كيف تسهم التقنية في ازدهار المشاريع العقارية متعددة الاستخدامات في دول مجلس التعاون الخليجي

يشهد سوق العقارات في منطقة الشرق الأوسط تحوّلاً جذرياً، مدفوعاً بالتوجّه نحو المشاريع متعددة الاستخدامات وتبنّي التقنيات المتقدّمة للارتقاء بمستويات الكفاءة والاستدامة والابتكار.

يتنامى الزخم العالمي، لا سيّما في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حول هذه المشاريع التي تجمع بين المساحات السكنية، والمكتبية، والتجارية، والترفيهية. فهذه المشاريع تعيد تشكيل أنماط الحياة الحضرية من خلال تقديم تجربة تعزّز التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مع التركيز على توفير سبل الراحة وسهولة الوصول إلى مرافق الخدمات العامة.

تعد دبي نموذجاً عالمياً يُحتذى به في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، كما أشار فيصل دوراني، الشريك ورئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط لدى شركة «نايت فرانك»، إذ تعكس مشاريعها المتنوّعة متعددة الاستخدامات إمكانية تحقيق التوازن بين المساحات السكنية والتجارية والترفيهية من خلال تأسيس مجتمعات نابضة بالحياة وديناميكية.

لماذا تزدهر المشاريع متعددة الاستخدامات في دول مجلس التعاون الخليجي

حي «مدينة إكسبو» في دبي
حي «مدينة إكسبو» في دبي

يلبّي هذا النوع من المشاريع الاحتياجات المُتغيّرة للمدن الحديثة على غرار مدينتي دبي والرياض، مما يوفّر سبل الراحة ويعزز الشعور بالانتماء إلى المجتمع في موقع واحد، إلى جانب المزايا التالية:

  • المرونة: يستطيع المستأجرون ممارسة جميع أنشطة الحياة اليومية، بدءاً من العمل وصولاً إلى الترفيه، دون الحاجة إلى مغادرة المجتمع.
  • جذب المستأجرين: يساهم تنوّع الأصول العقارية في جذب مجموعة واسعة من المستأجرين، منهم العائلات والشركات والسيّاح على حد سواء.
  • الاستدامة: يساهم قِصَر مسافات التنقل وتوفير مساحات للمشي في تعزيز استدامة الحياة الحضرية.

مدينة الخمس عشرة دقيقة

مشهد داخلي لمدينة The Line المستقبلية في مشروع نيوم في السعودية
مشهد داخلي لمدينة The Line المستقبلية في مشروع نيوم في السعودية

تقدّم فكرة «مدينة الخمس عشرة دقيقة» نموذجاً للتخطيط الحضري الذي يركّز على توفير الخدمات الأساسية بالقرب من السكان، بحيث يمكنهم الوصول إلى هذه الخدمات في غضون خمس عشرة دقيقة سيراً على الأقدام من منازلهم.

وبحسب الكلية الجامعية لإدارة العقارات (UCEM)، فإنّ البيئة العمرانية مسؤولة عن نحو 40% من الانبعاثات الكربونية العالمية سنوياً، بدءاً من مرحلة البناء وصولاً إلى مراحل التشغيل والهدم وإعادة التطوير. وفي ظل الدور الكبير الذي يؤديه القطاع العقاري في أزمة المناخ، يتيح نموذج «مدينة الخمس عشرة دقيقة» فرصة لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات وتأسيس مدن مزدهرة.

ويجري تنفيذ هذا المفهوم بطرق مختلفة في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بين هذه الدول:

الإمارات العربية المتحدة:

مدينة إكسبو دبي – مدينة مصممة على طراز «مدن الخمس عشرة دقيقة»، حيث توفّر سبل العيش والعمل والترفيه في بيئة متكاملة. وهي بمثابة مركز أعمال مبتكر متكامل يضم مناطق سكنية حديثة ومساحات ثقافية ومرافق ترفيهية فريدة، بالإضافة إلى المطاعم ومتاجر التجزئة، وكل ذلك في مدينة مستدامة واحدة.

مواضيع مشابهة

المملكة العربية السعودية:

ذا لاين – مشروع يمتد لمسافة 170 كيلومتراً، بارتفاع 500 متر فوق سطح البحر، لكنه لا يتجاوز 200 متر عرضاً. يعيد «ذا لاين» صياغة مفهوم التطوير الحضري وبنية مدن المستقبل.

ومع استمرار نمو السكان في المناطق الحضرية وتغيَر توقعات المستأجرين، بات من الضروري أن يتبنّى مالكو العقارات حلولاً مبتكرة تكسبهم فعالية في إدارة هذه المجتمعات المعقّدة متعددة الاستخدامات.

دور التقنية في إدارة المشاريع متعددة الاستخدامات

من الأهمية بمكان اعتماد أدوات قادرة على التعامل مع تحديات دمج أنواع متعددة من الأصول ضمن نظام يقدّم حلاً متكاملاً. فلا يقتصر الدمج بين التقنية والمشاريع متعددة الاستخدامات على تحسين الكفاءة التشغيلية فحسب، بل يعزّز أيضاً تجربة المستخدم عامةً، مما يجعل هذه المجتمعات العقارية أكثر جاذبية للمستثمرين والمستأجرين على حد سواء.

«ياردي»: الحل الموحّد لإدارة المشاريع متعددة الاستخدامات

تدعم منصة «ياردي» المتكاملة لإدارة الأصول والعقارات والاستثمارات حلولاً متطورة تلبي الاحتياجات الفريدة للمشاريع متعددة الاستخدامات، وذلك من خلال:

  • عمليات مبسّطة: ضمان سلاسة سير العمليات عبر مختلف أنواع الأصول من خلال إدارة المساحات السكنية والتجارية والترفيهية عبر منصة واحدة.
  • الإدارة المالية: تبسيط العمليات المحاسبية من خلال أتمتة عمليات الفوترة والتحصيل وإثبات الإيرادات، مع اقتران ذلك بتقديم رؤى وتوقعات فورية.
  • الإنشاءات والمشتريات: إمكانية التتبع الفوري للجداول الزمنية والميزانيات وإدارة الموردين.
  • إشراك المستأجرين: أتمتة تعاملات المستأجر بالكامل، بدءاً من جلب المستأجرين المحتملين وصولاً إلى إدارة عقود الإيجار، مما يضمن التواصل السلس مع المستأجرين وزيادة معدلات رضاهم.
  • إدارة مرافق الخدمات العامة: إتاحة الإدارة الاستباقية لأعمال الصيانة والموردين عبر اعتماد استراتيجيات الصيانة الوقائية والتنبؤية التي تقدّمها منصة «ياردي»، مما يضمن تشغيل المرافق بكفاءة.
  • اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات: تمكين مديري العقارات من خلال تقديم رؤى فورية حول أداء الأصول وسلوك المستأجرين وتوجّهات السوق.

قصة نجاح لعملاء «ياردي»: شركة «إعمار»

بدعم من منصة «ياردي» السحابية المتكاملة، تمكّنت شركة «إعمار»، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في دولة الإمارات العربية المتحدة، من تعزيز كفاءتها التشغيلية وتقديم تجربة مميّزة للمستأجرين عبر أصولها المتنوّعة، والتي تشمل العقارات السكنية، والتجارية، والترفيهية. ومع تبنّي التحوّل الرقمي، تواصل «إعمار» وضع معايير جديدة في إدارة العقارات وتحقيق رضا المستأجرين.

مستقبل المشاريع متعددة الاستخدامات في دول مجلس التعاون الخليجي

مع تزايد الإقبال على هذه المشاريع في دول مجلس التعاون الخليجي، ستزداد الحاجة إلى حلول تقنية متطوّرة مثل تلك التي تقدّمها منصة «ياردي». سواء كان الأمر يتعلق بإدارة مجتمعات تركّز على تأسيس مساحات سكنية تضم مساحات تجارية وترفيهية، أو تطوير مشاريع تجارية بحتة، فإنّ مديري العقارات بحاجة إلى منصات شاملة وقابلة للتطوير تلبّي الاحتياجات المتغيّرة للمستأجرين.

ومن خلال تبنّي أدوات مبتكرة قادرة على إدارة جميع العمليات، بدءاً من الاستثمارات وصولاً إلى أعمال الصيانة، يمكن للمطوّرين ومالكي العقارات إنشاء مجتمعات نابضة بالحياة وفعالة ومستدامة تزدهر في عالمنا الحديث.

شارك المحتوى |
close icon