قاضي أمريكي يؤكدها: استخدام الذكاء الاصطناعي في حل الواجبات غش
⬤ حكم القضاء لصالح كادر مدرسة أمريكية بعد ادعاء والدَي أحد الطلاب ضدهم فيما يخص استخدام الذكاء الاصطناعي.
⬤ أدانت المدرسة الطالب بالغش بعد انكشاف نسخه مقاطع حرفية مولدة بالذكاء الاصطناعي مع ما فيها من هلوسات.
⬤ تشكل الحالة سابقة قضائية تطلق يد المدارس والمؤسسات التعليمية في مكافحة الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي.
في واقعة فريدة من نوعها، حكم قاضِ فيدرالي أمريكي لصالح الطاقم الرسمي ومجلس مدرسة Hingham School، بولاية ماساتشوستس الأمريكية، ضد الاتهامات الموجهة إليهم من وليَي أمر أحد التلامذة، بعد تلقي ابنهما لدرجة متدنية في إحدى المشاريع المدرسية بسبب استخدامه الذكاء الاصطناعي، وطالبا بتعديل الدرجة، وشطب الواقعة من سجله التأديبي في المدرسة قبل توجهه لتقديم طلبات الالتحاق بالدراسة الجامعية.
احتج والدا التلميذ على أن لا وجود لقاعدة أو قانون صريح ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنظمة المعمول بها. لكن ادعاءهما قوبل بالرفض من القاضي المعني.
ترجع الواقعة إلى ديسمبر من العام الماضي، وكانت المدرسة حينها قد انتهت إلى قيام الطالب المذكور، رفقة زميل له، بمحاولة للغش في مشروع مدرسي، عبر نسخ حرفي لنص صادر عن إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وفي حين تؤكد المدرسة على ألا مانع من استخدام تلك التقنية في أشياء مثل العصف الذهني والوصول إلى المصادر، فقد أشارت إلى أن ذنب الطالبين كان نسخ النص المولد من تطبيق الذكاء الاصطناعي دون عناء، حتى مع ما فيه من إشارة واستشهاد بمراجع غير موجودة أصلاً، أي هلوسات ذكاء اصطناعي بحتة.
في تفاصيل القصة، وجدت مدرّسة مادة التاريخ الأمريكي في المدرسة المشار إليها سابقاً أن مقاطع من النصوص المقدمة في واجب التلميذَين مولدة بالذكاء الاصطناعي، بعد فحصها على موقع Turnitin.com. وتعزز هذا الظن باستخدام أدوات أخرى للتحقق من وجود الذكاء الاصطناعي في الصياغات، تحديداً أداتا Draft Back وChat Zero.
تحققت المدرّسة أيضاً من السجل الزمني للعمل على المشروع، ووجدت أن الطالب الذي أقام والداه الادعاء لم يقضِ أكثر من 52 دقيقة في مستند الواجب المدرسي، بالمقارنة مع باقي الطلاب الذين أمضوا ما بين سبع إلى تسع ساعات. والأداة التي استخدمها الطالبان لتوليد تلك النصوص المفضوحة والهلوسات البالغة كانت Grammarly.
على غرابتها، تُعتبر هذه الواقعة مؤشراً إضافياً على اضطراب من نوع خاص تسببت به طفرة الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، بعد أن غدا أداة ذات إمكانيات عالية، في الصالح والطالح، وبمتناول الجميع. وبكل تفاصيل الحادث، والادعاء، والمسرى القضائي، تلخص القضية نموذجاً للمشكلة، وسببها، وكيفية التعامل معها في مجال التحصيل الدراسي.
بطبيعة الحال، ليست تلك هي الحادثة الأولى من نوعها، كما ولن تكون الأخيرة على الأرجح، فقد شهد القطاع التربوي والتعليمي حالات مشابهة، وإن تفاوتت في المرحلة أو الفداحة. ومنها على سبيل المثال ما جرى الصيف الماضي في تركيا من اعتقال السلطات طالباً أقدم على الغش في امتحان القبول لدى إحدى الجامعات في اسطنبول باستخدام الذكاء الاصطناعي.