قدرات البرمجة والتطوير تزدهر في المملكة – زيارتنا لأكاديمية مطوري Apple في المملكة العربية السعودية
منذ انطلاقة رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية قبل قرابة 8 أعوام، رسمت السعودية أهدافاً طموحة وكبيرة لتحولها الاقتصادي والاجتماعي الشامل. وبالنظر إلى الأهمية الكبيرة للتقنية في التحول الاقتصادي ودفع عجلة التطوير، فقد شهدت المملكة نهضة كبرى في المجال مع إقبال متزايد على التعليم التقني وبناء المشاريع والشركات التي ترتكز على التقنية كجزء أساسي من عملها وأهدافها.
ضمن هذا التحول الشامل الذي تشهده المملكة، وبالتوازي مع أهدافه الطموحة، تم إنشاء أكاديمية طويق عام 2019 تحت جناح الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز. حيث تتخذ المملكة من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن مقراً لها، وتتخصص بتقديم الدورات التعليمية المتقدمة في مجال البرمجة، والبيانات، والتطوير. وبين الشراكات العديدة التي قامت بها أكاديمية طويق، كانت أهمها ربما هي الشراكة مع شركة Apple المعروفة عالمياً لإنشاء أكاديمية مطوري Apple في العاصمة الرياض.
كان اختيار شركة Apple للرياض كمقر لأكاديميتها الجديدة ذا قيمة رمزية كبيرة لدور السعودية المتنامي في المنطقة. حيث تمتلك الشركة أكاديميات مطورين في 6 بلدان فقط، وكانت المملكة هي إحداها بعدما تم افتتاح الأكاديمية في عام 2021 مع كونها مخصصة للإناث وتهدف لتطوير مهاراتهن البرمجية والتطويرية، بالإضافة لتحسين المستوى العام للقدرات التقنية في المملكة، ورفع المشاركة النسوية في المجال.
مؤخراً، قامت مينا تك بزيارة أكاديمية مطوري Apple في المملكة العربية السعودية للتعرف على ما تقدمه بشكل أفضل، وهناك حدثتنا مديرة الأكاديمية، الأستاذة عهود النايل، عنها قائلة: «تتماشى أهداف أكاديمية مطوري Apple مع رؤية 2030 في تطوير القطاع التقني، وتمكين الاقتصاد المعرفي، وزيادة مشاركة المرأة في منظومة الاقتصاد الوطني». وتابعت متحدثة عن إنجازات الأكاديمية: «كانت نسبة التوظيف لدينا خلال الأشهر الثلاث الأولى هي 85%، كما تجاوزت مشاركة المرأة في المجال التقني الأهداف التي كانت موضوعة لرؤية 2030، ونحن نحقق أعلى من ذلك الهدف حالياً.»
منذ انطلاقتها، تمكنت أكاديمية مطوري Apple التابعة لأكاديمية طويق من تحقيق إنجازات كبرى في المجال. حيث طور خريجو الأكاديمية أكثر من 1,500 تطبيق على متجر App Store، كما أسسوا أكثر من 160 شركة. وتتضمن الأكاديمية 4 برامج أساسية هي: التأسيس (يمتد 4 أسابيع)، وأساسيات الألعاب (يمتد 6 أسابيع)، والبرنامج الرئيسي للأكاديمية (طوال 9 أشهر)، والسنة الثانية من الأكاديمية (يمتد 6 أشهر). ولدا حديثها عن مساهمة الأكاديمية في التعليم التقني، قالت أفراح بن جبير، خريجة الدفعة الثالثة للأكاديمية: «الأكاديمية تشكل فرصة لاكتساب المهارات على الصعيد الشخصي والمهني، ولا يقتصر تعلمنا في الأكاديمية على الخبرات الفنية، بل أننا نكتسب مهارات كثيرة، سواء بما يتضمن الأعمال، أو التصميم، أو الأبحاث وحل المشاكل.»
تابعت الأستاذة النايل حديثها عن أهمية الأكاديمية قائلة: «هذا جزء فحسب من جهود تمكين المرأة والحراك في المملكة فيما يتعلق بتطوير القدرات الشابة، وبالأخص في الجوانب التقنية. وأعتقد أن الفرص الآن موجودة وبكثرة كما أن تنوعها مهم جداً، ولعل من مجالات التنوع هناك تطوير القدرات الوطنية في تطوير التطبيقات، وبالأخص لنظام iOS. ويعود كل ذلك إلى المهارات التي نقدمها في الأكاديمية.»
تعد الأكاديمية استمراريةً لما يبدو كجهد كبير وعلى المستوى المملكة للارتقاء بالمعرفة التقنية في البلاد. كما أظهرت الأكاديمية على مدار دفعاتها الثلاث المتخرجة مساهمتها الكبير في تمكين النساء وتنمية المشهد التقني للملكة مع دفعها للأمام ضمن مسيرتها على المسرح العالمي.