كما الخيال العلمي: الأرجنتين تريد استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالجرائم قبل ارتكابها

⬤ أصدر الرئيس الأرجنتيني قراراً بإنشاء وحدة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن وإنفاذ القانون.

⬤ ستكون من مهام الوحدة الجديدة كشف التهديدات المحتملة، وتوقع الاضطرابات، ومحاولة التنبؤ بالجرائم قبل ارتكابها.

⬤ تعرض المشروع لانتقادات عديدة، وكان أحدها هو أنه يبدو أمراً أقرب للخيال ومجرد تقليد لأفلام الخيال العلمي.

بعد قراره بإغلاق وكالة المخابرات الفيدرالية الأرجنتينية (Federal Intelligence Agency)، واستعادة الهيكل السابق المتمثل في الأمانة العامة للاستخبارات (SIDE Secretariat of Intelligence of the State)، يتجه الرئيس الأرجنتيني، خافيير مايلي، نحو تطبيق تعديلات كبيرة في آلية عمل وحدة الأمن الأهم في البلاد، وذلك من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتنفيذ مهام أقرب للخيال العلمي.

ضمن خططه لتقليص عدد العاملين في الدولة عبر اللجوء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن الدور الأول الذي سيعطيه الرئيس الأرجنتيني لهذه التقنية سيكون فعلياً توسيع مهام الوكالات الحكومية، حيث أصدرت حكومته يوم الاثنين المنصرم قراراً باستحداث ما يسمى وحدة الذكاء الاصطناعي التطبيقية للأمن (Artificial Intelligence Unit Applied to Security)، في سعي نحو تحسين كفاءة مختلف قوات الأمن، وتحقيق استجابة أسرع وأكثر دقة للتهديدات والحالات الطارئة.

مواضيع مشابهة

ستتبع وحدة الذكاء الاصطناعي لوزارة الأمن، وستتألف من ضباط شرطة ووكلاء من قوات الأمن الأخرى. ووفقاً لنص القرار الرسمي، ستشمل مهامها «دراسة المنصات الاجتماعية المفتوحة، والتطبيقات، والمواقع الإلكترونية»، حيث ستسعى إلى «كشف التهديدات المحتملة، وتحديد تحركات الجماعات الإجرامية، أو توقع الاضطرابات». كما ستعمل على «تحليل صور كاميرات الأمن في الوقت الفعلي من أجل اكتشاف الأنشطة المشبوهة، أو تحديد الأشخاص المطلوبين باستخدام التعرف على الوجه». كما يمنحها القرار صلاحيات تبدو وكأنها قادمة من عالم الخيال العلمي، والمتمثلة في «استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات التاريخية للجريمة، وبالتالي، التنبؤ بالجرائم المستقبلية». وسيكون الهدف الآخر هو اكتشاف «المعاملات المالية المشبوهة أو السلوك الشاذ الذي قد يشير إلى أنشطة غير قانونية».

لن تنحصر مهام الوحدة الجديدة في التعامل مع المساحات الافتراضية فقط، بل سيكون بمقدورها «دراسة مناطق واسعة باستخدام الطائرات بدون طيار، وتوفير المراقبة الجوية والاستجابة لحالات الطوارئ»، بالإضافة إلى أداء «المهام الخطرة، مثل نزع فتيل المتفجرات، باستخدام الروبوتات».

في إطار ردود الفعل على القرار، حذر العديد من الخبراء والمنظمات المدنية من أن وحدة الذكاء الاصطناعي الجديدة ستهدد حقوق المواطنين، موجهين انتقادات تتعلق بانتهاك الخصوصية، ومنح عدد متزايد من الأطراف الأمنية صلاحية الوصول إلى معلومات حساسة. فضلاً عن التشكيك بأهلية المقارنة بين النظام المزمع تطبيقه في الأرجنتين وما لدى دول أخرى مثل فرنسا أو الصين. لكن التساؤل الأبرز ارتبط بالجوانب العملية والأخلاقية لأنظمة التنبؤ بالجريمة والتي ستكون من بين المهام المسندة للوحدة الجديدة.

تعيد تلك السجالات إلى الأذهان قصة فيلم الخيال العلمي الشهير The Minority Report، والذي صدر في العام 2002، وكان يتناول نظاماً مشابهاً يقوم بتوقع الجرائم قبل ارتكابها ويمنح للقوات الأمنية صلاحيات لاعتقال هؤلاء المجرمين المفترضين قبل أن يفعلوا شيئاً حتى.

شارك المحتوى |
close icon