كيف تقود شركة HP موجة الحواسيب الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي | مقابلة مع نائبة الرئيس الأولى لشركة HP
على خلفية حدث أخير أقامته شركة HP لشركائها في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، استعرضت الشركة أحدث ابتكاراتها وخدماتها والميزات التي تقدمها، ومنها كانت سلسلة جديدة من الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمعالجات الدقيقة (MPU).
خلال حدث شركاء Amplify HP، الذي كانت مينا تك حاضرة فيه، تسنت لنا الفرصة لقاء واينتي سانمارتن، نائبة الرئيس الأولى ومديرة قسم الأنظمة التجارية وحلول العرض لدى HP، ويولاندا ريفاس، المديرة الأولى لقسم إدارة الحواسيب المحمولة التجارية في شركة HP. وضمن مقابلتنا، أجرينا النقاش التالي:
هل يمكنكما أن تتوقعا كيف سيختلف مستقبل العمل بين مناطق العالم المختلفة؟
واينتي سانمارتن:
أعتقد أن مستقبل العمل سيتغير بشكل جذري في جميع أنحاء العالم. ولن تتغير بيئة العمل وحدها، بل ستتغير طبيعته أيضاً بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيساعد العاملين في ثلاثة مجالات: الأول هو ما نسميه بالمهام غير المُنتِجة مثل تلخيص الاجتماعات، والثاني نسميه المهام الإنتاجية مثل تدوين الملاحظات، والمجال الثالث هو ما نسميه المهام الخارقة، تلك التي لم تعتقد أنك قادر على القيام بها من قبل مثل مقدرتي، كمديرة قسم منتجات، على رسم صورة لحاسوب مستقبلي بنفسي.
أعتقد أننا سنرى الذكاء الاصطناعي يؤثر على هذه المجالات الثلاثة في جميع مناطق العالم.
ما سيختلف وفقاً للمنطقة هو قدرتها على التكيّف أو تقبّل هذه التغييرات في طبيعة العمل. وإذا تحدثنا على وجه التحديد عن الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، فيمكنني أن أخبرك أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أكثر انفتاحاً وأقل اهتماماً بسن التشريعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من أوروبا وآسيا، خاصة في الصين.
كما يتغير تمتُّع العاملين بعلاقة صحية مع عملهم حسب المنطقة، ويتم قياس ذلك بواسطة مؤشر علاقات العمل الخاص بشركتنا. ففي الأسواق النامية مثل الهند وإندونيسيا، يكون مؤشر علاقات العمل أعلى بشكل عام من الأسواق بطيئة النمو مثل اليابان. لذا، تتغير العلاقة الصحية الشاملة بين العمال والعمل بناءً على سرعة نمو الدولة.
هل تخطط شركة HP إلى تركيز جهودها على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها أم في برامجها؟
واينتي سانمارتن:
نحن ندرك تماماً أن طبيعة العمل تتغير. ولا نريد أن نقدم مجموعة من المنتجات، بل بالأحرى نريد تقديم مجموعة من التجارب. ونحن نؤمن بأن فهم كل صناعة، وكل قطاع، وكل شخصيات العملاء سوف يمكننا من تقديم حلول للعامل في العصر الحديث.
يولاندا ريفاس:
مثلاً مع العمل المختلط، شهدنا زيادة بنسبة 70% في استهلاك قوة وحدة المعالجة المركزية في حواسيبنا، وكان علينا أن نبحث في كيفية التعامل مع هذا الأمر الذي أثر على عمر بطارية الحواسيب أيضاً. لذلك، مع هذه الموجة الجديدة من الحواسيب التي نقدمها، فإننا نقوم أيضاً بتسخير قوة المعالج العصبي الذي يعد جزءاً من وحدة المعالجة في هذه الحواسيب والذي يتولى بعض المهام التي كانت تستهلك قوة فائقة.
لذا الآن، يعالج هذه العمليات جزء مختلف من الحاسوب، مما يحرر وحدة المعالجة المركزية للقيام بجميع المهام الأكثر إنتاجية مثل تلك التي تتضمن اتخاذ القرارات والإبداع. وحتى يمكنك القيام ببعضهم على السحابة، ويمكنك القيام ببعضها محلياً على الحاسوب أيضاً. سيكون تطوراً طبيعياً أن تبدأ جميع البرامج على الحواسيب باستخدام المعالجات الدقيقة للقيام بهذه العمليات. والرحلة للوصول إلى هذه المرحلة تبدأ منذ اليوم بالتأكيد.
تعد الكاميرات في أجهزتنا واحدة من الأجزاء التي تشهد هذا التغير المثير للاهتمام. إذ تقوم ميزات Windows Studio Effect الآن بتمويه خلفية تسجيلات الفيديو، وتصحح نظرات العين لتكون مواجهة للكاميرا، وكذلك تحرك إطار تصوير الكاميرا تلقائياً. وهذه جميعها مهام كانت تنفذ في وحدة المعالجة المركزية، ولكنها الآن تحدث على المعالج العصبي في الجهاز.
لماذا تعتقدان أن الحواسيب الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي التطور التالي في مشهد الحوسبة؟
واينتي سانمارتن:
بشكل عام، هناك أربعة مجالات رئيسية يفيد فيها الذكاء الاصطناعي. أولها هو أنه أسرع، وفي بعض الحالات أرخص، أو يستهلك طاقة أقل. فأن قيام المعالج العصبي بمعالجة البيانات غير المنظمة سيكون أكثر كفاءة. كما أنه يتيح للعملاء خصوصية عالية لأنّ العمليات تحدث على الجهاز وتبقى لدى المستخدم؛ فلا يتم إرسال البيانات إلى السحابة مثلاً. وأيضاً نظراً لأن العمليات تبقى داخل الجهاز، فإنها ستساعد العملاء على تخصيص تجاربهم.
هذا بالإجابة على سؤال: لمَ عليك اختيار حاسوب مدعوم بالذكاء الاصطناعي بشكل عام، ولكن إذا سألتني أيضاً عمّا يميّز الحواسيب المدعومة بالذكاء الاصطناعي من HP، فالسبب الأول هو أننا نساعد كل شركة على استخدام النماذج اللغوية الكبيرة التي قد تكون متاحة لتحسينها وضبطها حسب رغبتهم بشكل فوري بالاعتماد على ملفاتهم، ومعرفتهم، وعملائهم فقط.
نحن نقوم بأشياء من شأنها أن تسمح للحاسوب بأن يكون أكثر إنتاجية. ولا يقتصر هذا على إضافة المعالجات العصبية، فإننا ندمج الذكاء الاصطناعي الذي يعرف سياق الاستخدام ويمكنه توفير استهلاك طاقة البطارية عبر التحكم بالأداء.
سيتم ذلك بطريقة تسمح بمزيد من الاتصال بين الناس، كما هو الحال في الضبط الدقيق للصوت والفيديو، وإلغاء الضوضاء، وتحريك إطار تصوير الكاميرا تلقائياً بتقنية الذكاء الاصطناعي. كما أنه يضيف مستوى جديد من الأمان ضد الهجمات السيبرانية ضمن الجهاز نفسه. ونحن لا نفعل ذلك على الحواسيب فقط، بل على شاشات العرض أيضاً.
هناك شركات قد تقاوم الذكاء الاصطناعي وتحذّر موظفيها من استخدامه، هل سيستمر ذلك؟
واينتي سانمارتن:
أعتقد شخصياً أن الشركات التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي ستحل محل تلك التي لا تستخدمها، بسبب جميع ما قلته سابقاً. فهذه الأدوات تتولى كل المهام غير المنتجة عن البشر، وتجعلهم أكثر إنتاجية وتمنحهم إمكانيات لم تكن موجودة من قبل.
أعتقد أن تبني الذكاء الاصطناعي رحلة. وإذا سألتني، هل ستنتقل كل شركة إلى الاعتماد كلياً على الذكاء الاصطناعي منذ يوم غد؟ فالجواب هو لا. فهي رحلة تتطلب من كل شركة أن تكتشف الجواب على الأسئلة: ما الشخصيات التي أمثلها كشركة؟ وما هي المهام التي تقوم بها شركتي؟ وما هي المهام الشائعة غير المُنتجة التي يقوم بها موظفي شركتي؟
أما بالنسبة لشركة HP، فنحن سنقدّم حواسيب شخصية مناسبة للجميع. فلقد قدّمنا زر تفعيل روبوت المحادثة Coplilot على حواسيبنا الشخصية، لكن حتى لو أخبرتنا بعض الشركات أنها لا تريد هذا الزر. يمكننا تعطيل الزر وجعله يؤدي إلى عملية بحث عادية في نظام تشغيل ويندوز.
سنحتاج بالتأكيد إلى تحديد الحلول المناسبة لكل نوع من أنواع الشركات. لذلك سنحتاج إلى تعديل المنتجات لتناسب مختلف الشخصيات، وحالات الاستخدام، والمخاوف الأمنية.