للمرة الأولى في تاريخها، بيتكوين تتجاوز عتبة 100 ألف دولار أمريكي
⬤ شتاء الكريبتو ينتهي رسمياً مع استمرار العملات المشفرة بتحقيق انتصارات هامة وارتفاع شديد في القيمة.
⬤ وصلت قيمة عملة بيتكوين إلى 102 ألف دولار أمريكي، محققة ارتفاعاً يزيد عن 130% منذ مطلع العام.
⬤ بالتزامن مع الأمر، قال رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي أن بيتكوين منافسة للذهب وتلعب دوره اليوم.
واصلت العملة المشفرة الأولى والأعلى ثمناً، بيتكوين، صعودها الصاروخي لهذا العام لترتفع من حوالي 99 ألف دولار يوم أمس، لتتعدى 103 آلاف دولار لبعض الوقت صباح اليوم، قبل أن تستقر عند 102 ألف دولار تقريباً. وبذلك حققت العملة ما كان يبدو حلماً بعيد المنال وضرباً من الخيال بنظر الكثيرين مع كسرها لعتبة 100 ألف دولار.
مع هذا الارتفاع الجديد، تكون العملة المشفرة قد ارتفعت بحوالي 42% مقارنة بقيمتها قبل شهر واحد، في 5 نوفمبر، قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية التي أعادت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
قبل فوزه بالرئاسة، كان ترامب قد تقرب بشدة من مجتمع الكريبتو، وحتى أنه حضر أحد المؤتمرات المتخصصة بالعملات المشفرة محولاً موقفه المعارض بشدة لها في السابق ليصبح أحد أهم أنصارها. وأتت الدفعة الأكبر للمجال ربما من تعيينات ترامب الجديدة التي ستأخذ مفعولها مع عودته الرسمية للحكم في يناير القادم.
كان الحدث الأهم في القفزة الأخيرة لبتكوين هو تعيين ترامب لبول أتكينز رئيساً لهيئة البورصات والأوراق المالية الأمريكية (SEC)، حيث إن أتكينز هو مشرع أمريكي سابق، ويعرف عنه موقفه الإيجابي من العملات المشفرة وعمله كمستشار مالي لعدة شركات عملات مشفرة حتى.
سيخلف أتكنز سلفه جاري جنسلر الذي قاد هيئة البورصات والأوراق المالية منذ عام 2021، وعرف عنه موقفه الحازم تجاه مجال الكريبتو، وبالأخص عمليات الاحتيال المنتشرة ضمنه. حيث قاضى جنسلر العديد من الشركات العاملة في المجال، ويرى الكثيرون أنه لعب دوراً مهماً في بداية ما بات يعرف باسم شتاء الكريبتو، والذي امتد طوال عامي 2022 و2023 وتضمن انهياراً لأسعار العملات المشفرة وخسارة للاهتمام الشعبي بها.
بالتزامن مع هذه الأحداث المتسارعة في عالم العملات المشفرة، كان جيروم بول، رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي قد أطلق تصريحاً مثيراً للاهتمام بخصوص عملة بيتكوين. حيث قال بول في حدث جرى مؤخراً: «الناس يستخدمون بيتكوين على أنه أصل مخصص للمضاربة، تماماً كما الذهب. إنها تشبه الذهب، لكنها رقمية. الناس لا يستخدمونها كوسيلة للدفع أو كطريقة لتخزين القيمة، فهي متقلبة بشدة. لذا، بيتكوين ليست منافساً للدولار، بل أنها في الواقع منافسة للذهب.»
لدى تأسيسها عام 2009، كان من المفترض بعملة بيتكوين أن تكون وسيلة دفع رقمية شاملة ومجهولة الهوية تستبدل الدولار والعملات التقليدية الأخرى وتسهل التعاملات المالية. وبينما شهدت العملة المشفرة تبنياً كبيراً للغاية منذ حينها، وبالأخص مع تجاوز قيمتها السوقية الإجمالية 2 تريليون دولار حالياً، فقد عانت من عقبات عديدة. وحتى اليوم لا تزال بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى بعيدة عن كونها وسيلة دفع مستخدمة على نطاق واسع حقاً، وحتى بعد محاولات بعض الشركات الترويج لنفسها عبر إتاحة الشراء بالعملات المشفرة، تراجعت معظم هذه الشركات عن هذا النوع من خيارات الشراء في السنوات الأخيرة.