شركة Space Exploration Technologies Corp المعروفة اختصاراً باسم SpaceX أو سبيس اكس هي شركة أمريكية خاصة لصناعة الطيران والفضاء ومقرها في هاوثورن كاليفورنيا، تأسست في عام 2002 بواسطة رائد الأعمال إلون ماسك.
قام إلون ماسك بتأسيس شركة سبيس اكس بهدف تخفيض تكلفة السفر إلى الفضاء وتمكين البشر من استعمار المريخ.
مؤسس سبيس اكس
هناك عدد قليل جداً من الأشخاص الذين لا يعرفون إلون ماسك، وهو معروف أيضاً باسم “الرجل الحديدي” في إشارة إلى شخصية أفلام الحركة الشهيرة.
إلون ماسك هو أمريكي من أصل جنوب أفريقي وهو الواجهة الرئيسية لشركة سبيس اكس واستطاع أن يجعل تسلا تزدهر في صناعة السيارات الكهربائية عندما تخبّط الآخرين. وقبل تسلا، قام بتأسيس عدّة شركات أخرى وكان جزءاً من مافيا باي بال، ويمتلك سبيس اكس وتسلا بالإضافة إلى بعض الشركات الأخرى.
أصل سبيس اكس
على مر العصور، نظرت الحضارة الإنسانية دوماً إلى النجوم وتساءلت عما يحدث هناك. لقد تعلمنا الكثير عن الفضاء ولكن لم نتقدّم في استكشافه لفترة طويلة من الزمن.
مع مرور الوقت، زادت أيضاً القدرات التقنية لدينا ولكن السفر إلى الفضاء ظل متخلفاً إلى حد كبير عن هذا التقدّم التقني، وبحلول نهاية القرن العشرين وحتى بداية القرن الحادي والعشرين، كان السفر إلى الفضاء لا يزال مكلفاً وبالتالي كان يُدار بواسطة جهات حكومية بالكامل.
لكن إلون ماسك – الرجل الذي اختار أن يملك أحلاماً كبيرة – بدأ يغير السيناريو بأكمله عبر حلمه الكبير سبيس اكس.
كانت رؤيته الأولية هي تصميم صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام بحيث تكون غير مكلفة نسبياً، وذات خصائص سفر مماثلة لشركات الطيران التجارية. في أوائل عام 2000، اتصل إلون ماسك بأعضاء برنامج الفضاء الروسي ثلاث مرات للوصول إلى الصواريخ الروسية التي تم تجديدها من أجل بدء حلمه في الفضاء.
لكن لسوء الحظ، فشلت الصفقة، وبعد ذلك أدرك أنّه لا يحتاج إلى الروس أو أي شخص آخر لأن تقنية الصواريخ ظلت كما هي إلى حد ما منذ الستينيات.
لذلك حتى يتم إحراز أي تقدّم حقيقي، يجب أن تكون هناك طريقة جديدة تماماً لفعل الأشياء بطريقة أفضل، ولأن الكثير من الناس لم يكونوا مؤمنين بالسفر إلى الفضاء عبر شركات خاصة، كان على إلون ماسك أن يفعل ذلك بنفسه وعبر ماله الخاص.
في النهاية، تمكّن من خفض تكلفة بناء الصواريخ عبر تبسيط العملية، حيث يتم تصنيع حوالي 80 في المائة من جميع أجزاء أي صاروخ سبيس اكس داخلياً عبر الشركة نفسها.
التمويل
منذ عام 2002، حصلت سبيس اكس على غالبية تمويلها من قِبل إلون ماسك نفسه، حيث زود الشركة بحوالي 100 مليون دولار من ماله الخاص.
وفي عام 2008، جمعت الشركة حزمة تمويلية بقيادة أموال مؤسسها بقيمة 29 مليون دولار.
ثم في أوائل عام 2012، كان ما يقرب من 75 في المائة من أسهم الشركة مملوكة لإلون ماسك، وُقدّرت وقتها أسهمه البالغة 70 مليون سهم بحوالي 875 مليون دولار.
وفي يناير 2015، جمعت سبيس اكس مليار دولار من جوجل وفيديلتي للحصول على حصة قدرها 8.33 في المائة من الشركة، وبذلك وصلت قيمتها إلى 12 مليار دولار.
وفي يوليو من عام 2017، جمعت الشركة 350 مليون دولار أخرى عند قيمة 21 مليار دولار.
الإنجازات
استطاعت شركة سبيس اكس تحقيق العديد من الإنجازات منذ تأسيسها في 2002، مثل:
28 سبتمبر 2008 – أصبح صاروخ فالكون 1 أول صاروخ يعمل بالوقود السائل بتمويل من القطاع الخاص يصل إلى المدار الخارجي.
9 ديسمبر 2010 – نجحت سبيس اكس في إطلاق مركبة فضائية من طراز فالكون 9 ليدور حول الأرض، وبذلك أصبحت أول شركة قطاع خاص تقوم بذلك.
25 مايو 2012 – أصبحت أول شركة خاصة ترسل مركبة فضائية إلى محطة الفضاء الدولية.
3 ديسمبر 2013 – أصبحت أول شركة خاصة ترسل مركبة فضائية إلى مدار متزامن مع الأرض.
22 ديسمبر 2015 – كانت رحلة فالكون 9 رقم 20 هي أول هبوط ناجح للمرحلة الأولى من صاروخ مداري على الأرض.
8 أبريل 2016 – رحلة فالكون 9 رقم 23، أي الرحلة الثالثة والعشرين لصاروخ فالكون 9، كانت أول هبوط ناجح على منصة في المحيط.
30 مارس 2017 – قامت الشركة بإعادة إطلاق صاروخ مداري مستعمل لأول مرة والهبوط به مجدداً، واستعادة أول صاروخ مُتحكم فيه.
3 يونيو 2017 – أجرت الشركة أول رحلة بعد إعادة الاستخدام لمركبة فضائية تجارية للشحن.
6 فبراير 2018 – أصبحت سفينة الفضاء فالكون هيفي أول حمولة ممولة من القطاع الخاص تخرج من الجاذبية الأرضية، وتم استرداد اثنين من ثلاثة صواريخ إطلاق في نفس الرحلة بنجاح.
فشل سبيس اكس
في عام 2006، فشل الإطلاق الأولي للشركة بعد 33 ثانية فقط من الإقلاع بسبب الصدأ.
في عام 2007، في الفرصة التالية لإثبات المصداقية، أغلقت المحركات قبل الوقت المُحدد لها وفشل الصاروخ في الوصول إلى المدار.
في عام 2008، فشل الإطلاق الثالث للصاروخ الذي كان يحمل حمولة ناسا، وانتهى به المطاف في البحر.
هذا الفشل الثالث تحديداً كاد يقتل الشركة، لكن تم إنقاذها بواسطة رائد الأعمال بيتر ثيل – المؤسس المشاركة في باي بال – الذي كان أول مستثمر خارجي للشركة.
في عام 2015، تبخر صاروخ الشركة بعد وقت قصير من إطلاقه، ومنذ ذلك الحين تفاوضت ناسا للحصول على تخفيضات كبيرة في عقودها مع سبيس اكس، خاصةً وأنّ الصاروخ كان يحمل اثنين من الحمولات للوكالة.
في عام 2016، فقدت الشركة صاروخ قبل الإطلاق عندما انفجر أثناء التزود بالوقود.
من كل هذا، يمكن القول أن الشركة تغلبت على الكثير من المشكلات – مثل الإفلاس – قبل أن تصبح رقم 1 في قطاع الفضاء الخاص.
صعود سبيس اكس
في عام 2008، بعد ثلاث عمليات إطلاق غير ناجحة، كادت الشركة تُفلس حتى تدخل مؤسس باي بال بالتمويل، وبعد حصولها على التمويل أطلقت الشركة الصاروخ الرابع الذي نجح في الخروج إلى المدار.
بعد ذلك، منحتهم ناسا عقوداً بقيمة 1.6 مليار دولار لنقل ما لا يقل عن 20 طن من البضائع إلى محطة الفضاء الدولية على مدى 12 رحلة جوية.
في سبتمبر 2014، اختارت ناسا كلاً من سبيس اكس وبوينج كشركتين سيتم تمويلهما لتطوير أنظمة يمكنها نقل طواقم رواد الفضاء الأمريكية من وإلى محطة الفضاء الدولية، وفازت شركة إلون ماسك بـ 2.6 مليار دولار لإكمال دراجون 2 والتصديق عليها بحلول عام 2017.
مستقبل سبيس اكس
يرغب إلون ماسك إلى تقليل تكلفة الحمولات الصافية بمقدار 10 إلى 1000 دولار للكيلوجرام الواحد أو أقل.
وفي عام 2015، طلبت الشركة من الحكومة الفيدرالية البدء في اختبار مشروع يهدف إلى إنشاء كوكبة من 4000 قمر صناعي قادرة على نقل الإنترنت إلى العالم أجمع، بما في ذلك المناطق النائية التي لا تتوافر فيها حالياً إمكانية الوصول إلى الإنترنت. و كانت الشركة قد أطلقت بالفعل خلال هذا العام دفعتين من الأقمار الصناعية لمشروع ستار لينك كل منها تتألف من 60 قمر اصطناعي.
كما تتمثل الرؤية طويلة المدى لرائد الأعمال إلون ماسك أن تقوم الشركة بتطوير التكنولوجيا والموارد اللازمة لاستعمار المريخ، ويأمل ماسك أن ينجح في إرسال البشر إلى المريخ بحلول عام 2030، وأعرب عن اهتمامه الشخصي بالعيش هناك.