وهي تسمح أيضاً بتنزيل الألعاب، في حين أن البث لا يعمل بشكل جيد إلّا على اتصالات الإنترنت القوية.
السؤال المهم هنا هو: هل ستكون تكلفة Stadia أقل من التكلفة الإجمالية لامتلاك منصة ألعاب منزلية؟
وهناك سؤال آخر هام: ما مدى نجاح Stadia في العمل؟ حيث يعد بث الفيديو عبر الإنترنت أبسط بكثير من بث الألعاب نفسها، ويمكن تحميل الفيديو في وقت مبكر، مما يضمن التشغيل السلس حتى في حالة اتصال الإنترنت غير المستقر.
لكن بالنسبة لبث الألعاب نفسها، يجب نقل كل إطار إلى اللاعب في الوقت الفعلي، ومحاولة تشغيل منصة Stadia لبث الألعاب على الاتصالات الضعيفة ستكون تجربة مُحبطة للغاية.
لا شك أن جوجل تضع الكثير من الوقت والجهد في تقليل زمن الوصول، والتأكد من أن Stadia تعمل بشكل جيد لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.
لكن هل يرغب الأشخاص الذين لا يريدون إنفاق بضع مئات من الدولارات على منصة ألعاب ممارسة هذه الألعاب؟ وهل سيكونوا على استعداد لدفع رسوم اشتراك للقيام بذلك؟ وهل لديهم اتصال قوي بالإنترنت أصلاً؟
في رأي، تبدو أجهزة الألعاب بالإضافة إلى خدمات الاشتراك في الألعاب مثل Xbox Games Pass هي مستقبل الألعاب وليست خدمات البث السحابي. خاصةً وأن اللاعب الذي يبحث عن الأسعار المنخفضة، لن يكون متواجداً في مكان به اتصال إنترنت مستقر عالي السرعة في كثير من الأحيان.