كيف يغير الذكاء الاصطناعي من مفهوم الأمن السيبراني
يتحول العالم إلى الرقمنة بوتيرة سريعة مما يؤدي إلى تغييرات غير مسبوقة في المجالات المتعددة مثل مجال الأعمال والترفيه وفي ظهور المنتجات الجديدة، ولكن مع حصول المستخدم على ما يريده على الفور من خلال هذا العصر الرقمي تتزايد التهديدات السيبرانية كل يوم بوتيرة سريعة، وأحد أهم التهديدات المدمرة التي يشكلها هو أن المعلومات الخاصة معرضة للخطر بشكل لم يسبق له مثيل.
شهد العقد الماضي أو نحو ذلك المئات من حالات سرقة الهوية وخسارة الأموال وانتهاكات البيانات حيث أن الهجمات الإلكترونية بطبيعتها منتشرة للغاية وتؤثر على كل فرد ورجال الأعمال والهيئات الحكومية على حد سواء.
هل يشكل الذكاء الاصطناعي عقبة أمام الأمن السيبراني؟
يتسارع الذكاء الاصطناعي بسبب إمكانياته المذهلة ويستخدم المتسللين هذا التطور لتعزيز وتوسيع الهجمات بصورة كبيرة، وأخطر استخدام يمكن أن يربط بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني هو الأتمتة حيث يمكن للمخترق أتمتة الهجمات الإلكترونية على نطاق واسع وتنسيق هذه الهجمات، وستشهد الجريمة الإلكترونية منحى جديد إذا تعلم المخترقون التعلم الآلي واستخدام الذكاء الاصطناعي.
الأمر الثاني، أنه عند استخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة في استبدال الأعمال من الموظفين إلى الآلة يمكن أن يضر خفض التكلفة بأمن الشركة، حيث يمكنها تخفيض راتب مهندس الأمن السيبراني ولن يستطيع القيام بمهامه، وتنظر الشركة إلى ذلك بأّنها تسعى إلى تخفيض الرّواتب بتقدّمها التّكنولوجي ولكن هذا غير صحيح.
يمكن أن يؤدي التّقدم الإضافي في الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى ظهور أنواع جديدة من التهديدات السيبرانية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا اختراق ثغرة النظام بشكل أسرع وأفضل من قدرة الإنسان، ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإخفاء الهجمات بشكل فعّال لدرجة أن المعرّض للاختراق قد لا يعرف أبدًا أن شبكته أو أجهزته قد تأثرت.
لذلك، فإن الآثار الرئيسية الناتجة للذكاء الاصطناعي على مشهد التهديدات هي زيادة التهديدات والهجمات الحالية، وتطوير تهديدات جديدة، وتنوع طبيعة التهديدات الحالية.
هل توجد نواحي إيجابية؟
أحدث الذكاء الاصطناعي تطورات في التكنولوجيا ظهرت بقوة في مجال الأمن السيبراني من حيث ظهور الأدوات والتقنيات التي طورها ودعمها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كجزء متخصص فرعي من علم الذكاء الاصطناعي حيث يمكن استخدامه في أتمتة الأعمال وخدمة العملاء في مختلف القطاعات وبالطبع كل القطاعات تتعلق بالأمن السيبراني وأمن المعلومات.
يعد التعلم الآلي هو جزء من الذكاء الاصطناعي والذي ثبت أنه مفيد للغاية عندما يتعلق الأمر باكتشاف التهديدات السيبرانية بناءً على تحليل البيانات وتحديد التهديد قبل أن يستغل ثغرة أمنية في أنظمة المعلومات الخاصة بالشركات، حيث يمكّن التعلم الآلي أجهزة الكمبيوتر من استخدام الخوارزميات وتكييفها بناءً على البيانات المستلمة والتعلم منها وفهم التحسينات اللاحقة المطلوبة للحد من التهديدات في مجال الأمن السيبراني، كما يمكن للتعلم الآلي التنبؤ بالتهديدات.
اقرأ أيضًا:
4 طرق لمنع الجريمة الإلكترونية في الشركات الصغيرة