كيف تقود سامسونج ثورة الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية؟

في مقابلة حصرية مع السيدة سالي جيونغ، نائب الرئيس للبحث والتطوير لإطار عمل Android لدى شركة سامسونج، كشفت لنا عن رؤية الشركة المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية، وكيف تعيد تشكيل تجربة المستخدم من خلال تقنيات مبتكرة ومتكاملة.
شاهدنا جالاكسي AI العام الماضي، فما الذي تغيّر هذا العام، خاصةً مع One UI 7؟
مع إطلاق سلسلة Galaxy S24، دشنت سامسونج حقبة جديدة في عالم الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. هذا التطوّر جاء نتيجة دراسة معمقة لسلوك المستخدمين، حيث لاحظنا أن احتياجاتهم الأساسية تتمحور حول ثلاث مجالات رئيسية: التواصل، والإنتاجية، والإبداع. ففي المرحلة الأولى، ركزنا على تعزيز التطبيقات الفردية بقدرات الذكاء الاصطناعي، مقدمين ميزات مبتكرة تحسن تجربة المستخدم، مثل محو العناصر غير المرغوبة من الصور والترجمة الفورية المتقدمة.
لكن رؤيتنا امتدت إلى ما هو أبعد من ذلك. فقد أردنا توسيع نطاق فوائد الذكاء الاصطناعي ليشمل شريحة أكبر من المستخدمين ويغطي مجموعة أوسع من التطبيقات. هدفنا كان تحقيق تكامل سلس بين التطبيقات المختلفة، سواء كانت داخلية أم خارجية.
لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، كان لابد من إعادة تصوّر نظام التشغيل بأكمله. لذا، شكّلنا فريق عمل مشترك مع Google لتطوير نظام تشغيل متكامل يضع الذكاء الاصطناعي في صميم تجربة المستخدم. وكانت ثمرة هذا التعاون هي واجهة One UI 7، التي تمثل قفزة نوعية في كيفية تفاعل المستخدمين مع هواتفهم الذكية.
هل لديك تعليق على شراكة Apple مع OpenAI، وهل نحن في خِضم أو في بداية حرب هواتف ذكية أخرى؟
نموذج أعمالنا يختلف جوهرياً عن منهج Apple المغلق. فبينما تتبنى Apple نظاماً بيئياً محكم الإغلاق يستبعد التطبيقات والتقنيات الخارجية، نحن نؤمن بقوة النظام المفتوح والتعاون. شراكتنا مع Google تتجاوز العلاقة التقليدية بين الشركات. نحن نبني معاً نظاماً بيئياً متكاملاً يعتمد على الانفتاح والتعاون المشترك. هدفنا ليس فقط تطوير منصة، بل خلق بيئة تقنية متكاملة تحقق مبدأ المنفعة المتبادلة. هذا النهج التعاوني المفتوح يميزنا في السوق ويتيح لنا تقديم تجربة مستخدم أكثر ثراءً وتنوعاً. نحن لا نبني جدراناً حول نظامنا البيئي، بل نفتح آفاقاً جديدة للابتكار والتطوّر المشترك مع شركائنا.
هل تبحثون عن شراكات أخرى؟ هل هناك أسماء كبيرة على رادار سامسونج؟
نُدرك أن مشهد الذكاء الاصطناعي يشهد تطوّراً متسارعاً في جميع المجالات. يستخدم المستهلكون اليوم مجموعة متنوعة من أدوات الذكاء الاصطناعي لأغراض مختلفة، سواء مهنية أو شخصية. وتقوم استراتيجيتنا على منح المستخدمين حرية الاختيار، مع توفير الدعم التقني الكامل لمختلف وكلاء وأدوات الذكاء الاصطناعي.
في المرحلة الحالية، تركيزنا الاستراتيجي ينصب على تعزيز شراكتنا مع Google لسببين رئيسيين: بناء منصة مشتركة متكاملة، وتحسين التكامل مع التطبيقات الشعبية مثل YouTube وخرائط Google.
هدفنا هو خلق تجربة سلسة وموحدة تجمع بين تطبيقات سامسونج الأساسية وخدمات Google، ونسعى لتقديم أفضل تجربة ممكنة للمستخدم من خلال هذا التكامل، مع التركيز على تحقيق قيمة حقيقية للمستهلك.
رغم أن البنية التقنية تسمح بدعم العديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي، إلا أن التعاون على المستوى المؤسسي لا يزال قيد التطوير ولم تُحدد جميع جوانبه بعد.
هل يمكنك تقديم أي تفاصيل عن موعد إطلاق جالاكسي S25 Edge؟ وما هي خططكم للنظارات الذكية؟
سيتم إطلاق S25 Edge في النصف الأول من 2025. أما النظارات فلن تُطلق هذا العام، لكن العمل جارٍ على تطويرها وسيتم إطلاقها عندما تصبح جاهزة.
نظراً لأهمية اللغة العربية وعدد متحدثيها، هل ستحسّن سامسونج دعمها في ميزات Galaxy AI؟
نعلم أن اللغة العربية مهمة جداً، هناك الكثير من المستخدمين العرب حول العالم. لذا من المهم جداً بالنسبة لنا تطوير ودعم العربية وتطويرها بشكل صحيح ونفهم أن هناك الكثير من اللهجات المختلفة أيضاً.
لذلك لدينا بالفعل معهد بحث محلي في منطقة الشرق الأوسط، حيث نُجري الكثير من الأبحاث ونقوم بتحسين مختلف التقنيات واللغات، وأعتقد أننا نجحنا في إطلاق دعم اللغة العربية مع Galaxy AI.
ما الذي يميز نهجكم في تطوير هواتف Android عن المنافسين؟
نركز على فهمنا العميق لنظام Android وتطوير النظام البيئي حوله. ونقود تطوير تقنيات جديدة مثل الهواتف القابلة للطي ووضع Flex الذي أصبح معياراً في السوق. استراتيجيتنا تقوم على قيادة تطوير هذه المنصة وتوسيع إمكاناتها.
نتبع نهجين لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا؛ النهج الأول يركز على تطبيقاتنا الداخلية مثل المعرض والتقويم، حيث نهدف لخلق تجربة متكاملة تتيح للمستخدمين التنقل بسلاسة بين التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
أما النهج الثاني فيتعلق بالتطبيقات الخارجية، حيث طوّرنا نظام تشغيل ذكاء اصطناعي بالتعاون مع Google. هذا النظام يسمح للتطبيقات الخارجية بالعمل معاً بسلاسة، مما يجعل Android منصة أكثر ذكاءً تفهم احتياجات المستخدم وتسهل تجربته.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسّن حياتنا وتجربتنا مع التكنولوجيا في المستقبل؟
تطوّر نهجنا في استخدام الذكاء الاصطناعي من خلال هواتف Galaxy S24 وGalaxy S25 ليركز على تبسيط تجربة المستخدم بطريقتين أساسيتين. أولاً، بدلاً من التنقل بين التطبيقات المنفصلة ونسخ المحتوى ولصقه، أصبح بإمكان المستخدم إنجاز المهام بسلاسة. كما تقدّم الشاشة الرئيسية الآن تنظيماً شخصياً تلقائياً للتطبيقات المصغرة مثل الطقس والصحة، دون الحاجة لإعداد كل عنصر على حدة.
ثانياً، يمكن للمستخدم الآن التفاعل مع وكيل الذكاء الاصطناعي بلغة طبيعية لتنفيذ مهام متعددة دفعة واحدة عبر التطبيقات المختلفة. نتجه نحو نظام بيئي متكامل يفهم احتياجات المستخدم ويلبيها تلقائياً، خاصة مع تطوّر الأجهزة القابلة للارتداء مستقبلاً.
بعد أكثر من عقدين من عملك في مناصب قيادية بسامسونج، ما أهم التغييرات والثوابت التي شهدتيها؟
خلال 26 عاماً في سامسونج، شهدتُ تطوّر الهواتف من عصر الهواتف البسيطة إلى الهواتف الذكية، وصولاً إلى عصر هواتف الذكاء الاصطناعي الحالي. لقد تغير المشهد التنافسي كثيراً، من نوكيا وموتورولا في الماضي إلى منافسين جدد اليوم. ورغم هذه التغيرات، حافظت سامسونج على مكانتها بفضل عاملين رئيسيين: تأثيرها العالمي الكبير، وقدرتها على التكيف السريع مع التطوّرات التكنولوجية وتلبية احتياجات العملاء.
هذه القدرة على التكيف السريع، خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي المتغير، أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الشركة ونقطة قوتها الرئيسية.