كمبيوتر المستقبل: صديق أم عدو؟
لا شك في أن كمبيوتر المستقبل يصاحبه الكثير من الأفكار المجهولة، فقد اصبح تطبيق سيري وتطبيق واتسون ينبهوك بالأحداث قبل حدوثها ويجاوبونك عن جميع أسئلتك، ربما سيسألون لاحقا عن سبب ومدة طاعتهم وانصياعهم لاجابتنا في المستقبل. النقطة النهائية لهذا التسلسل المنطقي للأفكار يسمى الذكاء الإصطناعي المتقدم، الكمبيوتر يغطي نور الانسان في كل الابعاد. بالطبع الفكرة نفسها ترعب الكثير مما يجعل الكثيرين يخافون من المستقبل التكنولوجي وليس من الواضح ما إذا كان الذكاء الإصطناعي مساعدا للبشرية أم مدمرا لها. التقنية لها دور في الأساس ان تزيد أستذتنا بالطبيعة وأن تقلل من نسبة الفرصة الضائعة بحياتنا، بناء كمبيوترات فائقة الذكاء قد يحرر الفرصة لتعود منتقمة. الذكاء الإصطناعي هو مجازفة كتذكرة اليانصيب، إذا فزنا فإن الحياة وردية أما إذا خسرنا فقد يخرجنا الكمبيوتر من منازله.
ولكن حتى الذكاء الاصطناعي “القوي” هو فرصة واقعية وليس مقترح غامض ولكن لن يحصل في الوقت القريب، ربما يكون القلق الاكبر في القرن الثاني والعشرين. الخوف المجهول المصير من المستقبل لا يجب ان يمنعنا من العمل بخطط ذات اهداف الآن، ويناقش المتخوفون على الغاء بناء الكمبيوترات الذكية بينما مغامروا المستقبل يفرحون بالتقدم. هؤلاء الموقفين متناقضين ولكنهم لا يشكلون الصورة الكاملة اذ لا بد للعقال في وجهة نظر وسطية بين الاثنين لبناء مستقبل افضل. كلما نجد طريقة يخدمنا فيها الكمبيوتر افضل كلما وجدنا حلولا اكثر لم نكن نتخيلها.
مستلهمة من كتاب بيتير ثييل من الصفر الى واحد