كيف سيؤثر قرار حظر هواوي على المكونات الداخلية لأجهزتها؟
بعد إعلان جوجل، لم تعد شركة هواوي قادرة على العمل عبر نظام أندرويد وهو انعكاس لقرار الولايات المتحدة بإضافة الشركات التقنية الصينية العملاقة إلى “قائمة الشركات المحظورة” داخل الولايات المتحدة.
قد يكون التأثير الحقيقي على شركة هواوي هائلًا، في حين أننا غالبًا ما نشير إلى أجهزة الشركة على أنها “صينية” بكل بساطة، لكن في الواقع الأمر أكثر تعقيدًا، فهي تستورد أجزاء وخبرات من جميع أنحاء العالم، ويُمكن قول ذلك الشيء نفسه بالنسبة لأمثال شركة أبل والتي تعتمد جزئيًا على الأقل على رقائق منافستها سامسونج.
للحصول على فكرة حول مدى اضطراب هذا القرار الأمريكي، دعونا نلقي نظرة على مكون واحد فقط من جهاز هواوي بي 30 برو وهي اللوحة الأم، فهي لوحة قد تكون بالكاد بطول الإصبع، لكنها لوحة تعتمد على شبكة من سلاسل التوريد المعقدة والمصادر لجعلها ممكنة وبأسعار معقولة.
في الصورة السابقة:
أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية (1) وشريحة الصوت (4) مصنوعة من قبل شركة هاي سيليكون التي مقرها الصين ومملوكة بالكامل من شركة هواوي وهو المكان الذي تنتهي فيه التكنولوجيا المحلية.
اقرأ أيضًا >> رفع الحظر عن هواوي مؤقتًا لتعاود التعامل مع الشركات الأمريكية
الوحدة الأمامية للرقاقة (2) والتي تجعلها قادرة على التعامل مع إشارات شبكة الهاتف المحمول وتصنع بواسطة شركة سكاي ووركس وهي شركة أشباه موصلات مقرها في ماساتشوستس الأمريكية والتي تقع تحت قيود الولايات المتحدة.
كذلك وحدة إضافية للواجهة الأمامية (3) للتعامل مع الترددات الراديوية والتي تصنع من قبل شركة كورفو والتي تقع في غرينزبورو بولاية كارولينا الشمالية وستتأثر بذلك الحظر.
على الجانب الخلفي، تصمم وحدة تخزين الفلاش (5) بواسطة مايكرون تكنولوجيز وهي شركة متخصصة في مجال أشباه الموصلات منذ 40 عامًا ويقع مقرها في أيداهو بالولايات المتحدة وتأتي 13% من إيرادات مايكرون السنوية من إمدادات شركة هواوي.
اقرأ أيضًا >> هواوي أنشأت نظامها الخاص كخطة بديلة لمواجهة الحظر الأمريكي
وأخيرًا، ستجد ذاكرة الوصول العشوائية الديناميكية DRAM والتي تم تصميمها بواسطة شركة اس كيه هينكس وهي شركة من كوريا الجنوبية تزود مكونات أبل وغيرها من الشركات، ورغم أنها لا تتأثر بالقيود الأمريكية إلا أن هناك مشاكل دبلوماسية بسبب رفع الأسعار.
مستقبل غير متوقع
هذه كانت مجرد تفاصيل لوحة أم واحدة في جهاز واحد، ففي العام الماضي أصدرت شركة هواوي قائمة بمزودي رقاقاتها الأساسيين وشملت 33 شركة أمريكية بالإضافة إلى اضطرار جوجل إلى التراجع عن توفير إصدارها من نظام أندرويد، وتبعتها شركات أخرى مثل كوالكوم وإكسلينكس وبرودكوم وانتل امتثالًا لقرار الحظر.
يتوقع المحللون أن يشجع القرار رغبة الصين في بناء المزيد من التقنية داخل حدودها، وستكون خطوة صعبة ومكلفة وفي بعض المناطق دون المستوى المطلوب، ولكن على المدى الطويل ستتمكن الصين من وضع معاييرها الخاصة على التقنيات المستقبلية.